تشرين الثاني… شهر الأولياء

صدى وادي التيم – لبنانيات /

‏تتوالى الأيام ويزيدنا البعد شوقاً لأولياء صالحين، أركان في التقوى وفي الدين، رحلوا في شهر تشرين

رحلوا الأتقياء الأنقياء ذوي الفضائل، مستقيمي المسالك، أصحاب الأمر والنهي المعرّجين إلى فلك التوحيد

رحلوا ولا زالت سِيَرهم الزكية منارة ومدرسة يأوي إليها كل موحد مُجِدّ، فلا تزال كلماتهم ووصاياهم هي المنهج والمعين لتخطي صعاب الأيام والسنين

وأقل الوفاء.. ‏هو نشر سِيَرهم لتبقى ذكرى عطرة تنتاقلها الأجيال، فقد كان لشهر تشرين الثاني حصة كبيرة ففيه رحل عنّا المرحوم سيدنا الشيخ أبو ريدان جابر شهيب في ٢٧ تشرين الثاني ١٩٩٧، سيدنا المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوي في ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٠٣، سيدنا المرحوم الشيخ أبو عدنان ركان الأطرش في ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٩ وسيدنا المرحوم الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ في ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٠

ولقد بيّن الله سبحانه وتعالى الأولياء في قوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، «سورة يونس: الآيات ٦٢ – ٦٤»، فأولياء الله الذين يشهد لهم كتابه بالولاية هم المؤمنون الصالحون المتقون والقرآن خير ما يفسر به القرآن

وفي متن هذا المقال، سنورد كما ذكرنا سِيَر أربعة أولياء، جاهدوا نفوسهم حقّ الجهاد، إبتغاءً لمرضاة ربِّ العباد، واتخذوا أماكنهم الصوامع والخلوات، فلا يمكن حدّهم بتاريخ وزمان، بل هم بركة كل مكان وآوان

المرحوم سيدنا الشيخ أبو ريدان يوسف جابر شهيب

١٩١٤-١٩٩٧

ولد المرحوم الشيخ أبو ريدان يوسف جابر شهيب في بلدة عالية عام ١٩١٤م في بيت متدين وفي عائله عرف منها مشايخ بلغوا درجة مرتفعه في الدين والتقوى وكان في نفس هذا الشيخ منذ البدايه ميل روحاني فإنصرف يرافق رجال الدين ويأخذ عنهم متحلياً بصفات تقاهم حافظاً آيات روحانية كثيرة يرويها بكلام متزن يجذب إليه الأنظار مع دقة التصرف وتشديد صارم على المحافظة على سلامتها

وكان يعمل في مطلع حياته في تقصيب الحجارة فكان ماهراً في عمله مخلصاً له واميناً عليه

وفي سنة ١٩٣٥ غادر مدينته عاليه إلى بلدة عرنة في جبل الشيخ، ليدرّس فيها بعد أن وجد فيه القدرة والكفاءة على التعليم وأمضى فيها سنة ونصف عاد بعدها إلى عاليه مفتتحاً مدرسة روحية كانت تهتم بتاريخ الموحدون وقواعد اللغة العربية والحساب وخرجت مدرسته عدداً من حاملي رسالته التوحيدية كانوا نواة صالحة في هذه المدينة، وبقيت المدرسه بإدارته وتعليمه فترة دامت ستة عشر ١٦ عاماً أغلقها بعد ذلك منصرفاً إلى الأمور الدينية التوحيدية يجمع حوله الأجاويد ويباحثهم بالدين ويدعوهم إلى المحبة والألفة وحفظ الإخوان وعدم الرضوخ للباطل والوقوف بجرأة بجانب الحق ومساندة المظلومين والمحرومين والمستضعفين وكانت الناس تحترمه وتقدر فيه صفاته وانصاف الأجاويد  له معترفين بفضله. وقد كان المرحوم الشيخ من بين المشايخ الثلاثة الذين أنعم عليهم فضيلة المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسن عارف حلاوي وألبسهم العمامة المدوّرة في الثامن من آذار سنة ١٩٨٨، وهم: المرحوم الشيخ أبو ريدان، المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين، والمرحوم الشيخ أبو محمد صالح العنداري

  وقبل ذلك في سنة ١٩٨٠ ترك المرحوم الشيخ عاليه المزدحمة، بانياً له بيتاً في فلجين فإنتقل اليه وسكن فيه وكان الشيخ يتردد إلى خلوات البياضة في حاصبيا للإجتماع بإخوانه هناك وإتمام جولته بزيارته هذا المكان المقدس مقصد الأتقياء ومحط العلماء ومقر الزهاد الميامين وهناك كان يعيش الحب بأسمى مظاهره ومعانيه، حبه لله سبحانه وتعالى عن طريق اليقين والمشاهدة والتأمل فإنه ينسى في هذا الحب كل شيء خارجه، كانت خلوات البياضة له الكتاب المفتوح على الحقائق يغرف منه العارف ما أولي من القدرة على الاستيعاب لذلك كان الهدوء والحلم والتسليم من أهم مظاهر التوحيد في نفسه. وكان معروفاً بقلبه الطاهر، وعفة لسانه، وحبّه لإخوانه، وقد حمل لواء الدين مع زملائه في أصعب الفترات التي مرّت بها الطائفة الدرزية. كان علماً من الأعلام البارزة وقد عُرف بكرمه وأخلاقه وتقواه وتضلّعه وتبحّره في الأمور الدينية وتمسّكه بالأخلاقيات وبالفروض وبالتعاليم المذهبية

ويعتبر الشيخ ابو ريدان من الشخصيات الدينية البارزة في لبنان، في القرن العشرين، وخاصّة في الفترات التي برزت فيها القلاقل والحوادث في الثمانينات والتسعينات، حيث قام الشيخ أبو ريدان في دور هامّ، في تثبيت أركان الطائفة الدرزية، وفي الدفاع عن كرامتها، وفي الحفاظ عليها كمرجع ديني عقلاني هام. وكان له دور كبير في الحرب عام ١٩٨٣ حيث قام بالدعوة إلى الذود عن كرامة الطائفة الدرزية وحقوقها وكيانها، وفي العمل على استتباب الأمن والهدوء والصلح في لبنان

انتقل إلى رحمته تعالى، مساء الخميس الموافق السابع والعشرين من شهر تشرين ثاني عام ١٩٩٧ وقد نعته الهيئة الروحية الدرزية بما يلي: “بالرضى والتسليم لمشيئته تعالى، ننعي لحضرتكم ركنا من أركان الدين، وعالما من العلماء المجاهدين، صاحب التقى والشوق واليقين، العارف بالله، المرحوم الشيخ أبو ريدان يوسف جابر شهيب”. وجرى له موقف مهيب شارك فيه كبار المشايخ ودُفن في عاليه، وأقيم له ضريح يزار للتبرك

المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسن عارف حلاوي

١٨٩٩-٢٠٠٣

ولد سيدنا المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي سنة ١٨٩٩، لأبويْن كريميْن، وعائلة محترمة، في بلدة الباروك- الشوف. وقد نشأ كباقي الفتيان في تلك الفترة، في نطاق قريته يعمل بالزراعة، ويتعلّم الخط عن طريق الخطيب، ويشترك في مناسبات القرية، ككل الشباب. وقد تلقى من والديه كل رعاية وحنان, وعندما كان شاباً لم يبلغ العشرين من عمره، كان قد توجه الى الدين الحنيف، ينهل منه، ويحفظ ويراجع ويصغي ويستمع ويلتقي بكبار رجال الدين في قريته ومنطقته، يستأنس بهم ويصغي الى حديثهم، ويسمع اناشيدهم الروحية، حتى بلغ الثلاثين من عمره، واصبح من الشباب العارفين في مسالك المذهب والعبادة، وفي نفس الوقت، كان يعتبر من الشيوخ الأفاضل، الذين يُسمَع رأيهم، وينتبه رجال الدين الى ملاحظاتهم، ويستمتع الجميع بمواقفهم وشروحهم. وقد برز كإنسان مُلِمّ بكافة جوانب المذهب، وحافظ للمعلوم الشريف، ودارس لأصول التوحيد، لدرجة أنه تُوِّج بالعمامة المكلوسة وهو في سن الخامسة والثلاثين، وذلك على يد سيدنا الشيخ المرحوم ابو حسين محمود فرج، الذي كان حجة في التوحيد، وأباً روحيا للطائفة الدرزية، ومعلماً من كبار متفقهي المذهب، ومشرّعاً وهادياً ومرجعاً في كل الأمور المذهبية

‎اقترن  الشيخ أبو حسن بالمرحومة الست زهر، كريمة المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسيب أسعد الصايغ، الذي كان هو كذلك شخصية دينية مرموقة، يُشار اليها في لبنان والمنطقة، وتُوج كذلك بالعمامة المكولسة، وأخذ مكانه في سدة التوحيد كأحد الأركان. لذلك لا عجب ان يكون سيدنا الشيخ أبو حسن عارف حلاوي, مدعوماً من قبل هاتين الشخصيتين الضليعتين بكل الأمور الدينية (المرحوم الشيخ أبو حسين محمود فرج والمرحوم الشيخ أبو حسيب أسعد الصايغ)، وأن يصبح هو بدوره أحد الأركان في عصرنا الحديث. وقد سكن معظم حياته في قرية معصريتي، بلد عمه المرحوم سيدنا الشيخ ابو حسيب أسعد الصايغ، مما زاد من المكانة الدينية لهذه القرية العامرة

‎سعى المرحوم الشيخ في الثمانينات عندما قامت الحرب الأهلية المشؤومة، لتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات، والتصدي لكافة المؤامرات

وقد كان المرحوم سيدنا الشيخ محجة للموحدين في حياته، كما هو ضريحه بعد وفاته، فقد زاره في معصريتي طيلة سنوات طويلة عدد كبير من رجال الدين, والزعماء في فلسطين المحتلة والجولان و جبل العرب و سائر الأقطار الذين توافدوا الى معصريتي والتقوا بفضيلة الشيخ، واجتمعوا به وأنسوا بقربه وسمعوا وعظه وإرشاده. وقد يسّر الله سبحانه وتعالى له عمراً طويلاً , فعاش مبجلاً محترماً في قريته وفي محيطه وفي المنطقة بأسرها

‎وشاءت الأقدار ان ينتقل الى جوار ربه في بلدته الباروك يوم الاربعاء السادس والعشرين من شهر تشرين ثاني ٢٠٠٣، مسلماً الروح حيث تم دفنه في بيته في اليوم التالي في الساعة الثانية بحضور عشرات الاف المشيعين الذين عرفوا فضيلته واستأنسوا به وسُرّوا بلقياه

‎تميّز شيخنا الفاضل بالصوت الجميل، وامتاز بقدرته على تلحين الأناشيد الدينية، كما أنعم الله سبحانه وتعالى، عليه بالخط الحسن، حيث كان يسعى الى نسخ الكتب الدينية. هذا وقد ظل المرحوم سيدنا الشيخ خلال عشرات السنوات، أحد أركان الدين وأحد الشخصيات المركزية التي يُعتمد عليها، ويُأخذ برأيها. وفي العشر سنوات الأخيرة، اعتُبر شيخ الجزيرة في مقدمة العبّاد النساك الزاهدين، وحظي بمكانة مرموقة، لصفاته الخاصة وتصرفاته النبيلة وأعماله المجيدة في كافة المجالات. وقد كان المرحوم مشاركاً لأبناء طائفته والآخرين، في كافة المناسبات الدينية والاجتماعية, يهنئ أصحاب الأفراح، ويواسي المحزونين، ويدعم ويشجع الأيتام والأرامل، ويقدّر جهود الناس التي تبحث عن لقمة العيش، وعن مسلك شريف في الحياة فيباركها. وقد عُرف بالزهد والنسك والتقوى والبساطة وحسن الاستقبال، وسعة الصدر ومساعدة الآخرين. وقد ابتهج بلقياه كل مَن حظي بمقابلته

‎وقد كان لوفاة المرحوم سيدنا الشيخ أبو حسن عارف حلاوي صدى كبير على الموحدين الدروز في كل مكان، فاهتزت الطائفة بأسرها، وتأسفت على هذا الفراق، فقد خسرت مرجعاً دينياً روحياً وشخصية وطنية متميزة

المرحوم سيدنا الشيخ أبو عدنان ركان الأطرش

١٩٤٠-٢٠١٩

ولد المرحوم الشيخ أبو عدنان ركان الأطرش عام ١٩٤٠ في بلدة عرمان، ونشأ منذ صغره على التقوى والورع ومكارم الأخلاق فكان مؤمناً صابراً تقياً كرس حياته لخدمة العمل الصالح ونشر الفضيلة

عرف الشيخ الجليل من نعومة أظافره بحبه للتسامح والإخاء وعمل على وحدة الكلمة والصف والترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع، اتبع طريق الزهد والتصوف، فسلك مسلك الزاهدين العارفين وابتعد عن ملذات الحياة واتخذ من منطقة ظهر الجبل في السويداء مكاناً له حيث بنى خلوة يتعبّد فيها، فعاش عازباً طوال حياته وكان يعمل مُزارعاً في الحقول ويقضي نهاره وليله هناك، فما قصده أحد إلا ولبى طلبه وكان يحث الجميع على وحدة الصف والكلمة وسلامة البلاد والعباد من الفتن والنعرات الطائفية

لم يعرف الا المحبة وقل ما تلفظ بأحرف تحمل الضغينة لا على أعدائه ولا على أحبائه

ولقد كان المرحوم يمتاز بالوجه البشوش، وبالأخلاق الحسنة، وبالمعاملة الطيبة، وبالروح السمحة، وبالابتسامة المشرقة، ومع أنه بلغ التاسعة والسبعين من عمره، إلا أن وجهه كان دائما تبدو عليه البراءة والطهر، وهذا ينمّ عمّا فيه من فضائل وأخلاق ومزايا، فأصبح اسمه مع الوقت مقروناً بالكبار، وبالذين منحهم الله سبحانه وتعالى، الرسالة لهداية وقيادة أبناء الطائفة

وانتقل الشيخ ركان الاطرش إلى رحمته تعالى نهار الثلاثاء في ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٩ عن عمر ناهز ٧٩ عاماً قضاها في الزهد والصلاح وعبادة الله وعمل الخير

وقد اقيم موقف جنازته في مدينة السويداء بحضور عشرات الآلاف، وقد أتى للتعزية به وفودٌ كبيرة من الأدرن ولبنان كان أبرزها الوفد ممثل لسماحة شيخ عقل الطائفة في لبنان الشيخ نصر الدين الغريب، بالإضافة إلى وفد يمثل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان. كما ونعته الهيئة الدينية للطائفة الدرزية في فلسطين

المرحوم سيدنا الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ

١٩٢٣-٢٠٢٠

ولد العارف باللّه المرجع الروحي الشيخ الجليل الطاهر أبو سليمان حسيب أسعد الصايغ بتاريخ ٦ تموز ١٩٢٣ في بلدة معصريتي قضاء عاليه

والده الآمر بالحق والناهي عن المنكر الصادق الشجاع المرحوم الشيخ أبو حسيب أسعد الصايغ. كان متوجا بالعمامة المدورة مع صهره المرحوم الشيخ الجليل الفاضل والعامل العالم ابي حسن عارف حلاوي. وهذه العمامة خاصة بكبار مشايخ الموحدين

تتلمذ المرحوم الشيخ على يد والده وتعلم منه أصول الدين والفقه. ختم كتاب الله العزيز عن ظهر قلب في سن مبكرة

صار على طريق الكمال بعد وفاة والده عام ١٩٧٩. ونظرا لهمته العلية ومكانته الدينيّة فقد ألبسه الشيخان الجليلان المرحومان الشيخ أبو حسن عارف حلاوي والشيخ أبو ريدان يوسف جابر شهيب العباءة البيضاء في أوائل الثمانينات

وحسب الأعراف والتقاليد، قام عام ٢٠٠٦ وكبير مشايخ خلوات البياضة الشيخ أبو سهيل غالب قيس بتلبيس عباءة مشيخة العقل لسماحة الشيخ نصر الدين الغريب

ولِما لشيخنا من مكانة روحية  تم تتويجه بالعمامة المدوّرة عام ٢٠٠٦. وهو بدوره توج  المرحوم الشيخ الفاضل أبي سليمان حسيب الحلبي بالعمامة المدورة عام ٢٠١٥ في بلدة بطمة الشوفية، وبعد وفاة المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين عام ٢٠١٢، أصبح الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ رئيساً وعميداً للهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز

عُرف بصدق محبته ودوره في لم الشمل ووحدة الكلمة وبنيّته الطاهرة وعطفه على إخوانه، فكان منزله من أيام المرحوم والده مقصداً ومرجعاً للجميع

واشتُهِر بكثرة تلاوته لكتاب الله العزيز والتمعن في سوره وآياته. كما كان زاهداً في الدنيا وحطامها ويكثر من النفقة في سبيل الله

بوفاته يوم ( الجمعة) ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٢ هـ الموافق ١٣ تشرين الثاني٢٠٢٠ م، خسرت طائفة المسلمين الموحدين شيخا جليلا ومرجعا فاضلا وعلما تقيا نقيا. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وقد أقيم له مأتم مهيب بمشاركة كبار المرجعيات الروحية والقادة السياسيين في لبنان وقد نعاه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب، وأقيمت مواقف التعزية في السويداء وريف دمشق وأبرقوا معزين مشايخ وأهالي الأردن والجولان وفلسطين المحتلة

رحم الله مشايخنا أجمعين، وخير ما نختم به مقالنا ما ورد في الحديث الشريف ما يفيد أن أولياء الله من خواصهم أن تدق نفوسهم بحب الله تعالى فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم عند الله تعالى يوم القيامة قيل: تخبرنا يا رسول الله من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم؟ قال: «أولئك قوم تحابوا بروح من الله على غير أرحام تربطهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إنهم لعلى نور وإنهم نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم تلا: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون)، «سورة يونس: الآيتين ٦٢-٦٣».0

بقلم طارق حديفه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى