انتشار اليونيفيل في العاصمة والمرفأ توطئة لتحوّل كبير.

 

صدى وادي التيم – لبنانيات

كثير من الروايات نُسجت حول انتشار قوة عسكرية من قوات الطوارئ الدولية في بيروت والمرفأ الاحد الماضي. ثمة من ادرجها في اطار توسيع رقعة عمل اليونيفيل توطئة لتمددها نحو الحدودين الشرقية والبحرية وايكالها مهمات مراقبة جديدة لمنع عمليات التهريب تحقيقا للرغبة الاميركية التي اعربت عنها واشنطن ابان مناقشة مجلس الامن قرار التجديد لهذه القوات في آب الماضي وعدم استمرارها مقيدة، وقد اشترطت واشنطن للتصويت انذاك وضع خطة خلال 60 يوماً لتحديد آلية عمل جديدة لهذه القوات. اخرون اعتبروها في خانة الوصاية الدولية على لبنان التي فتح بابها واسعا انفجار المرفأ مع حضور الاساطيل والجيوش الاجنبية الى بيروت للمساعدة في اعمال الاغاثة والتحقيقات، فيما ربط البعض بينها وبين رفع منسوب خطاب الرئيس ايمانويل ماكرون ضد “ا ل ح ز ب ” في اعقاب انفجار عين قانا والحديث عن تقدم المفاوضات على جبهة ترسيم الحدود مع اسرئيل، باعتبارها “هزة عصا” للحزب لتليين مواقفه وتخفيف شروطه التي عطلت المبادرة الفرنسية.
في الوقائع، ادرج بيان اليونيفيل الخطوة في اطار المساعدة على رفع الانقاض وذكر ان وحدة تضم قوة متعددة الجنسية انتشرت في بيروت ومعها آليات ثقيلة ومعدات أخرى لمساعدة السلطات اللبنانية في جهود التعامل مع تداعيات الانفجارات المأسوية التي وقعت في مرفأ العاصمة، وفي أعقاب تفويض من مجلس الأمن الدولي للبعثة باتخاذ “إجراءات موقتة وخاصة” لتقديم الدعم للبنان وشعبه بعد الانفجارات.  لكن في التحليلات لم يقتنع كثيرون بمضمون البيان، ذلك ان مصادر سياسية مراقبة طرحت سلسلة تساؤلات عبر “المركزية” عن توقيت الخطوة بعد اكثر من خمسين يوما على انفجار المرفأ في ظل موجة احتقان داخلي غير مسبوقة واستعادة للحديث عن بوادر حرب اهلية وعن تدويل الازمة  اللبنانية وعن تقسيم لبنان ومشاريع اخرى كثيرة، وتزامنا مع اشاعة معلومات عن مخازن اسلحة وصواريخ ونيترات في اكثر من منطقة وفي مطار رفيق الحريري الدولي.
 وتسأل المصادر عن جدوى انتشار اليونيفيل في العاصمة بعدما شارفت عمليات رفع الانقاض على نهايتها وعودة الحياة الى شبه طبيعتها، آملة بألا يكون وراء الاكمة  ما وراءها من اهداف مضمرة، خصوصا ان بعد تعثر المبادرة الفرنسية وفشل المرحلة الاولى منها، اي تشكيل حكومة لتنيفذ الاصلاحات وفق الورقة الفرنسية، باتت كل الاحتمالات واردة، بما فيها التدويل ووضع لبنان تحت الرعاية الأممية والفصل السابع لمنع  انهياره وزواله.
ما يحصل في بيروت والمرفأ أوسع من عملية مشاركة في رفع انقاض تفجير مدمّر على الارجح، مهما صدر من مواقف وتبريرات، تختم المصادر، انه على الارجح تمهيد لعملية جراحية ضخمة سيخضع لها لبنان اذا  استمر بالدوران في دوامة العقم وغياب القرار في اعادة بناء الدولة. الايام المقبلة الفاصلة عن انتخابات تشرين الاميركية لا بد ان تكشف عن طبيعة المهمة اليونيفلية في العاصمة اللبنانية.
المصدر : النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!