الدكتورة منى القاضي: أفتخر بما أنا عليه وهذا بفضل ودعم دولة الامارات العربية المتحدة

صدى وادي التيم – من الصحافة اللبنانية
افتخر بما أنا عليه بفضل “اساس علمي وأدبي صلب” تلقيته في بلدي لبنان ” ففي لبنان لا مساومة على العلم مهما صعبت الظروف” وبفضل منهج دولة الإمارات العربية المتحدة البناء والذي يرتقي بالإنسان و البنيان…
للسفير الفرنسي السابق رينيه آلا هذا القول “لبنان ينتج اللبنانيين” . أين حلٌ اللبنانيون رحالهم في اصقاع الدنيا ولم يحملوا معهم الابداع…؟
نحن أمام سيدة رائعة مثلما هي متعددة النشاطات، متعددة الابعاد، ومتعددة الآفاق…
ستحدثنا عن تجاربها المميزة في عالم الإغتراب حيث التفاعل الخلاق مع الثقافات والتقاليد المحلية، مثلما هو التفاعل مع الاحتياجات، برؤية بعيدة المدى، وبمسؤولية تجمع بين الأصالة والابداع، حيال البلد الذي استضافها، لتؤكد على ظاهرة الإغتراب كحالة لبنانية عابرة للثقافات مثلما هي عابرة للأمكنة…
الدكتوره منى القاضي..
*لماذا اخترت دولة الإمارات العربية مكاناً للعمل.. وكيف كانت البداية؟
كانت الآفاق ليس بجيدة في لبنان ذلك الوقت، فكانت الإمارات الدولة الحاضنة والداعمة والمرحبة بشكل كبير.. وقفت إلى جانبي وسهلت لي الامور لأكمل دراستي الجامعية في لبنان.. ويشرفني أنني انجزت أطروحة موجودة الآن بمكتبة الاسكندرية وكانت عن تحديات دولة الإمارات العربية المتحدة بالمحافظة على البيئة بظل العولمة.. ومن الجامعة اللبنانية أنجزت بحث عن الهجرة وأثرها على المجتمعات وتم توثيقها وأصبحت في مكتبات الجامعة اللبنانية والأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا.. وأكملت دراسات عليا في إدارة المؤسسات الاجتماعية ومدى أثرها بتحفيذ الوعي الذاتي للأفراد وعلى تنمية المجتمع.. حالياً أنا أعمل مع مشاريع إرادة في وزارة الداخلية لدعم وتوظيف أصحاب الهمم في دولة الإمارات كمديرة المسؤولية الاجتماعية..فهذه بإختصار مسيرتي العلمية والعملية وأفتخر في ما أنا عليه الآن وهذا بفضل ودعم الدولة الاماراتية..
*من سيرتك الذاتية لاحظنا انك امرأة ليس فقط متعددة النشاطات، بل وأيضاً متعددة الأبعاد. كيف حققت ذلك.. وهل واجهت صعوبات..؟
لا شيء من دون صعوبات لكن الأهم في حياتنا أن نعتبر الصعوبة هي تحدٍ، ولا نعتبرها مشكلة لأن بالتحدي نتخطى كل الصعوبات.. وأنا متأكدة بأن في داخل كل شخص منا بشكل عام قدرات كاملة ولم يبرزها من خوفه أنه لا يستطيع التحقيق، فعلينا إلغاء كلمة وفكرة لا استطيع، فهذه العبارة غير موجودة في حياتي..علينا تحديد الهدف والسير نحوه بثبات مع كل العقبات التي سنواجهها والاصرار مهم جداً.. أيضاً علينا وضع هدف قائم على الإنتاجية وننطلق بالروح الإيجابية لتحقيق ما نطمح اليه..
*لا شك انك خلال عملك المتعدد النشاطات في دولة الامارات العربية المتحدة تعرفت على نساء من جنسيات عربية مختلفة …
لن أسأل بماذا تتميز بل بماذا تختلف المرأة اللبنانية عن المرأة العربية بوجه عام…؟
في الاجمال المرأة العربية قادرة ومحبة لبيتها وعائلتها..أما ما يميز المرأة اللبنانية أكثر فهو شغفها.. لديها شغف مطلق في الحياة يجعلها تتحول لإنسانة منتجة ومحبة للعطاء.. وميزة اصرارها في احتضان وتربية اولادها وعائلتها ليصبحوا كوادر منتجة في المستقبل ويفتخر بهم لبنان..
* ما هو الانطباع العام في بلاد الاغتراب ، سواء كانت عربية ام اجنبية ، عن المراة اللبنانية؟
الانطباع عن المرأة اللبنانية إن كان بالعالم العربي او الغربي فهو الأناقة، أناقة التصرف وأناقة المضمون..
*برأيك هل تستطيع المرأة اللبنانية أن تثبت نفسها في العمل في بلاد الاغتراب..؟
إذا أخذنا مقومات الثبات والاستمرار والوجود وقدرة التواصل الصح والوعي الداخلي والذكاء في التصرف فهذه المقومات تميز السيدة اللبنانية لذلك لا أعتقد أن من شيء يحدها من تثبيت نفسها بجدارتها أينما حلت.. واللبناني يتقن أكثر من لغة تخوله الوصول أسرع..
*العالم العربي يواجه أزمات على كل المستويات..
في نظرك ماذا يفترض بالمرأة ان تفعل لكي تستطيع المجتمعات العربية أن تخرج من المراوحة الراهنة…؟
في تقارير إقتصادية على صعيد العالم أن ما قبل كورونا وما بعدها حالتين مختلفتين كلياً.. هذا الوباء أثر على اقتصاد العالم بشكل عام، نحن تقريباً بحالة حرب غير ملموسة إن استطعنا تخطيها وتخطي عقباتها فهذا إنجاز بحد ذاته.. لهذا السبب علينا نحن كأفراد مجتمع نتحصن بأفكار وأسلوب حياة جديدة ومختلفة ونتعامل مع الوضع بطريقة أخرى.. على الناس أن تعرف أننا داخلين على مرحلة صعبة يجب التقشف ونلعب دورنا بمسؤولية ليس فقط في لبنان بل على صعيد العالم..
*ممكن تحدثينا عن عملك مع أصحاب الهمم أي ذوي الإحتياجات الخاصة؟
العمل مع أصحاب الهمم مثلما نسمهم في دولة الامارات.. من أجمل المهام التي تكلفت بها في حياتي لأنهم مبدعين وخلاقين ومنتجين.. نحن كبشر يجب علينا أن نفهم المحدودية هي كم نحن نحب ذاتنا والمحدودية فقط بفكرنا علينا أن نتخطاها.. وذوي الاعاقة الجسدية ليس لديهم أي محدودية بفكرهم قادرين على العطاء بشكل ملهم جداً.. لذلك أنا أعتبرها من أجمل المراحل العملية في حياتي لأني أستلهم منهم.. ويستطيعون أن يخلقوا مشاريع كثيرة مثمرة وبناءة ويخلقوا عالماً بعيد عن الحقد والكره مليئاً بالفرح والحب..
* في السنوات الاخيرة تسنى للمراة اللبنانية أن تتسلم حقائب وزارية، غالباً لرفع العتب، في حين تمكنت المرأة إياها أن تصل إلى مواقع قيادية حساسة في بلاد الإغتراب. هل من سبب لذلك..؟؟
المرأة اللبنانية لا شك أنها أثبتت قدراتها وذكاءها وحكمتها.. وجودها بالثورة ودفاعها عن أرضها بأرض يحكمها القانون والنضال.. أرض حاضنة لأولادها ولأهلها، هذا أكبر دليل أنها متواجدة بأهم المراكز وبأصعبها.. ولاحظنا أنها هي كانت الرأس الحربة حتى تحمي العائلة والوطن فحملت دمها على كفها وسارت أمامهم .. بالمرحلة السابقة اذا لم تصل إلى مراكز قيادية في لبنان هذا لا يقلل من كفاءتها أبداً لأن مع كل أسف المرحلة السابقة كانت المحسوبيات هي الحاكمة وليس الكفاءة على أمل المرحلة القادمة يحكم وصولهم للمراكز القيادية هي الكفاءة، وأنا على ثقة بأن المرأة اللبنانية خير من يستلم هذه المناصب لطالما ثبتت كفاءتها وقدرتها على التحمل.. وهنا أحب أن اقول أن منصب القيادة إن كان في أي مكان هو تكليف وليس تشريف.. لأنني آت لخدمة الشعب وأقوم بواجباتي وليس لإستغلالهم لحساباتي الشخصية.. عندما يصبح لدينا هذا المفهوم، تستحق المرأة اللبنانية أن تكون بأعلى المراكز وستكون بإذن الله …
* ربما لا يزال الوقت مبكراً للكلام عن امراة مرشحة لرئاسة الحكومة أو لرئاسة الجمهورية مع وجود نخب نسائية رفيعة المستوى في العمل العام او الخاص..
ما رأيك…؟؟
المرأة اللبنانية هي الأكفأ والأجدر للوصول إلى أعلى المراكز لما تتمتع به من حكمة وذكاء وسياسة التصرف وقدرة على معالجة الامور..وبإختصار المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها.
حوار: جيهان دلول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!