أرقام قياسيّة للهجرة بعد 4 آب: معظم اللبنانيين “حاملي جنسيات أخرى” غادروا

صدى وادي التيم – لبنانيات
تشهد دوائر الأمن العام بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب، اقبالا غير معهود للحصول على جواز سفر او تجديد الجوازات القديمة. واللافت ان الغالبية العظمى من المتقدمين للحصول على باسبور يدفعون رسوما اضافية لضمان ان يبقى بالخدمة لـ10 سنوات ما يؤشر بوضوح لتخطيط للهجرة.
وغادر القسم الاكبر من اللبنانيين حاملي جنسيات أخرى البلد بعد ايام او اسابيع معدودة من انفجار المرفأ الذي شكل القشة التي قسمت ظهر البعير. فبعد ان غادر كثيرون في الاشهر الماضية نتيجة الاوضاع الاقتصادية والمالية المتدهورة وانهيار سعر العملة المحلية، دفع انفجار بيروت بقسم كبير من اللبنانيين الذين كانوا لا يزالون مترددين الى حسم أمرهم وحزم حقائبهم والمغادرة.
وقالت ج.ح وهي ام لطفلين انها كانت تترك خيار الهجرة جانبا كمخطط «ب» خاصة وان زوجها يعمل في احدى دول الخليج، الا انه وبعد تضرر منزلها في الاشرفية بشكل كبير نتيجة الانفجار وجرح احد طفليها اتخذت قرار المغادرة الذي لم تعتقد يوما انها ستتخذه بهذه السرعة وباقتناع، مضيفة: «بتنا في هذا البلد نفتقر الى كل شيء.. لا مال، لا اشغال ولا استقرار وقد بتنا معرضين للموت كل لحظة بعدما داهمنا ونحن نظن اننا آمنين في منازلنا. للاسف فقدنا الامل وقد آن اوان الرحيل».
ولعل احد ابرز العناصر التي تمنع كثيرين اتخذوا قرار الهجرة ايضا من المغادرة حالا، هو احتجاز المصارف اموال المودعين ما يحول دون حيازتهم المبالغ اللازمة بالدولار لبدء حياة جديدة في بلد جديد».
وبمؤشر أولي يعبر عن خطر الهجرة المتنامي، أعلنت المؤسسة «الدولية للمعلومات» للأبحاث والإحصاءات مؤخرا انه منذ 4 آب 2020 إرتفع متوسط عدد المغادرين لبنان بنسبة 37.9% وانخفض متوسط عدد القادمين بنسبة 16%.
وفي دراسة سابقة اجرتها المؤسسة نفسها مطلع العام الحالي، كشفت أن يصل عدد اللبنانيين الذين غادروا البلاد من دون عودة في عام 2019 إلى 61.924 مقارنة بـ41.766 في العام السابق أي زيادة بنسبة 42 في المائة.
وكان لافتا ما اعلنه النائب المستقيل الياس حنكش عن 380 الف طلب هجرة في السفارات الاوروبية في لبنان بينها 300 الف طلب في السفارة الكندية وحدها.
وفي اجراء غير مسبوق، اعلن موقع «اخبار كندا 24» ان وزيري الهجرة والخارجية الكنديين بصدد تشكيل فريق عمل لدعم تقديم الخدمات القنصلية وضمان الاجابة عن الاسئلة المرتبطة بهجرة اللبنانيين المتضررين من انفجار 4 آب بسرعة.
وعبرت مصادر فريق 8 آذار عن مخاوفها من موجة هجرة غير مسبوقة ستتظهر ارقامها بشكل اوضح نهاية العام الجاري، لافتة الى انه وبعدما فقد قسم كبير من اللبنانيين ثقتهم بالاحزاب والطبقة الحاكمة كما بالمعارضة التي لم تقدم اي بديل جدي، فهم لا يجدون امامهم خيار افضل من الهجرة. وشددت المصادر على وجوب النهوض بالبلد سريعا للحد من هذه الموجة لان اي اجراءات اخرى كالتنسيق مع السفارات لعدم اعطاء فيزا للهجرة، ستكون اجراءات غير عادلة خاصة مع بلوغ البطالة نسب مخيفة من المرجح ان تستمر بالارتفاع في حال ظل الوضع على ما هو عليه.
ونبه اكثر من قطاع مؤخرا من فقدان اليد العاملة المميزة وآخر هذه القطاعات، القطاع الطبي. وأصدرت نقابة الممرضات والممرضين في لبنان الجمعة الماضية بيانا دقت من خلاله ناقوس الخطر ونبهت فيه من «تكاثر هجرة اليد العاملة التمريضية ذات الكفاءة العلمية والخبرات بحثا عن ظروف عمل خارج لبنان وهذا أمر يدعو الى القلق على مستقبل الصحة في لبنان ومستقبل المهنة».
بولا مراد – الديار

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!