التحرش .. حقيقة متشعبة وفي كل الحالات مؤذية جسدياً ونفسياً واجتماعياً

صدى وادي التيم – متفرقات

غالبًا ما يتمّ فهم التحرّش الجنسي بشكل خاطئ. ولوقت طويل كان يُعتبر أحد المحرّمات التي لا يجب التحدث عنها بل ولم يكن الناس حتى يستخدمون كلمة “تحرش”. لكننا نؤمن أن هذا لا يُعد مبررا لتجاهل التحرّش أو للتظاهر بعدم وجوده، والأهم من هذا أن التحرّش الجنسي ليس أمرا غير مألوف أو أنه يحصل بعيدا عنا، فنحن جميعا نراه يحدث يوميًا في شوارعنا. هذا الى جانب كونه جريمة يعاقب عليها القانون عالمياً وخصوصاً المصري.
التحرّش الجنسي هو:
أي صيغة من الكلمات غيرمرغوب بها و/ أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، التهديد، عدم الأمان، الخوف، عدم الاحترام، الترويع، الإهانة، الإساءة، الترهيب، الانتهاك أو أنه مجرد جسد. ويمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالًا مختلفة وقد يتضمن شكلًا واحدًا أو أكثر في وقت واحد:

النظر المتفحّص: التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما، أجزاء من جسمه و/أو عينيه.

التعبيرات الوجهية: عمل أي نوع من التعبيرات الوجهية التي تحمل اقتراحا ذو نوايا جنسية (مثل اللحس، الغمز، فتح الفم).

الندءات (البسبسة): التصفير، الصراخ، الهمس، و أي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.

التعليقات: إبداء ملاحظات جنسية عن جسد أحدهم، ملابسه أو طريقة مشيه،تصرفه،عمله، إلقاء النكات أو الحكايات الجنسية، أو طرح اقتراحات جنسية أو مسيئة.

الملاحقة أو التتبع: تتبع شخص ما، سواء بالقرب منه أو من على مسافة، مشيًا أو باستخدام سيارة، بشكل متكرر أو لمرة واحدة، أو الانتظار خارج مكان عمل، منزل، سيارة أحدهم.

الدعوة لممارسة الجنس: طلب ممارسة الجنس، وصف الممارسات الجنسية أو التخيلات الجنسية، طلب رقم الهاتف، توجيه دعوات لتناول العشاء أو اقتراحات أخرى قد تحمل طابعا جنسيا بشكل ضمني أو علني.

الاهتمام غير المرغوب به: التدخل في عمل أو شؤون شخص ما من خلال السعي لاتصال غير مرحب به، الإلحاح فى طلب التعارف والاختلاط، أو طرح مطالب جنسية مقابل أداء أعمال أو غير ذلك من الفوائد والخدمات، تقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية، أو الإصرار على المشي مع الشخص أو إيصاله بالسيارة إلى منزله أو عمله على الرغم من رفضه.

الصور الجنسية: عرض صور جنسية سواء عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب او بشكل فعلي.

التحرّش عبر الإنترنت: القيام بإرسال التعليقات، الرسائل و..أو الصور والفيديوهات غير المرغوبة أو المسيئة أو غير لائقة عبر الإيميل، الرسائل الفورية، وسائل التواصل الاجتماعي، المنتديات، المدونات أو مواقع الحوار عبر الإنترنت.

المكالمات الهاتفية: عمل مكالمات هاتفية أو إرسال رسائل نصية تحمل اقتراحات أو تهديدات جنسية.

اللمس: اللمس، التحسس، النغز، الحك، الاقتراب بشكل كبير، الإمساك، الشد وأي نوع من الإشارات الجنسية غير المرغوب بها تجاه شخص ما.

التعري: إظهار أجزاء حميمة أمام شخص ما أو الاستمناء أمام أو في وجود شخص ما دون رغبته.

التهديد والترهيب: التهديد بأي نوع من أنوع التحرّش الجنسي أو الاعتداء الجنسي بما فيه التهديد بالاغتصاب.

التحرش الجنسي الجماعى: تحرش جنسى (شامل الاشكال السالف ذكرها) يرتكبها مجموعة كبيرة من الاشخاص تجاه فرد او عدة افراد.

كما يعد التحرش الجنسى صورة من صور العنف الجنسى والتى تشمل ايضا:

الاعتداء الجنسي: القيام بأفعال جنسية تجاه شخص ما بالإكراه و/أو بالإجبار مثل التقبيل القسري والتعرية.
الاغتصاب: استخدام أجزاء الجسم أو غيرها من الأشياء والأدوات لاختراق الفم، أو اختراق االأماكن الجنسية الحساسة بالإكراه و/أو الإجبار.
الاعتداءات الجماعية: التحرّش أو الاعتداء الجنسي (بما فيه الاغتصاب) الذي ترتكبه مجموعات كبيرة من الناس ضد أشخاص منفردين.

أين؟.. قد يحدث التحرّش الجنسي او اى شكل من اشكال العنف الجنسى في أي مكان، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، مثل: الشوارع، أماكن العمل، المواصلات العامة، المدارس والجامعات، المطاعم، الأسواق التجارية، داخل المنزل، بل و حتى في صحبة الآخرين (العائلة، الأقارب والزملاء)، عبر الإنترنت، وغيرها.

من؟ المتحرّشون- مرتكبو جرائم العنف الجنسي قد يكونون أفرادا أو مجموعات من الرجال أو النساء. وقد يكون المتحرّش شخصًا غريبًا عنك بالكامل أو أحد معارفك: صاحب العمل، موظف، زميل في العمل، عميل، أحد المارة، أحد الأقارب، أحد أفراد العائلة أو ضيف. أما المتحرَّش بهم أو المعتدى عليهم فقد يكونون أفرادا أو مجموعات من جميع شرائح المجتمع النساء و الرجال،الشباب والفتيات، والاطفال الصغار الاكثر عرضة.

ملاحظات هامة
– التحرّش الجنسي ليس أبدًا حدثًا عاديًا يمكن تجاهله.
– لا يمكن على الإطلاق أن يُترك الأمر للمتحرّش ليقرر هو ما الذي يُعدّ تحرشًا وما الذي لا يُعدّ تحرشًا.
– التحرّش الجنسي جريمة.
– التحرّش الجنسي لا يعتبر غلطة الشخص المتحرّش به أو المعتدى عليه أبدًا.

-التحرّش بأحدهم هو اختيار يتخذه المتحرّش بغض النظر عن ملابس الشخص المعتدى عليه أو تصرفاته، والتي لا يمكن أبدًا أن تستخدم كعذر لتبرير التحرّش. وهكذا، فالأمر بسيط: الشخص الذي يتعرّض للتحرّش أو الاعتداء ليس مسؤولًا بالمرة عن أي نوع من أنواع التحرّش الجنسي الذي يتعرّض له، لا بشكل جزئي ولا كلي.

“خريطة التحرش” قامت بإطلاقها أربع نساء مصريات في ديسمبر 2010 معظمهن كنّ يعملن على قضية التحرش الجنسي لسنوات طويلة قبل هذا التوقيت، وأطلقت بالتعاون مع عدد من الشركاء الفنيين والمستشارين والمتطوعين. لما لمسن التحرش الجنسي الذي تعرضن له يومياً وتتعرض له كل من عرفهن تقريبا مما أثر عليهن بشدة. فشعرن أنه لا يمكن أن يستمر الناس في التجاهل والتسامح بصمت مع الآثار المدمرة للتحرش الجنسي على حياتهم اليومية وخياراتهم ومشاعرهم المتعلقة بالشعور بالأمان والفخر في هذا البلد، وكانت “خريطة التحرش” منبراً حراً لكل من يريد أن يضيء على معاناته في هذا المجال.

 

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!