مناورة لـ “حزب الله” تُحاكي الحرب المُحتملة

يتوزّع نشاط “حزب الله” خلال الفترة الحالية على اكثر من جبهة وفي أكثر من مكان. فبالإضافة إلى ملف الفساد الذي يحمله منذ تأليف الحكومة ومواجهته العقوبات المالية المفروضة عليه أميركياً وأوروبيّاً، ينشغل “الحزب” اليوم بالأحداث المستجدة التي طرأت على الساحة الإقيليمية إن لجهة إقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، أو لجهة الحصار العسكري الإسرائيلي الذي يتعرض له قطاع بعدوان واسع في أي لحظة. عند هذه الحدود المتقاطعة، يتأهب “حزب الله” تحسّباً لمواجهة مُحتملة قد تضطره للدخول في معركة عسكرية كان استبقها بمناورة تُحاكي أي هجوم إسرائيلي سواء على الحدود أو من الداخل السوري وتحديداً عند أطراف الجولان.

يربط “حزب الله” اليوم بين زيارات الوفود الأميركية إلى لبنان وما رافقها من قرار بريطاني بوضع جناحه السياسي على لائحة الإرهاب، وبين قرار ترامب بإلحاق الجولان بالسيادة الإسرائيلية وبالتلويح الإسرائيلي بالتصعيد العسكري ضد غزّة. من هنا يبدو أن “الحزب” بدأ يُرتّب أوراقه العسكرية من بوابة الإستعداد لجميع الإحتمالات قبل أن تُداهمه الحرب بشكل مُفاجئ، مع العلم أن “حزب الله” كان أعلن في العديد من المرّات مدى جهوزيته الميدانية وقدرته على صد أي اعتداء إسرائيلي، خصوصاً في ظل التحاليل التي تشير إلى مدى إرتياح “الحزب” بعد إنجاز مهمته في الداخل السوري.

المعروف أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، كان طرح مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته لبنان نهاية الإسبوع الماضي، ترسيم الحدود البحرية والبرية، لكن الطرح وُجه برفض لبناني كامل وتحديداً في الشق المتعلق ب”البلوك 9″ ومزارع شبعا التي لا تعترف إسرائيل بلبنانية الجزء الاكبر منها تحت حجّة أنها احتُلت يوم كانت تحت سيطرة الجيش السوري، تماماً كما كان الحال بالنسبة إلى الجولان. من هنا يتابع “حزب الله” الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، وفي الوقت نفسه يصبّ اهتماماته على جبهة الجولان وذلك بالتزامن مع المعلومات التي كانت أشارت اليها اسرائيل والتي تتعلق بوحدة سريّة تابعة لـ”الحزب” تنشط في قرى ومناطق قريبة من الجولان.

مصادر عسكرية مقربة من “حزب الله” تؤكد ل”اي نيوز” أنه “رغم كل هذا الصخب الذي يحصل في المنطقة والذي يتفاعل إعلامياً يوماً بعد يوم، إلا انه لغاية الأن لا توجد أي بوادر تؤشر إلى ات المنطقة ذاهبة باتجاه حرب. نعم هناك تصعيد يُرافقه غليان وإستنفارات وتهديدات، لكن حتى اللحظة لا مؤشرات ملموسة لهذه الحرب التي يضعها البعض في خانة المؤكد. أيضاً لا نعتقد أن أميركا أو اسرائيل يُمكن أن تغامرا بحرب ستنتهي بكل تأكيد إلى غير ما تشتهيان”.

وأوضحت انه في طبيعة الحال، فإن المقاومة ليست في صدد فتح حرب الآن، ولكن إذا فُرضت هذه الحرب فإن “حزب الله” جاهز أكثر بعشرات المرات مما يظن البعض. وليكن في المعلوم أن جهوزية “الحزب” اليوم هي الأفضل منذ العام 2006 وذلك بناءً على قوته اللوجستية والتسليحية والبشرية، وعطفاً على إنتهاء مشاركته في الحرب السورية”.

وعن المناورة التي أجراها “حزب الله” خلال اليومين الماضيين ومدى صحتها، كشفت المصادر “أنها حصلت على أرض جنوبية، فالحزب على إستعداد دائم وتدريباته وتحضيراته مستمرة وفي تزايد. من هنا ثمة استغراب حول الحديث عن حصول المناورة اليوم وليس بالأمس أو غداً. بشكل مُلخّص يُمكن التأكيد أن “حزب الله” يتحضر على الدوام لمواجهة الجماعات الإرهابية من جهة ، وإسرائيل من جهة اخرى”.

وعن مدى التنسيق الميداني القائم بين “حزب الله” والمقاومة في الداخل الفلسطيني، تؤكد المصادر أن اللقاء الذي جرى أمس بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووفد من حركة حماس، هو دليل واضح على التنسيق وجهوزيتهما لكافة الإحتمالات”.

المصدر: اي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى