حكام لبنان : تركوا خيرات الوطن مدفونة في باطن الأرض وشعبه يعيش جائعاً وذليلاً

صدى وادي التيم-أخبار وادي التيم/

منذ أكثر من ستين عاما الآباء والأجداد وعلى امتداد ساحات البقاع وصولا حتى حاصبيا في جنوب لبنان كانوا يتحدثون لأبنائهم الذين كانوا أشبالا وبعمر الورود ان مشكلة البطالة والعوز والحاجة والهجرة سوف تصبح من الماضي ، وبترول لبنان وغاز لبنان سوف يغرق أسواقنا وتعم البحبوحة وتنفرج احوالنا وتحل كا فة مشاكلنا الاقتصادية ، حتى من الممكن ان نصل الى تصدير الفائض وبيعه خارج الوطن ٠٠

عاش الأهل والأبناء على ( الأمل ) الموعود بانتظار الخير القادم إلينا لنلمس الارتياح والفرج قبل ان تطوي بنا الأيام وتأتي ساعة الرحيل ،
العالم اللبناني الراحل المهندس غسان قانصو وفي تلك المرحلة اعطى جرعة امل واطمئنان الى الاهل ، و الذي اكد مع فريق عمل معه بعد بحث ودراسات وفحص وتدقيق للنقاط والأمكنة حيث يتواجد فيها الكنز المخبا ء في باطن الأرض على مساحة واسعة حيث بحيرات الغاز من بقاعه الشمالي الى بقاعه الغربي وصولا حتى منطقة جبل الضهر مرورا في سحمر ويحمر وصولا حتى حا صبيا وعدد من الأماكن على الآرا ضي اللبنانية . هذا إضافة لما نشهده اليوم بعد دراسات قديمة وجديدة من اكتشافات لحقول الغاز في قعر البحر ضمن حدودنا الدولية .

 

 

نعم حلم الاهل والابناء الذي وعدنا به تبخر ولم يتحقق، والسبب ليس بعدم وجود النفط والغاز ولكن و للأسف منذ تأسيس لبنان وحتى اليوم معظم حكامه وبنسبة كبيرة جدا هم من الطبقة السياسية ألفا سدة والمعشعشة في عقولهم وجيوبهم وبيوتهم وأرزاقهم ، فا سترسلو ا في هدر أموال الدولة وخيراتها لمصالحهم الخاصة ومنافعهم الشخصية . وتركوا خيرات لبنان المدفونة في أعماق الأرض متلهين بمصالحهم وصفقاتهم وتاركين الناس تعيش أخطر وأصعب الظروف القاسية على هذه البلاد .

 

 

واليوم نعيد إلقاء الضوء على هذه الخيرات المدفونة في باطن الأرض ، لعل الضمائر ( اذا بقيت) عند الشريحة الواسعة عند المسؤولين تصحو ولو اتت متأخرة ولعلهم يكونوا قد شبعوا مما حصدوه من سمسرات وسرقات وهدر المال العام …

في حاصبيا : وتحديدا عند الحا صباني ( منجم الحمر ) الذي يبدأبنفق طوله اكثرمن ستين مترا ويصل الى 500 متر تحت الأرض وبداخل المنجم شبكة انفاق و عروق وجهتها من الشرق الى الغرب.
بداية العمل في المنجم كان في منتصف الثلا ثينات من القرن الماضي وصل عدد العمال فيه الى(300 ) عامل ومردوده كان جيدا آنذاك على شباب منطقة حاصبيا .

— و للا ستيضاح أكثرعن منجم الحمر يقول رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا و في تصريح له قبل أيام انه في ستينات القرن الماضي حضرت شركة نروجية وعمد مهندسوها بالبحث والدراسات وتنقلوا في منطقة جبل الضهر وأكدوا علميا على وجود الغاز ،
و تابع الحمرا : ثروة و غنى هذه المنطقة ليست في مادة ( الحمر ) فقط رغم اهميتها وإنما بوجود الغاز ، وتحدث عن واقعة حصلت مع العمال كانوا على مدخل النفق ( التينال ) هنا على الحا صباني ، حيث قام احد الشباب باستعمال ( ولاعة ) لغرض خاص فاشتعل مدخل النفق والمحيط بسبب الغاز وتوفي يومها ثلاثة شباب من ابناء حا صبيا .
وختم رئيس البلدية لبيب الحمرا :

 

مناشدا الدولة اللبنانية بإعادة البحث جديا عن الغاز في هذه المناطق وتشغيل منجم الحمر لان الأحجار النفطية لها مردود تعيد للدولة وفرا ماليا كبيرا اضافة الى مردود مالي لليد العاملة .
— اما ناجي غبريل حفيد المرحوم إسكندر غبريل قال : جدي المرحوم نسيب غبريل في العام 1935 كان يملك رخصة استثمار وكان يدير هذا المنجم وكان يعمل فيه. 300 عامل ويعطي مردودا جيدا وكانت المواد المستخرجة تباع في لبنان وتصدر الى الخارج .
وتابع. : في العام 1969 بداءت الأمور تتراجع بسبب الأوضاع الأمنية وعمدت إسرائيل على تدمير المنجم وبعدها تمت سرقة معظم معداته المتبقية .

–الشيخ ابو عادل محمد ابو دهن الرجل التسعيني الذي كان يعمل من ضمن مجموعة الشباب الذين يستخرجون مادة الحمر من المنجم قال : اشتغلت أكثر من ثلاثين عاما في هذا المشروع ويو مها كانت أجرة العامل ( ليرتين ) وكنا ننزل داخل النفق بالحبال اضافة الى مصعد يدوي للوصول الى ( عرق ) الحمر ، والعرق لا يسلك الا من جهة الشرق للغرب .
وأثناء استخراج أحجار الحمر قال : نستخدم ( البيك ) والمعول ونضعهم في أوعية و نخرجهم من النجمة بواسطة المصعد اليدوي .
وقال الشيخ ابو عادل محمد : وقت تسليم البضاعة المستخرجة للفرنسين كنا نقول لهم الى اين تذهب هذه الكميات المستخرجة والجواب : نصدرها و نرسلها الى ألمانيا وهناك يتم استخدامها للمصانع وتحول الى مادة سائلة للدهان وخاصة للسيارات وغير ذلك .
وختم ابو دهن متاثرا على حال لبنان وشعبه : عمري 94 عاما ولا مرة سمعت ان دولتنا الكريمة قامت بدراسات وأبحاث لمعرفة كميات الغاز المتوفرة تحت الأرض واليوم نحن بأمس الحاجة إليها وشو بعدنا نا طرين والى متى .

 

الجدير ذكره أن سماكة أحجار الحمر تكون بين الخمسين سنتمتر والمترين والحمر هي مادة نفطية اشتهرت بها حاصبيا ويحمر وسحمر وغيرها من بلدات البقاع منذ الاحتلال العثماني و الفرنسي حتى سبعينات القرن الماضي .
اما معدات التنقيب والدرج الحديدي والمصعد اليدوي وغير ذلك أكلها الصداء وأصابها الاهتراء
فيما المعدات الباقية تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي .
وبالعودة لأهلنا والأجداد رحمهم الله والذين كانوا يبشروننا بأمل جديد ومستقبل واعد،وبحرقة قلب نقول : لقد خاب أملنا بهذه الطبقة المتحكمة برقاب الشعب فلا زالت هي هي او بنسخة طبق الاصل عنها ، همها مصالحها الشخصية و سرقة أموال الناس وافقا رهم وتجويعهم فلا أمل ولا رجاء منهم حتى لو بعد مئة سنة قادمة .

، انهم ذئاب يتلبسون ثوب الحمل يجولون ويحاضرون بالعفة والنزاهة والأخلاق ويضحكون على الناس ، أنهم وفي هذه المحنة التي تحاصر لبنان اقتصاديا وصحيا وامنيا واجتماعيا يكذبون وينافقون بانهم يقفون الى جانب الشعب ، فيما خزائنهم مليئة بالأموال والمجوهرات والذهب و المخبأة فوق الأرض وتحت الأرض ، او إخراجها وإيداعها في المصارف خارج حدود الوطن فهي بالنسبة لهم أموالهم هي خط احمر ممنوع الاقتراب منها . . .. ………..

ملاحظة : الصور تعود الى الزميل زياد الشوفي / صدى وادي التيم /

المصدر : كواليس – شبلي ابوعاصي / اوستراليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى