من أزمة المحروقات يصنع ثروة

صدى وادي التيم- لبنانيات/

تمر بعض الدول في أزمات اقتصادية خانقة، البعض ينهض منها بصعوبة، والبعض الآخر يصبح مصيره كفنزويلا، أما نحن في لبنان لا نعلم ما إذا كنا نستطيع النهوض مع هكذا طبقة حاكمة اوصلتنا إلى جهنم.

ومع اشتداد الأزمات وخصوصاً المحروقات التي انتجت طوابير الذل امام المحطات، بات الحصول على لترات البنزين أشبه برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر من حيث عدد الإشكالات التي تحصل على المحطات او الوقوف لساعات من أجل تعبئة البنزين.

بعض اللبنانيين “برستيجن” لا يسمح لهم الانتظار في الطابور لتعبئة سياراتهم بالبنزين، وهؤلاء كثر، جعلوا من بعض الناس الذين يبحثون عن عمل أو عن لقمة العيش في ظل بطالة مزمنة يشهدها لبنان مهنة جديدة يعتاشون منها، كيف؟ إليكم التفاصيل…

وقع اشكال في احد محطات بيروت، بعدما لاحظ صاحب المحطة أن هناك شاب يرتاد بشكل شبه يومي إلى المحطة، فاستغرب مالك المحطة من الشاب “المشبوه”، وبعد شجار طويل واستجواب صاحب المحطة للشاب تبين أنه بأخذ مالاً مقابل تعبئة سيارة أحد المواطنين الذي كلفه بمهمة تعبئة سيارته والوقوف بدلاً عنه في الطابور.

إنه فادي، وهو اسم مستعار أراده فادي لأنه رفض الكشف عن اسمه خوفاً من الملاحقة متمنياً عدم تصويره، فكان له ما أراد.

يروي فادي لـ”صوت بيروت انترناشونال” تفاصيل مهنته الجديدة بعدما عصفت به ازمة البطالة، وبعدما ضاقت به سبل البحث عن عمل يدر له بعض المال.

يقول فادي، اتلقى يومياً ما بين الـ5 إلى 6 طلبات تعبئة، وجميعها من أشخاص ميسورين، لا يريدون الوقوف و”البهدلة” أمام المحطات، فأقوم أنا بالمهمة وأقف في الطوابير لتعبئة سياراتهم بالوقود واحصل على اجراً لا بأس به.

ولدى سؤالنا عن المبلغ الذي يتقاضاه عن كل سيارة، رفض الاجابة، إلا أنه عاد وأجاب بأنه لكل سيارة سعر، “الرانج مش متل الكيا”!، فالسيارات الفارهة، وخصوصاً إذا بدو “يفوّل” السيارة تكون حصتي تنكة بنزين، وفي بعض الاحيان 100 ألف ليرة على كل سيارة حسب نوعها.

يقوم فادي بتعبة 6 سيارات يومياً، أي يتقاضى ما يقارب الـ600 ألف ليرة يومياً وهذا مبلغ جيد جداً بحسب ما يقول فادي، يمكنه العيش بكرامة.

أما تنكة البنزين التي يحصل عليها من الزبون، يقوم فادي ببيعها في السوق السوداء، ما يعني أن يومية فادي قد تتخطى الـ600 ألف ليرة!.

وعندما سألنا فادي، ماذا يفعل حين تنتهي أزمة البنزين، فأجاب ضاحكاً، “ما في أزمة بتنتهي بلبنان”.

تشارلي عازار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى