السياحة شمالاً.. مغارة الزحلان

 

لكل منطقة أو بلدة في لبنان، لها خصائصها ومميزاتها الطبيعية والبيئية والجغرافية، وحقبات في التاريخ والآثار والثروات، رحلتنا ومحطتنا اليوم إلى شمال لبنان، منطقة الضنية وبلدة سير تحديداً لنقل صورة جلية عن مشاهداتنا الحيّة لتلك المنطقة والبلدة التي تمتاز بطبيعة غناء بكافة أنواع الحياة، وسياحتها البيئية، حيث يوجد فيها أعلى جبال لبنان والشرق الأوسط “القرنة السوداء” التي ترتفع 3088م عن سطح البحر، والأودية السحيقة كـ”وادي الزحلان ووادي جهنم ووادي سري”، كما فيها أكبر غابات لبنان التي تضم اشجار السنديان والملول والشوح واللزاب والصنوبر وغيرها، وتحوي عدداً كبيراً من الطيور والحيوانات و1500 نوعاً من النباتات، إضافة لمياه الينابيع الرقراقة التي تقدر بـ 216 نبعاً، تشكل خزاناً كبيراً للثروة المائية العذبة، منها نبع السكر ونبع القسام ونبع سير ونبع الزحلان الذين يشكلون نهراً يتجه نحو مصب نهر البارد، إضافة لوجود عدداً كبيراً من الأماكن الأثرية التي تبهر الناطرين والهواء العليل النقي والمناظر الطبيعية الخلابة، وفنادق راقية كفندق قصر الأمراء، ومطاعم تستقبلك بأشهى أنواع وأطباق الطعام.

والمحطة الأبرز في تلك البلدة مشروع منتجع “مغارة الزحلان” لصاحبه رجل الأعمل محمد عبد الجواد فتفت بالشراكة مع السيد سامي بلدية “سعودي الجنسية”.

أما عناصر المشروع فهي المغارة، التلفريك، الفندق، المطعم، المتحف الأثري، المتحف التراثي، الشاليهات، شاليهات الأشجار، القطار، الجسر المعلق، نبع الزحلان والبحيرة.

وقد تم إنجاز قسم من المشروع والباقي قيد الإنجاز، وإذا ما أردنا التعريف والوصف عن مغارة الزحلان فهي تقع وسط الضنية في بلدة القطين بين ثلاثة وديان مجاورة لثلاث بلدات هي: سير، عاصون وحقل العزيمة، الظاهر المبين أن هذه المغارة هي أكبر مما هو مكتشف، حيث أن المكتشف منها ثلاث طبقات حتى الآن، وهي الطبقة المؤهلة للزوار والمغارة السفلية الثانية والمغارة السفلية الثالثة التي يخرج منها نبع الزحلان، والذي يشكل نهراً كما هو ظاهر في اسفل الوادي، ومن الممكن أن تكون هذه الأجزاء الثلاثة، المغارة الحالية والسفلية الثانية والثالثة مغارة واحدة، يفصل بينها الردميات التي تكونت عبر الزمن، حيث يمكن إزالتها مستقبلاً، وهناك أيضاً دهاليز  ضمن هذه المغاور متعددة ومتشعبة ونتوأت ومجسمات صخرية، كما من الممكن أن تكون هذه المغاور مرتبطة بدهاليز متصلة بمجرى النبع، ممتدة إلى نبع سير ونبع القسام أسفل جبل الأربعين، أي بطول آلاف الأمتار، ويستطيع الزائر الوصول إلى داخل المغارة عبر درج بين أحضان الطبيعة أو من خلال القطار الحديدي المخصص لذلك، وفي طريقه يستطيع أن يستمتع بإطلالة الوادي من خلال الجسر المعدني والخشبي المعلق الذي يربط بين بلدتي سير والقطين وبلدة حقل العزيمة، كما يستمتع الزائر بالطبيعة الخلابة من خلال إستعماله لدرج المغارة وصولاً إلى النهر في أسفل الوادي حيث يتنقل بين الصخور في ممرات مخصصة لذلك. كما يتمتع الزائر بالكورنيش بالإطلالة الخلابة على سحر الطبيعة وشلالات الماء.

ومن الآثار المكتشفة في المغارة تتنوع بين بقايا بشرية يقدر عمرها بثلاثين ألف سنة، وأخرى حيوانية يقدر عمرها بخمسين ألف سنة، وتم إبقاء بعضها وإستخراج بعضها الآخر للدراسة بإشراف مديرية الآثار في وزارة السياحة، على سبيل المثال: اسلحة وأدوات من حجر الصوان، أنياب الدببة وحيوانات مفترسة، ولم يتم عرض الآثار لحين إكتمال العمل في المتحف الأثري لاحقاً. وإلى جانب ذلك، القيمين على هذا المشروع بصدد تنفيذ تلفريك على علو 160م بطول 270م، يصل موقع المغارة ببلدة القطين.

مما يستدل أن هذه المنطقة غنية بمواردها الطبيعية وسياحتها البيئية التي تستحق الإضاءة عليها وإلتفاتة جدية من قبل الوزارات المعنية لوضعها على الخارطة السياحية.

تغطية: فؤاد رمضان

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى