جهاد الشامي يحصد تسع جوائز في الهند.. ويحقّق فخراً للمطبخ اللبناني!

 

 

 

كتبت : اليسار جابر

أحياناً بعض التقدير لنجاح أو التصفيق لإنجاز جديد قد يحدث فرقاً رغم تأخّره. وهذا بالضبط ما صنعته اللفتة الكريمة من جريدة الأنباء الإلكترونيّة بتسليط الضوء على إبداع فنّان لبناني في عالم المطبخ.

ليست صدفة أن يتكرّم الشيف جهاد الشامي في موطن الإغتراب لمرّةٍ تاسعة، تكريمه لإنجاز جديد جاء نتيجة احترافه في عالم الطبخ، وتفرّده في صنع الأطباق اللبنانيّة التي أوصل صداها وملذّة تذوّقها للهند.

جهاد نديم الشامي إبن كفرنبرخ الأبيّة شقّ طريق نجاحه عبر هجرةٍ كانت ملاذاً آمناً وبيئة حاضنة لطموحه وإصراره، وأحلام كبّلتها أرض الوطن الذي ضاق فضاؤه بأبنائه. واستحالت فيه فرص البحث عن لقمة العيش ليجعل من الغربة ندّاً تفوّق عليه باحتواء مواطنيه.

لم يكتفِ جهاد بمجرّد تأمين عمل يحصّن فيه حقّه وعائلته بعيشٍ لائق، ولا ترسيخ هويّة “المائدة اللبنانيّة” وتلقين فنونها في أهمّ الفنادق في مدينة مومباي. بل تألّق بتميّز لافت بحصد ألقابٍ وجوائز عديدة كرّستها له مسابقات هنديّة محليّة، ليبرز رائداً في مجاله وعلَماً موهوباً في عالم المطبخ. واللمسة الفنيّة الذوّاقة التي يتمتّع جهاد بابتكارها في كلّ ما يقدّمه من أسرار أطباقه الشهيّة.

بعيداً عن مهنيّته، نتوجّه لجهاد الإنسان الذي حمل في جعبة سفره أسمى معاني القيم الإنسانيّة، وعزّة إبن الشوف وكل ما يختلج التكوين الإنساني من عناوين الشهامة و صفات الكرم والإرادة. إضافةً إلى العمل على صقل الموهبة وتمرينها لتتآلف وتنصهر ضمن بيئةٍ مختلفة وغريبة جداً عن النسيج اللبناني المعتاد. هذه المكنونات الإنسانيّة ساهمت جميعها بتحقيق سابقة، بنيل الشيف جهاد جائزة أفضل شيف للمطبخ اللبناني في الهند ولتسع دوراتٍ متتالية.

ما حقّقه جهاد يعزّز نقاط تفوّق اللبناني في الخارج، وإنجازه هذا يكلّل نفوسنا بالفخر كما يتوّج محبّتي لهذه العائلة الصغيرة وشريكة حياة جهاد إبنة عمي الغالية إحسان جابر، كما تقديري الفائق لأسرة مثّلت خير نموذج للزواج الناجح، والعائلة المتكاتفة التي عمد جهاد إلى جعلها موطن أمان يواجه به قساوة الغربة.

قد لا تكفي كلمات المديح ولا يمكن أن يقتصر فخرنا بهذه المرتبة البالغة التقدير بالكلام والمنشورات “لصهرنا” المقدام والطموح، حيث يتملّكني اليقين بأنّ إنجازات أخرى ما زالت قيد الإنتظار ستكتب له. فأيّ تكريم لجهاد الشامي في الهند لن يكتمل دون إنصافه وتكريمه على أرض وطنه الأمّ لبنان وبين ربوع أصوله المشرقيّة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى