هل يتراجع الذهب الى 800 دولار؟

 

مع توقعات هبوط الذهب الى 840 دولاراً تبدو روسيا الدولة الاكثر تضرراً كونها الاكثر شراء للمعدن الاصفر، لتبلغ احتياطياتها في 2017 الـ 1800 طن. وتراقب السوق كيف ستتعامل مع أي هبوط قوي محتمل.

يتوقع ان تكون التغييرات التي شهدتها اسعار الذهب في الاشهر القليلة الماضية مقدّمة لتراجعات إضافية وقاسية في الامد المتوسط والبعيد، وتظهر الرسوم البيانية التاريخية انّ الذهب كسر نهائياً الاتجاه التصاعدي، والذي كان بدأ من مستوى 300 دولار إبتداء من العام 2000 لترتفع وتيرة الارباح في العام 2006. وليستمر الارتفاع حتى العام 2011 فيزيد نحو 1700 دولار للأونصة مسجّلاً مستوى أعلى عند 2000 دولار. وكانت مرحله التجميع امتدت قبل سنة 1999 تحت مستوى 300 دولار للاونصة، ثم دخلت في مرحله الصعود القوي سنه 2006 عند مستويات 700 دولار لتصل في العام 2011 الى القرب من 2000 دولار، لتتحول بعدها الى التراجع مجدداً.

وليصبح هناك 3 مستويات رئيسية للذهب خلال صعوده الى 2000 دولار من مستوى الـ 300 دولار وحتى المستوى الحالي عند 1220 دولاراً. وتقود المستويات الثلاثة حالياً التوقعات بتراجع المعدن الاصفر الى 840 دولاراً للأونصة، وهو المستوى الدي شهده في العام 2007. وفي حين انّ الصين او اي دولة أخرى لن تتأثر بقوة من اي تراجع دراماتيكي للذهب، فإنّ الوضع مع روسيا يبقى مختلفاً وللأسباب التالية:

أولاً: حجم احتياطات الذهب بين الصين والاتحاد الروسي: فقد كان هناك فارق ملحوظ لكنه الآن تقلّص بشكل واضح حتى وصل الى 65 طناً فقط في شهر شباط 2018.

ثانياً: انّ خلافات الصين مع الولايات المتحدة الاميركية هي اقتصادية فقط، ومن المستبعد ان يخرج التنافس من الاقتصاد الى اي شي آخر.

لقد بدأت روسيا في تجميع كميات الذهب بشكل مضطرد مند بداية ارتفاع الاسعار للذهب، لكنّ الشيء الملحوظ في السنوات الاخيرة انه تمّت زيادة وتيرة الشراء حتى وصلت في أواخر 2017 الى 1800 طن. ويبقى موقف البنك المركزي الروسي غامضاً إزاء مستويات اسعار الذهب في الماضي والحاضر والمستقبل، الّا انّ المعادلة هنا تختلف تماماً عن بقية العالم. حيث انّ روسيا تتنافس طوال الوقت مع الولايات المتحدة على مستوى القوة العسكرية والاقتصادية، ويبدو انّ روسيا تجد الأمان في زيادة احتياطات الذهب.

ويدفع ذلك البعض للتساؤل حول ماذا يمكن ان يفعل الاتحاد الروسي اذا تراجعت الاسعار الى مستويات الـ 840 دولاراً؟
ويعتقد محللون انّ امام روسيا خيارين بعد اي انهيار ممكن للأسعار:

اولاً: التخلي في وقت قريب عن الكميات المجمّعة وبيعها وتحمّل خسارة قبل الانزلاق اكثر.

ثانياً: تعويض الخسارة السعرية والحجمية عند مستويات 840 دولاراً.

انّ مستويات 840 دولاراً المثيرة للاهتمام كعامل نفسي وفني، سوف تطلق مضاربات قوية، وسيكون هناك فريقان: فريق يبيع لكسر مستوى الـ 840 دولاراً، وفريق يشتري للارتداد للأعلى، وقد تنضمّ روسيا الى فريق المشترين.

وسوف تستنفد روسيا تجميع السيولة لشراء الذهب بكميات اكبر من الماضي عند 840 دولاراً، ولكنها اذا فشلت في رفع الاسعار وتابع المعدن الأصفر انهياره، فإنها سوف تكون بلا شك ضربة اقتصادية ومالية كبيرة للروس، ولن يتمكنوا من المعالجة بسهولة للتداعيات الاقتصادية التي سوف تظهر على التوالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى