من ملفات التاريخ : موقف بطولي للمقدم الشهيد عادل ابو ربيعة في قلعة راشيا
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم
لا يمكننا الحديث عن عيد الاستقلال في لبنان إلا وأن نتذكر قلعة راشيا التي دخلت كتب التاريخ وحفظناها في المدرسة منذ صغرها. قلعة راشيا الشاهدة على استقلال لبنان تنبض بقصص وروايات بطولية وتاريخ قديم يعكس عراقة لبنان. فماذا تعرفون عنها؟
في التالي سننعش ذاكرتهم ونقدم لكم حقائق ومعلومات حول قلعة راشيا:
– قلعة راشيا تقع في البقاع الغربي عرفت أيضاً باسم “قلعة الاستقلال” أو “حصن 22 تشرين الثاني”.
– يعود تاريخ بنائها إلى العهد الروماني حيث بنى الرومان حصناً لمراقبة القوافل التجارية، وفي العام 1099 غزا الصليبيون المنطقة واختاروا القلعة حصناً لهم نظراً إلى موقعها الاستراتيجي الذي تحيط به المنحدرات من 3 جهات، ويواجه من الجهة الرابعة قمة حرمون المطلة على الأراضي السورية والفلسطينية واللبنانية.
– خلال الاحتلال العثماني كانت قلعة راشيا ملكاً للعائلة الشهابية التي أقامت فيها وزادت على بنيانها. وأثناء الاحتلال الفرنسي دخلتها القوات الفرنسية وشيدت سورها الشرقي إلى أن تمركز الدرك اللبناني فيها عام 1946 بعد جلاء الاستعمار. واعتباراً من عام 1964 أصبحت القلعة في عهدة الجيش اللبناني وما زالت.
– شهدت قلعة راشيا أحداثاً مهمة أبرزها المعركة الشهيرة في 22 تشرين الثاني 1925 حين اقتحم المقاتلون في الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش أسوار القلعة لتحريرها من الحامية الفرنسية وقد سقط العديد من الشهداء من أبناء راشيا والجوار في تلك المعركة.
– في 11 تشرين الثاني 1943 اعتقلت السلطات الفرنسية كلاً من الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح ووزير الخارجية والاشغال العامة سليم تقلا ونائب لبنان الشمالي عبد الحميد كرامي ووزير التموين والتجارة والصناعة عادل عسيران ووزير الداخلية كميل شمعون وسجنتهم في غرف منفردة في القلعة بسبب تحركاتهم نحو الاستقلال، وأطلقتهم في 22 تشرين الثاني 1943 والذي يعتبر يوم الاستقلال اللبناني.
– ترتدي القلعة بعداً وطنياً آخر يضاف إلى سجلها الذهبي من خلال وقفة للمقدم اللبناني الشهيد عادل أبو ربيعة ومعه مجموعة من أفراد الجيش اللبناني عند مدخل القلعة الجنوبي في وجه الدبابات الإسرائيلية إبّان غزو العام 1982 بعد أن خاطب أبو ربيعة أحد الجنرالات اليهود قائلاً: “ستمر آليات العدو على أجسادنا لتعبر إلى حرم القلعة، وسنموت بشرف من دون أن نراكم تدنسون رمزاً من رموزنا الوطنية”.
– في العام 1997 صنفتها وزارة السياحة اللبنانية مركزاً سياحياً، وتم ترميم جناح الاستقلال الذي تحوّل مقراً سياحياً تاريخياً نموذجياً تسلمته بلدية راشيا للإفادة منه واستخدامه في أنشطة متعددة. كما أمسى أحد مدرجات القلعة بعد ترميمه مسرحاً دائماً يتسع للآلاف وتقام فيه سنوياً مهرجانات الصيف.
– قسّم بناء قلعة راشيا التاريخية إلى أربعة أقسام: بناء وآثار رومانية، أبنية وآثار صليبية، أبنية وآثار شهابية إضافة الى آثار الفرنسيين الذين دخلوا القلعة وأكملوا بناء السور الشرقي مستخدمين حجارة المنازل المحيطة بها.
السيرة الذاتية للمقدم الشهيد عادل توفيق أبو ربيعة:
(3 فبراير 1942 – 14 ديسمبر 1984) عسكري لبناني تولى مناصب عدة في القيادة العسكرية. من الفرديس بقضاء حاصبيا، التحق بالجيش اللبناني في 1963. أحرز عدداً من كتب التنويه والتهنئة وعددا من الأوسمة أثناء عمله العسكري. اشتهر بمقاومته في قلعة راشيا خلال حرب 1982. رقي إلى رتبة عقيد بعد اغتياله في صباح 14 ديسمبر 1984 مع أحد مرافقيه خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
ولد عادل بن توفيق بن حسن أبو ربيعة في بلدة الفرديس من قرى قضاء حاصبيا بمحافظة النبطية في 3 فبراير/ شباط 1942. ينتمي إلى عائلة درزية. تلقى علومه الأولية في حاصبيا وتابع دروسه الثانوية في صيدا وبعد أن نال البكالوريا القسم الثاني في الرياضيات التحق بالجيش بصفة تلميذ ضابط في 1963 فتخرج برتبة ملازم في 1966. رقي إلى ملازم أول 1970 فنقيب في 1975، فرائد في 1979، فمقدم 1984، فرتبة عقيد بعد الوفاة سنة 1984.
تابع في فرنسا دورة مشاة تأسيسية سنة 1966 وعين آمرا للسرية الثانية في كتيبة المشاة التاسعة سنة 1970 وآمراً للسرية التعليم الأولى في معهد التعليم سنة 1974 وقائد كتيبة المشاة الثامنة وموقع راشيا في 1978، وقائد الكتيبة 33 سنة 1983، ومساعد قائد القطاع رقم 2 في 1984، ورئيس أركان القطاع رقم 2 في 1984
من موافقه المشهورة أنه استطاع وهو آمر السرية الثانية في كتيبة المشاة في مركز الغندورية أن يدافع عن المركز ضد الاجتياح الإسرائيلي في 1973 وقد نال على أثر ذلك وسام الحرب
وموقفه الآخر كان ضد هجمات المسلحين يوم كان قائداً لقوات المصنع، فصمد نحو شهر تقريباً ثم تمكن من الانسحاب مع جميع الأسحلة إلى راشيا بناءً على أمر الرئاسة. وفي أثناء الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982 وكان قائدا لموقع راشيا، رفض تسليم الثكنة واستطاع أن يخلص الثكنة من الاحتلال.
و في 14 ديسمبر / كانون الأول 1984 بينما كان متوجهاً إلى مركز عمله صباحاً اعترضته سيارة بداخلها أربعة مسلحين و «أمطروا سيارته العسكرية بوابل من الرصاص فاستشهد مع أحد مرافقيه».
المصدر : النهار + ويكيبيديا