هل قرر الحريري ملاقاة باسيل بإزعاج بري

 

هل قرر الحريري ملاقاة باسيل بإزعاج بري

محمود زيات – الديار

هل يفعلها الرئيس سعد الحريري.. ويجول انتخابيا في جغرافية الدائرة الثالثة، وبخاصة في المنطقة «الساخنة» مرجعيون ـ حاصبيا، التي تتهيأ لمعركة بين اللوائح المتنافسة، بالرغم من ان الكفة ترجح اللائحة المدعومة من حركة «امل» و«حزب الله» وحلفائهما؟، وماذا لو اصطحب معه حليفيه في انتخابات الدائرة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.. والوزير طلال ارسلان؟.
تساؤلات طرحتها اوساط سياسية في الجنوب، حول زيارة انتخابية مرتقبة للرئيس الحريري في الرابع عشر من نيسان الجاري، الى منطقة مرجعيون ـ حاصبيا، التي تكاثرت فيها اللوائح الانتخابية المنافسة للائحة «الثنائي الشيعي» الممثل بحركة «امل» و»حزب الله»، والاستهدافات التي تتسم بها هذه المنطقة، للمقعدين الارثوذكسي والسني، واذا تيسر احد المقاعد الشيعية، فالزيارة، وفق ما تراه اوساط سياسية في الجنوب، تحمل مؤشرا لافتا لتصعيد سياسي وانتخابي، يدحض التفسيرات التي اطلقها الحريري حول استهدافاته بالتحالف مع باسيل للرئيس نبيه بري، والا لماذا احجم الحريري طوال هذه السنوات عن زيارته لمنطقة مرجعيون ـ حاصبيا، المشهد الذي لن تألفه انتخابات الدائرة الثالثة، ان يدخل الحريري على خط المعركة الانتخابية الجارية بين لوائح القوى، وبرفقته حلفائه في هذه الدائرة، ما يكرس طبيعة الزيارة الانتخابية.
«انا وابو مصطفى .. في حدا بيفوت بيناتنا»!.
وتلفت الاوساط نفسها، الى ان اصداء انزعاج سياسي من الزيارة المرتقبة وصلت الى الحريري الذي سارع الى القول.. لا تكبِّروا الموضوع، وانا وعدت ان ازور المنطقة، ويجب ان افي بالوعد، ولا نريد ان تُحَمَّل الزيارة ملفات كبرى، فيما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي اطل مؤخرا بانزعاجه مما يحاك من استهداف للرئيس بري من قبل الحريري وباسيل، وقال عبارته «لو انني اجد حليفا ثانيا مثل الرئيس بري»، في اشارة الى الانزعاج من اي استهداف للرئيس بري وهو اخذ علما بزيارة الحريري، وقال «الحريري حرّ.. ولكن كنت افضل عدم دخوله في هذا التوقيت»، ويردد نائب جنوبي، ما كان يقوله الرئيس الراحل رفيق الحريري عن علاقته بالرئيس بري ..» انا وابو مصطفى.. ما حدا بيفوت بيناتنا»، ويتابع «اليوم يبدو ان هناك من يقول.. انا وابو مصطفى.. في حدا بيفوت بيناتنا»!.
وتنقل اوساط عن جهات سياسية في الجنوب، زيارة الحريري المتوقعة، والتي اُدرجت في خانة اعطاء جرعة انتخابية للائحة تحالف «المستقبل» ـ التيار الوطني الحر ـ الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرأسه الوزير طلال ارسلان، في مواجهة تحالف «امل» ـ «حزب الله» وحلفائهما، وهي ستشمل قرى العرقوب ذات الاغلبية السنية، رُسم لها لان تكون مدججة بخطاب انتخابي لا يرغبه كثيرون في المنطقة، من شأنها ان ستسهم بكسر الخصوصية التي تتمتع بها المنطقة المتميزة بخليطها السكاني، الطائفي والمذهبي، وبتلاوينها السياسية والحزبية والاجتماعية المتعايشة، فما يقوله الحريري في عكار وطرابلس والضنية، حول الوصاية السورية التي تُستحضر مع كل موسم انتخابي، ومواصلة حملته على «حزب الله»، سيكون نشازا في الجنوب، سيما وان المنطقة على تماس مع المناطق اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، سعت التنظيمات الارهابية التي تقاتل في سوريا الى تحويلها الى بوابة تسلل الى الداخل اللبناني، وبالتالي، فان خصوصية المنطقة لا تستسيغ حملات تحريك لغرائز المذهبية، كما هو حاصل في منطقة الشمال التي اُغرِقَت بالحروب والمحاور والفرز المذهبي، فمنطقة مرجعيون ـ حاصبيا بقيت بعيدة عن اي غرائز مذهبية او طائفية، سيما في القرى والبلدات ذات الاغلبية السنية، والتي تعرف باسم قرى العرقوب بتاريخها المقاوم منذ بداية العمل الفدائي في سبعينيات القرن الماضي، وهي باتت جزءاً اساسيا من بيئة المقاومة ومتعايشة مع الحالة الاجتماعية لـ «حزب الله» وحركة «أمل»، ويشهد لابناء تلك المنطقة، مع ابناء القرى والبلدات المجاورة، كانوا السباقين في مقاومة الاحتلال، وبالتالي، فالتحريض على «حزب الله» وسلاحه المقاوم في الجنوب ورقة «خسِّيرة» سياسيا وانتخابيا.
وتخلص الاوساط الى القول… ثمة من يسعى لان يُحَوِّل الانتخابات النيابية في قرى وبلدات الجنوب، فيرفع شعار «تحرير» المقعد السني في حاصبيا، والارثوذكسي في مرجعيون… من «الكماشة الشيعية»، وتلك هي المهزلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى