أيها اللبنانيون… إنضّبوا الآتي أخطر!!!
بعد نجاحه في احتواء المراحل الأولى من غزو جائحة الكورونا، وكان هذا الأمر مدعاة فخر لحكومة إنجازات 97%، دخل لبنان مؤخرا وضعا أقل ما يُقال عنه أنه شديد الخطورة على حياة الناس، في وقت يستمر هذا الفيروس الغامض خطرا داهما وكابوسا مرعبا للبشرية التي لم يفلح علماؤها وباحثوها المتخصصون في العلوم الجرثومية بتفكيك أسراره واكتشاف الدواء الناجع له بعدما حصد من أرواح ما لم تحصده الحروب العالمية.
لا يبدو النظام الصحي اللبناني المحدود القدرات والإمكانات، وفق ما أعلنه وزير الصحة حمد حسنالذي بدا متخوفًا من عدم قدرة لبنان على مواجهة هذا الوباء بالطرق التقليدية، قادرا على استيعاب أعداد المصابين المتزايد كل يوم بعدما بلغت الأرقام الأخيرة مرحلة قياسية تنذر بالأسوأ، خصوصًا أن الوباء بدأ يجتاح عددًا لا بأس به من القرى والبلدات المغلقة والمعزولة في مختلف المناطق اللبنانية، التي على ما يبدو لم تلتزم بالتدابير الوقائية واهمها التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات لتحاشي الاحتكاك بمصابين لا يعرفون بإصابتهم او ناقلين محتملين للفيروس من غير المصابين، وسط إستلشاق غير مسبوق وكأن هذا الوباء يمكن أن يصيب الجميع ولا يصيبنا نحن الذين لم نأخذ خطورة الموضوع على محمل الجد واستمرينا بالتعاطي مع الأمر بخّفة وقلة مسؤولية وكأنه مجرد رشح أو زكام يمكن أن يصاب به أي إنسان.
وحيال هذا الوضع الشديد الخطورة، ومع إنعدام وجود وعي كاف لدى المواطنين فإن الأمر يستدعي أن تتخذ الحكومة المذهولة من إرتفاع عدد الإصابات، حتى داخل صفوفها، تدابير وقاية جدية وصارمة ومنظمة حيال عملية فتح البلاد واستئناف النشاط الاقتصادي كتطبيق نوع من الإغلاق الجزئي الذي سيرتب كلفة لابد منها لتلافي كلفة الكارثة الصحية الشاملة التي ستغرقلبنان في حال إستمر عدّاد التفشي في الإرتفاع وبعدما تخطت حصيلته ما يفوق طاقة النظام الصحي الذي يعاني في الأساس من عجز ونواقص.
من الملاحظ أن حال الإستلشاق التي عاشها اللبنانيون منذ بداية فصل الصيف حتى اليوم وطريقة تعاطيهم مع مخاطر الجائحة هي التي أوصلتنا إلى ما شهدناه من نتائج أخيرة ومن تفشٍ غير مسبوق لهذا الوباء، وذلك يعكس ضعف الوعي الاجتماعي لحجم المخاطر والتهديدات، الأمر الذي يستدعي عملا إعلاميا يستنفر الناس لحماية انفسهم وعائلاتهم إلى جانب التدابير الحكومية المتلاحقة التي كانت في المرحلة الماضية تسبق الوباء وخطوط انتشاره بينما هي اليوم تلهث خلفه في حالة التفشي الواسع الذي بينته الأرقام والبيانات الإحصائية، وقد نحتاج إلى أكثر من صرخة عندما قال الزميل ماريو عبود من على شاشة الـ “ال بي سي آي” يا بلا مخ للذين كانوا يقيمون الحفلات الجماعية وآخرها ما شهدناه في أحد النايتات الليلية عندما اقدم عدد لا بأس به من الذين “لا مخ لديهم” على ضرب قواعد التباعشجد الإجتماعي بعرض الحائط غير آبهين للنتائج المترتبة عن عدم تحوطهم وإتخاذهم الإحتياطات اللازمة والضرورية لحماية أنفسهم وحماية أهلهم.
ويقينا اذا استمرت الحال على منوالها الحاضر فسيجد اللبنانيون مستشفيات تعجز عن استقبال مرضاهم أوعن مدهم بالتجهيزات الضرورية للإنعاش في غرف العناية الفائقة وتبيان هذه الحقيقة والبرهنة عليها يجب ان يكون موضوعا لحملة وطنية مكثفة عبر جميع وسائل الإعلام والاتصال وبكل الأشكال والوسائط الممكنة لخلق التوتر النفسي المناسب.
لحقين، أيها اللبنانيون، على حفلات الرقص والهز والفقش والطقش.
لاحقين على شمّ الهوا و(…) الهوا، وعلى الكزدرة والـ”بيك نيك”.
لاحقين على كل هذا.
خوفي ألا يطلع علينا الرئيس حسّان دياب، بعد كل هذه المصائب، ببدعة المؤامرة الكونية عليه لإفشال حكومته، فنكون بمصيبة فنصبح بمصيبتين