التسويات الكبرى غير ممكنة… حدث كبير قد يكون أعنف من انفجار بيروت!

 

قد يكون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عبّر أمس واليوم، خير تعبير، عمّا يحتاجه لبنان حالياً للنّهوض.

فنحن لا نحتاج الى تسوية، بل الى حلّ جذري. ولا بدّ من مواجهة أي مشروع تسوية يُعيد المشاكل الى لبنان ولو بعد ألف عام. ولكن من يأتي بالحلّ، فيما الحكومة القادمة ستكون مسرحاً لأكبر المواجهات العربية – “المُمانِعَة”، بعد التطبيع الإماراتي – العربي – الإسرائيلي، كما يبدو، وهو ما يعني أن كباشاً كبيراً يدور حول تشكيل الحكومة الجديدة، وقد يجعل التشكيل الحكومي طويلاً جدّاً.

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن “تشكيل الحكومة الجديدة سيستغرق وقتاً طويلاً جدّاً وفق المعطيات الحالية. وهذا يعني تداخُل العوامل الدولية بالمحلية أكثر فأكثر، وهو ما نرى بوادره من خلال ما يحصل حالياً من تدويل للتحقيق في أسباب انفجار مرفأ بيروت رغماً عن اللّبنانيين، وذلك بوجود فريق من الـ FBI، ومن المحقّقين الفرنسيّين على الأرض، ضمن قفزة فوق السلطة اللبنانية رغم رفضها لأي تحقيق دولي”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أنه “كلّما طال زمن تشكيل الحكومة، كلّما زاد التدخُّل الدولي في كلّ شاردة وواردة، لنصل ربما الى فرض نوع من السلطة الدولية على لبنان، حتى ولو أدى هذا الأمر الى صدام واسع مع “ا ل ح ز ب ”.

وعن موقف السفير السعودي وليد البخاري أمس من حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ودلالاته حول اقتحام الرياض هذا المشهد، انطلاقاً من أن الرئيس رفيق الحريري يحمل الجنسية السعودية، وهي لن تسمح لـ “ا ل ح ز ب ” بتمييع مسار العدالة في ملفه، قال المصدر:”بغضّ النّظر عن جنسية رفيق الحريري، فإن قضيته دولية، عابرة للحدود وتتخطى السعودية لتشمل قضايا متعلّقة بايران والإرهاب الدولي، وذلك رغم أهمية موقف الرياض”.

وشدّد على أن “القدرات الموجودة لدى المجتمع الدولي تتخطى رغبة القوى والدول الموجودة في المنطقة. وعملياً، لا يبدو تحقيق العدالة ممكناً إلا بقرار واضح من مجلس الأمن الدولي”.

وأكد المصدر أن “الفراغ الحاصل في السلطة اللّبنانية هو الذي أدى الى التدخُّل الدولي. ولكن منطق التسويات قد نكون تخطيناه، لأنه انتهى. وحتى إن التسويات على الطريقة الفرنسية لا تجد أي طريق لها رغم تفاقُم الأزمة”.

وقال:”تضارُب المشاريع الإقليمية، بموازاة انعدام فُرَص التسوية، يعني أنّنا نتّجه نحو مزيد من التأزُّم والصّدام على أرض لبنان، لندفع ثمناً أكبر”.

وختم:”لا يُمكن لأحد أن يأتي بحلّ “على البارد”. ونذكّر بأن البطريرك الماروني الياس الحويك أسّس “لبنان الكبير” على خلفية الحرب العالمية الأولى. والتسويات الكبرى لا تبدو ممكنة في اللّحظة الحالية، من دون حدث كبير، وقد يكون أعنف بكثير من الإنفجار الذي طال مرفأ بيروت”.

 

المصدر: أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!