لبنان ذاهب الى الإختناق… بروفا العتمة: قرار سياسي هذه أبعاده!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

أزمة الكهرباء في لبنان أبعد من كمية غاز اويل أو إتفاقيات أو إصلاحات. وكما يبدو بحسب الخبراء أن المدخل الى الحل سياسي – خارجي، ومتعلق بنتائج أو مجريات ترسيم الحدود وشدّ الحبال الإقليمي، على أن يبقى العراق الطاقة الوحيدة المتاحة لإنتاج الطاقة، بتقنين أيضاً!!

بالأمس، توقّف معمل دير عمار الحراري عن انتاج الطاقة الكهربائية بشكل كامل، وبحسب بيان مؤسسة كهرباء لبنان، إتخذ هذا القرار تفادياً للوقوع في العتمة الشاملة ولإطالة فترة إنتاج الطاقة قدر المستطاع، على أن يعود الى الخدمة مجدّدًا بتاريخ 08/07/2022، وذلك من أجل رفع عدد ساعات التغذية خلال فترة عيد الأضحى المبارك.

وفي هذا الإطار، أوضح مصدر مطّلع في مؤسسة كهرباء لبنان لـ “نيوزفوليو” أن المصدر الوحيد حالياً لإنتاج الطاقة في معامل الكهرباء هو الغاز اويل الذي يردنا من العراق، وبالتالي فان عملية التقنين هدفها تخطي هذه المرحلة الصعبة، علماً أن لبنان لم يعد يستورد مادة الفيول لباقي المعامل والمصدر الوحيد هو الغاز اويل من العراق. والخوف من ان تنتهي الكمية قبل الحصول على أي بديل آخر، ولهذا السبب سيتوجّه وزير الطاقة والمياه وليد فياض الى العراق الأسبوع المقبل بهدف تمديد العقد الخاص بتوريد مادة الغاز اويل.

وفي ظل إنتظار ما ستفضي إليه الإجراءات والضمانات الأميركية حول قانون قيصر، لتمكين لبنان من تنفيذ عقود الغاز مع مصر، وشراء الكهرباء من الأردن، يبقى حصول اللبناني على “كهرباء الدولة” معلّقاً.

وفي هذا السياق، إعتبر المدير العام السابق للإستثمار في وزارة الطاقة والمياه غسان بيضون أن لبنان ذاهب الى الإختناق، مشيراً الى أن أزمة الكهرباء في لبنان مرتبطة بالوضع الإقليمي، وكل الأزمة التي نشأت مرتبطة بالوضع الإقليمي.

وشدّد بيضون على أن هذه المرحلة دقيقة جداً وصعبة جداً وخطيرة جداً، والمخرج الوحيد أن يكون هناك قرار الا يختنق لبنان تماماً، وكم سيسمح له أن يتنفس.

ورأى بيضون أنه “إذا كان هناك من مخرج، فسيكون بالإستمرار على ما نحن عليه، والتمديد للنفط العراقي”، متوقّعاً “الحصول على النفط العراقي بغض نظر خارجي”، لافتاً الى “أن الموضوع غير تقني، وله أبعاد سياسية أخرى، إذ أن الطريق مرسوم ولا يمكن للبنان أن يسلك غيره”.

وأشار بيضون الى أن هناك عملية مساومة وتبادل إشارات، أي مطلوب من لبنان بعض الأمور ومطلوب منه ردّ، أذ أن هناك إشارات في السياسة ويجب متابعتها لنرى إذا كانت ملغومة أو غير ملغومة، جدية أو غير جدية.

ورداً على سؤال حول عما إذا كان سيحصل أي تغيير إيجابي في حال إدخال أي تعديل أو تغيّرات على خطط الكهرباء قال: “المسألة ليست مسألة أفكار، هناك حصار على لبنان، لبنان لا يستطيع أن يشتري صفيحة بنزين، فكيف يمكن حل أزمة الكهرباء. لا ثقه به وممنوع أن يحصل على تمويل، ممنوع الإعلان عن أي من بلوكات النفط الاخرى غير تلك الموجودة على الحدود الجنوبية، بحيث لم تتقدّم أي شركة متخصّصة بالتنقيب على دورة التراخيص الثانية. الخارج لا تعنيه الإصلاحات، بل يعنيه التوقيع على ترسيم الحدود، ويستثمرون نتائج الفساد الذي حصل في لبنان”.

وتجدر الإشارة الى أن معمليّ الزهراني ودير عمار هما المعملان الحراريان الوحيدان اللذان لا يزالان موضوعين في الخدمة. ويتم شهريًا توريد شحنة واحدة فقط من مادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان بواسطة جانب وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، وذلك بموجب اتفاقية التبادل المبرمة ما بين كل من جانب الجمهورية العراقية والجمهورية اللبنانية.

يشار الى أنه يتم شهرياً توريد شحنة واحدة فقط من مادة الغاز أويل لا تتعدّى حمولتها 40,000 (± 10 بالمئة) طن متري تقريباً كحد أقصى لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، وذلك وذلك بموجب إتفاقية التبادل.

مصدر: “نيوزفوليو”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى