حرب بدعم أميركي.. “حزب الله” إلى المعركة بعد الانتخابات!

 العربي الجديد
لم تعد إسرائيل بحاجة، منذ قصف قاعدة “التيفور” في سوريا، إلى الاختباء وراء هامش الإنكار، أو وراء تلميحات وإشارات هي أقرب إلى التصريح منها إلى التلميح، في كل ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني في سوريا، حتى لو جرت هذه الحرب وفق العقيدة الإسرائيلية تحت مسمى “المعركة بين الحروب” والهادفة إلى إضعاف قوة العدو قبل الوصول إلى نقطة المواجهة المباشرة.

 

فقد اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، في تحليل نشره أخيراً، أنه “بعد الضربة المنسوبة لإسرائيل في سوريا، وهي الخامسة منذ شهر أيلول الماضي، يبدو أنه لم يعد هناك مجال للشك: إسرائيل مصممة على القتال لطرد الوجود الإيراني العسكري من سوريا”.

وبحسب هرئيل، والإذاعة الإسرائيلية التي تحدثت هي الأخرى عن ضرب مواقع إيرانية في سوريا، فإن “الضربة المذكورة في هذا التوقيت بالذات وبهذه القوة المدوية، يمكنها أن تؤشر على ضرب مخزن سلاح كبير، وتبعاً لذلك أيضاً فإنها محاولة لتشويش أي رد إيراني محتمل. وبالتالي يمكن الافتراض بالتالي أنه لولا ذلك لما تمّت هنا مجازفة كهذه من طرف إسرائيل بشكل مباشر مع إيران، ترسّم فيه إسرائيل خطوطا حمراء تبدي استعداداً لفرضها بالقوة”.

وهذا الأمر يلتقي مع التصريحات والتهديدات التي وجّهها، يوم الأحد الماضي، من واشنطن، وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن “إسرائيل ستدافع عن حرية عملها العسكري في سوريا”، مضيفاً، في المؤتمر السنوي لصحيفة “جيروزاليم بوست” المنعقد في الولايات المتحدة، أن “من يعتقد أن الصواريخ ستنطلق من سوريا باتجاه إسرائيل أو طائراتها، ليكن واثقاً أننا سنردّ بقوة”. وبحسب هرئيل، فإنه “ولكون إيران ترفض التسليم بالخطوط الحمراء الإسرائيلية ولا بالوسائل التي تستخدمها إسرائيل في هذا السياق، فإن المواجهة التي بدأت هذا الأسبوع مرشحة لمزيد من التصعيد”.

 إلى ذلك، فإن نتنياهو وإيران ينطلقان على ما يبدو من حسابات تفيد باحتمال رد أميركي غاضب من قبل ترامب على تصعيد إسرائيلي – إيراني، بتسريع الانسحاب من الاتفاق المذكور. ويبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تستمد هي ورئيسها القوة في التصعيد ضد إيران، لغة وممارسة، من دعم أميركي واضح في ظل إدارة ترامب، خلافاً لسياسة الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. إذ أنه من الواضح أن زيارة بومبيو لتل أبيب والاتصال الهاتفي بين نتنياهو وترامب قبل اللقاء مع بومبيو، شكّلا مساندة أميركية واضحة من واشنطن لرياح الحرب الإسرائيلية. 

وحذّر بن كاسبت في “معاريف” من أن “من شأن الحسابات الإسرائيلية أن تخيب كلياً إذا خرجت ألسنة اللهب المتصاعدة في سوريا عن السيطرة، وفي حال قررت إيران، خلافاً للتقديرات السابقة، أن تدفع بحزب الله إلى المعركة، مثلاً بعد الانتخابات النيابية في لبنان المقررة يوم الأحد المقبل”.

 (العربي الجديد)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى