إلى الشباب المستهتر: الكورونا يهاجم قلبكم حتى بعد الشفاء

صدى وادي التيم – لبنانيات/

في الوقت الذي كان الجميع يعتقد أن كورونا يشكّل خطراً فقط على الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة بات اليوم يحصد أرواح كثيرة من فئة الشباب على الرغم من أنهم لا يحملون أي مرض مزمن آخر عكس ما كان سائداً منذ بدايات إكتشاف الفيروس.

ورغم ذلك ما زال بعض الشباب وللأسف يتجاهلون هذه الحقيقة ويشعرون أنهم يملكون مناعة مطلقة ضد المرض وبأنه لن يصيبهم وحتى إن مرضوا فإنهم لن يصلوا إلى مرحلة إخضاعهم للإنعاش أو الوفاة.

ويؤكد العلماء أن أي وباء جديد يتعرّض لتحوّلات في بداية ونهاية إنتشاره، فمثلاً سنة 1918 وإبان أزمة الأنفلونزا الإسبانية التي حصدت أرواح ما بين خمسين إلى ثمانين مليون إنسان، عُرفَت هذه الأنفلونزا كأي أنفلونزا عادية تؤثر على الأطفال أقل من خمس سنوات وعلى المسنين، لكن في موجتها الثانية بدأت تحصد عدداً أكبر من الأرواح وازدادت نسبة الموت عند الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 35 سنة.

وقد أظهرت الدراسات الجديدة أن 20% من مرضى فيروس كورونا يصابون لاحقاً بمرض واضطرابات عقلية جديدة، وقالت الدراسة التي نُشرت في مجلة The Lancet Psychiatry، إن الإضطرابات الأكثر شيوعاً التي يعاني منها الناجون من “كوفيد-19” في غضون 90 يوماً من تشخيصهم هي القلق والإكتئاب والأرق ويعود ذلك على الأرجح بسبب مجموعة من الضغوط النفسية المرتبطة بهذا الوباء بالذات والآثار الجسدية للمرض.

ولا يكتفي الفيروس بإحداث إلتهاب رئوي حادّ بل يهاجم عضلة القلب أيضًا إذ أكّدت دراسة جديدة أيضاً بمركز العلوم الصحية بجامعة تكساس ومعهد تكساس لأمراض القلب بالولايات المتحدة أنه يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحة القلب ويُحدث آثارًا تدميرية لخلايا القلب، حتى بين الأشخاص الذين لم يعانوا في السابق من أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم مشابه لما يحدث عند الإصابة بقصور الشرايين التاجية أو جلطة القلب مما يزيد من أعداد الوفيات بينهم، وبخاصة في حالات الإصابة الشديدة بالفيروس.

ويُذكر أن الإلتهاب الرئوي التقليدي لا ينتقل إلى القلب عادةً، لكن الإلتهاب الناجم عن الفيروسات التاجية القاتلة مثل “كوفيد 19” وفيروسات الإنفلونزا الشرسة يمكن أن يسبب ما يسمى بالإلتهاب الفيروسي لعضلة القلب، ويؤثر على عضلة القلب، وبخاصة ما يُعرف بالنظام الكهربائي، ما يقلل قدرة القلب على ضخ الدم، ويتسبب في حدوث اضطراب في نُظم القلب، ويمكن أن تتكون الجلطات، ما يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية أو نوبة قلبية.

قد ينتهي كورونا بعد سنة أو أكثر لكن التحديات التي تخاف المجتمعات والحكومات مواجهتها بعد الإنتهاء منه ليست اقتصادية فقط بل يبدو أن هناك تحديات إجتماعية وصحية ستجتاح العالم، وها هي الصحة العقلية مثال على ما ينتظر البشرية من ثقل إضافي، يرهق كاهلها جراء تداعيات الفيروس الغامض الذي غيّر العالم.

الكلمة اونلاين – عبير عبيد بركات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!