صيف 2023.. “زبالة ومجارير”!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

صيفٌ واعدٌ استعدّ له اللبنانيون في مختلف القطاعات السياحية لإعادة إنعاش البلد وسط توقعات وزير السياحة وليد نصار بأن يوازي تدفّق السياح هذا الموسم الأعداد التي توافدت الى لبنان عام 2022 أي ما يعادل 700 ألف وافد، و3.5 مليار تدفّقات مالية فقط في فصل الصيف، طالما أن الاستقرار الأمني والسياسي موجود.

هذه التوقعات تُرجمت في نسبة الحجوزات التي سجّلتها مكاتب السفر في لبنان بما يزيد عن خمسة وتسعين بالمئة “والخير لقدّام”، يقول صاحب أحد مكاتب السفر والسياحة الذي أشار لموقع “ليبانون فايلز” الى ان النسبة الأكبر هي من المغتربين اللبنانيين وتقدّر بنحو خمسين بالمئة فيما تقارب نسبة السياح العرب خمسة وثلاثين بالمئة من مجموع الوافدين الى لبنان.

في الاستقبال رُفعت لافتات “أهلا وسهلا بهالطلّة” في محيط مطار بيروت الدولي حيث الروائح الكريهة تنبعث في كل مكان.. يخرج الوافدون الى بيروت من المطار “مسكّرين مناخيرن” يركبون في أوّل سيارة تاكسي ويغادرون سريعا هذه البقعة من لبنان..

هذه الروائح الكريهة والانبعاثات عند واجهة البلد ليست بجديدة فلماذا لا يبادر المعنيون الى معالجتها؟

الجواب معروف سلفا ولكن ما بيد اللبنانيين حيلة.. إذ لا نكشف سراً بأن الفساد السياسي والشهوة المفتوحة على السمسرات تقفل الطريق على أي حلول تشترك في مسؤوليتها وزارات الداخلية والبلديات، السياحة، البيئة، الأشغال، الطاقة والمياه، الاقتصاد، والزراعة التي عليها وضع خطة عمل مشتركة تنهي أزمة النفايات التي تتكرر فصولها ليس فقط في بيروت بل على كامل الأراضي اللبنانية.

وإذ يُجمع الخبراء في هذا المجال على أن أسباب تلك الانبعاثات الكريهة تتعدّد والسبب واحد.. النفايات! يتحدثون عن مصادر عدة:

مطمر الكوستابرافا وهو وجهة أطنان النفايات التي تنقل من مناطق الضاحية الجنوبية والشويفات والجوار، يشكّل أحد أبرز مصادر الانبعاثات الغازية الملوّثة.

في الشويفات، يُحكى عن حوالى خمسة عشر مسلخا وخمس عشرة مزرعة في الهواء الطلق، ما يساهم في انتقال روائح روث الماشية مع كل هبّة ريح الى محيط المطار، فتختلط روائح الروث بانبعاثات النفايات التي يتنشّقها زوار لبنان كما سكانه.

ولا تُخفى رائحة المجارير التي تصبّ في نهر الغدير المحاذي للمطار. ناهيك عن تلال النفايات المكدّسة في أحياء وشوارع عدة في بيروت حيث لا عمليات جمع للنفايات ولا فرز ولا من يحزنون..

المشهد نفسه يتكرّر في معمل العمروسية حيث يفترض ان تتمّ عملية فرز النفايات الا ان ما يحصل هو تكديسها “مخلوطة” بانتظار نقلها الى المطمر.. وصولا الى معمل الكرنتينا المعروف بجبل النفايات.

في الخلاصة، هواءٌ ملوّث أنتجته سلطة فاسدة ملوّثة أياديها بصفقات “زبالة” يُجبر كل زوّار لبنان على تنشّقه.. ومع كل نفس كريه “يا حرام شو عاملين بهالبلد!”..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى