داخل الـ”GYM”خطر يحدق بالشباب.. عجز جنسي وفلتان “منشطات وهرمونات”!

صدى وادي التيم-متفرقات/

تحولت الأندية الرياضية أو “GYM” الى ظاهرة منتشرة في لبنان ولا سيما في العاصمة بيروت وضواحيها، تستهدف كل الفئات ومختلف لمراحل، الهدف منها السعي الى “تحسين الجسم” والابتعاد عن الضغوطات اليومية في وطن لدى كل فرد من شعبه ما يكفي من أزمات أو للمزيد من الترف.

تحولت الصالات الى ملاذ للعديد من الشباب والفتيات، الهادفين الى نظام رياضي يحافظ على رشاقة الجسد وتفريغ الطاقة السلبية، الأكلاف بالنسبة الى العديد من الفئات عالية لكن لا بد منها.

وعلى غرار كل شيء في لبنان، تأخذ هذه الظاهرة منحى مختفاً، إذ يقول المثل “كل شيء زاد عن حدّه انقلب ضده”، لم يعد الهدف هو العقل السليم في الجسم السليم، بل بات هاجس “نفخ” العضلات بمثابة هوس يجتاح الجميع ببناء العضلات المفتولة وكمال الأجسام.

دأب الكثيرون على تناول مكملات غذائية بغية لتعويض النقص الحاصل من الفيتامينات والمعادن، لكن الامر تحول الى سباق على تضخيم الجسم عضليا، وهذا يتطلب أنواعاً خاصة من البروتينات والحقن، من دون الإلتفات الى ضررها وقد تسبب الموت في بعض الحالا.

وانتشر بالموازاة مع انتشار الأندية العديد من متاجر الأغذية الخاصة والمكملات المستوردة، وسط تحذير من مختصين في هذا الشأن من استخدامات خاطئة مثل تناول الهرمونات التي غالباً ما تكون على شكل حقن أو حبوب “عقاقير”. وبحسب بعض الدراسات، فإن هذا الامر يؤدي لاحقاً الى الضعف الجنسي والعقم ولا سيما حقن الهرمون الذكري.

الأمن الصحي

الاهتمام المبالغ فيه بالرياضة في لبنان، تحول الى هاجس لدى مرتادي هذه الأندية، إذ يسعى الرياضيون إلى إحداث تغيير جذري في شكل الجسم بأسرع وقت ممكن من دون أي توعية لمخاطر هذا الأمر على الصحة والحياة، وبغياب الرقابة التي تعنى بها وزارة الصحة العامة كما وزارة الشباب والرياضة وكذلك البلديات.

في بعض الدول بدأت الحكومات بكبح جماح الانتشار الواسع لهذا النوع من المتاجر، مع فرض رقابات على الأندية، وهذا ما أشار اليه وزير الشباب والرياضة جورج كلاس في حديث لـ”النهار” بقوله “هذا الأمر يعد مركزياً انطلاقاً من خطره على الشباب، فقد دعينا قبل أشهر قليلة الى مؤتمر حول المنشطات وخطرها على صحة الشباب تحديداً وكذلك بالأندية التي تهتم بمحبي كمال الاجسام، حيث يجري إدخال منشطات غير مرخصة، وحتى تركيبتها وكمياتها غير مستوفاة الشروط، وربما ثمة مجال للإدمان لبعض الممنوعات تحت ستار المنشطات، وهذا يدخل في شق الامن الصحي”.

ad

وكشف كلاس عن تعميم أصدرته الوزارة “موجه الى الأندية الصحية والرياضية بما فيها كمال الاجسام للتنبيه على المخاطر التي تحدث من خلالهم”.

خطر الموت!

وأردف “ثمة شبان ماتوا في الأندية، كما ان أثر هذه المواد كبير خارج الاندية خطير جداً”، مشيراً الى ضرورة التننبه لهذه المخاطر لدى الوزارات المعنية والبلديات”. وتابع “هذا التعميم لتحصين هذا القطاع”، وأضاف “لدي خوف من الفلتان الموجود، وكان النائب فادي علامة سابقاً قد وضع نصاً تشريعياً في هذا الموضوع والآن أصبح للوزارة حق الرقابة، وقد عممنا على القوى الأمنية والبلديات للمراقبة ولكن لا بد لتوعية الأهل ان تكون أساساً ومنطلقاً لحماية الأبناء”.

وكانت وزارة الصحة قد شنت حملة عام 2016 ضد الأندية الرياضية غير المرخصة، وخصوصاً تلك التي تتعاطى بيع المنشطات بطريقة غير شرعية، وتم إقفال عدد منها وقتذاك، وحالياً لا تمتلك الوزارتين الشباب والرياضة والصحة المقومات لمراقبة الأندية بسبب الأزمات المتلاحقة.

وفاة مفاجئة!

وأثارت وفاة لاعب كمال الأجسام الشهير وخبير اللياقة الألماني جو ليندنر المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “Joesthetics” بشكل مفاجيء، الاسبوع الماضي، عن عمر ناهز 30 عاما، جدلا واسعا. وجاءت الوفاة بسبب تمدد الأوعية الدموية المفاجئ، وهو ما جعل بعض المهتمين برياضة كمال الأجسام يتكهنون بأن يكون لاستخدام المكملات الغذائية، وحتى المنشطات وبعض العقاقير لتحسين الأداء، دور في الوفاة. ويحدث تمدد الأوعية الدموية عادة بسبب ترققها أو ضعفها، ما يؤدي إلى تضخم أو تمزق الشريان. وتجدر الإشارة إلى أن ليندنر، أكد قبل أيام من وفاته أنه يعانى من مرض عضلي متموج، حيث تكون العضلات حساسة بشكل غير عادي للحركة أو الضغط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى