السيناريو الاسود: انغماسيون في طريقهم الى تفجير مراكز الجيش
قبل سنة من الآن، وصلت الى الاجهزة الامنية اللبنانية احداثيات عن اعادة تفعيل الشبكات الارهابية في بعض المناطق، لاسيما العنقودية منها عبر رصد عدد من الارهابيين السابقين الذين كانوا داخل السجون اللبنانية واعادوا تفعيل تواصلهم مع مشغليهم السابقين في مناطق سورية وتركية.
خبرة الاجهزة الامنية اللبنانية مع هذه الخلايا طويلة ان من خلال التوقيفات التي تحصل بشكل دوري وما يترتب عليها من اعترافات تقود الاجهزة الى المشغلين أو من خلال الدورات التدريبية التي تقام في الولايات المتحدة ودول اوروبية وعربية لعدد من الضباط المتخصصين بمكافحة الارهاب حيث تمكن هؤلاء من مراكمة رصيدهم الاستخباراتي وكيفية التعامل مع الجيل الجديد من الارهابيين الذي بات يمتلك خبرة تقنية عالية في مجال الفضاء الالكتروني ويتقن أكثر من لغة فتحت له الباب واسعا أمام تجنيد المزيد من الاشخاص في مختلف بلدان العالم، كما تمكن من ايجاد ثغر أمنية خرق من خلالها ساحات عدة في بلدان عربية كسورية واليمن والعراق.
في الشمال جاءت حادثة كفتون لتكشف النقاب عن نشاط تلك الخلايا في المناطق، واستندت الاجهزة الامنية في كشف خيوط شبكة التلاوي على مجندين في بعض المناطق وعبر التواصل مع اجهزة أمنية خارجية للكشف أكثر عن مشغلي هذه المجموعة لمعرفة الشبكات العنقودية الاخرى، وتوصلت الاجهزة الامنية “استخبارات جيش فرع معلومات وأمن عام”، الى خيوط مهمة قادتها الى معرفة سيناريو كان يحضر شمالا تناوله البعض باستخفاف انطلاقا من موقفه السياسي، ولكن مصادر أمنية تؤكد أن النشاط الارهابي عاد وبقوة الى الساحة الداخلية والاجهزة الامينة تعمل بشكل كبير على تعقب خلاياه في أكثر من منطقة من دون أن تدخل في مزيد من التفاصيل، مع تأكيدها أن الارهاب بنشاط دائم ولم يتوقف يوما رغم تطهير الحدود الشرقية منه، ويسعى بتمويل خارجي من استغلال الاضطرابات التي تعيشها البلاد لاعادة تفعيل دوره على الساحة.
يوم الاحد الاسود في وادي خالد لا ينفصل عن مداهمات البداوي التي راح ضحيتها اربعة شهداء من المؤسسة العسكرية أو على الهجوم الذي تم احباطه في معسكر عرمان وبحسب المعلومات فان الاجهزة الامنية وضعت وحداتها في المناطق بجهوزية عالية خشية من اي استهداف مفاجئ، لاسيما وأن الارهابي “عمر بريص” الذي قتله الجيش اثناء تنفيذ محاولة اقتحامه معسكر عرمان هو من الانغماسيين وحاول تفجير نفسه داخل المعسكر لقتل العدد الاكبر من العسكريين، ولكن سرعة الرد من قبل الجيش أحبطت هجومه.
وعزز هذه الفرضية وجود حزام ناسف كان يرتديه بريص اثناء تنقله على الدراجة النارية، والخطورة في هذه العملية وفق الروايات الامنية تكمن بالتضليل الذي تعمده الارهابيون فيها حيث بادر عدد من المسلحين الى اطلاق النار على الحاجز عند مدخل المعسكر لاشغاله وفتح ثغرة لبريص يدخل من خلالها الى المعسكر ويفجر نفسه، الا أن سرعة الرد واستيعاب عنصر المباغتة حالا دون تنفيذ العملية.
لم تسقط المعطيات الميدانية فرضية الاعمال الانغماسية التي كانت تنوي خلية وادي خالد فعله في أكثر من ثكنة عسكرية وخلق حالة اضطراب وذعر في الشمال مستغلة الازمة السياسية التي تمر بها البلاد والمخاوف من انهيار مالي واقتصادي مرتقب، وتستند هذه الفرضية الى عدد الانتحارين الذين قتلهم الجيش وهم يرتدون الاحزمة الناسفة ومحصنين بأعداد كبيرة في بؤرة جغرافية صعبة في الجبال المتاخمة لمنطقة وادي خالد وقريبة من الحدود مع سورية سبق ان سجنوا وبعضهم من السوريين الملتحين وشعرهم طويل ملامحهم قريبة الى د ا ع ش .
كبر حجم المخاوف في منطقة الشمال وتحديدا عكار التي داهم الجيش بعد حادثة كفتون منطقة خربة داوود واشتبك هناك مع الارهابي التلاوي، وهي منطقة يتردد اليها الارهابيون، وقد عانى الاهالي منهم وتواصلوا مع الجيش وساعدوه منعا لأي وجود ارهابي هناك، أما منطقة وادي خالد فقد كان قرار العشائر والاهالي حاسما بالوقوف ومساندة الجيش والتعاون مع القوة الضاربة ايضا لانهاء المجموعة في ساعات الليل الاولى ومنع تمدد المعركة اكثر.
ورغم كل ذلك تشير معلومات أمنية الى أن الايام المقبلة ستشهد المزيد من التوقيفات لاشخاص على صلة بخلية التلاوي وبخلابا أخرى نشطت في الفترة الاخيرة، محذرة من أن الوضع لا يطمئن لأن ثمة صراع اقليمي يزداد حدة وانعكاسه على لبنان لن يكون سهلا.