من يحول ‘جنات الجنوب’ الى جحيم سرطاني …

 

صدى وادي التيم – لبنانيات :

يبدو ان الفلتان الذي اصاب كل شيئ في هذه البلاد المحكومة من قبل حفنة من رجال العصابات، لن يوفر شيئاً حتى ” صحة ” الاجيال القادمة وتلك التي لم تولد بعد، بفعل المجازر البيئية التي ترتكب في كل يوم والتعديات التي تطال التراب والماء والهواء وكل شيئ، حتى باتت ” جنات ” الجنوب الخضراء النقية، منابع ” سرطانية ” بعدما استحالت جحيماً بفعل مجموعة من المجرمين الذين لا يجدون من يردعهم او يوقفههم عند حدودهم ، فلا اله يعبدونه، ولا قانون يحترمونه، ولا ضمائر او اخلاق تردعهم !!

وادي الكفور الواقع بين بلدتي الكفور ودير الزهراني الجنوبيتين هو خير مثال على تلك الاستباحة الوقحة للبيئة وبأبشع الطرق والاساليب ….
ذاك الوادي الاخضر الغناء فيما مضى، يشهد اليوم كل انواع الجرائم البيئية التي تلوث الارض والماء والهواء، فبشكل يومي يتوافد الى الوادي العديد من سيارات النقل التي تحمل اطارات السيارات المستعملة حيث تعمد الى حرقها في ارجائه للاستفادة من المعادن الموجودة بداخلها، فتغرق المنطقة تحت سحابة من الدخان الاسود السرطاني.

اضافة الى ذلك، استباحت المرامل والكسارات ومجابل الباطون ذاك الوادي الجميل فنهشت تلاله وهضابه وخربت طرقاته، بالاضافة الى المشاحر ومزارع المواشي والدجاج التي تعمل دون التزام ادنى المعايير الصحية والبيئية، والممتع في الامر ان اصحاب هذه المشاريع قد حصلوا على تراخيص لانشاء مشاتل ورد واشجار، وإذ بهذه المشاتل تتحول بقدرة قادر الى مزارع ومشاحر وغيرها !!

اضف الى ذلك كله المطامر العشوائية التي باتت تنتشر في ارجاء الوادي من خلال رمي وطمر اطنان النفايات في ارضه دون ادنى معالجة لهذه النفايات، ومجرور الصرف الصحي الذي ينهمر اليه من البلدات المجاورة فيقسمه الى قسمين وكأنه نهر هادر يزيد في المصائب البيئية التي تعاني منها المنطقة.

كل ما تقدم يجري علناً وفي وضح النهار، دون حسيب او رقيب، ويستفيد منه ومن مردوداته المالية الضخمة حفنة من المتآمرين على الجنوب واهله الذين يستقوون بنفوذهم على كل سلطة وكل قانون ويستمرون في غيهم، فهل يتحرك المعنيون من اجهزة قضائية وامنية بمواكبة من الاهالي والاحزاب التي نالت ثقتهم، ام تستمر الاستباحة والمقامرة بحياة الناس وصحتهم ومستقبل الاجيال القادمة ؟؟! …. الايام القادمة كفيلة بالاجابة على هذه التساؤلات.

المصدر: يا صور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى