قائد عملية فجر الجرود فادي داوود: التوتر يرتفع…هذه مؤشراته!

صدى وادي التيم – أمن وقضاء

إعتراض مقاتلة أميركية لطائرة ركاب إيرانية فوق سوريا، هو حلقة ضمن سلسلة تكثيف الضّغوط على إيران ومحورها في الآونة الأخيرة.

فرغبة واشنطن بتمديد حظر الأسلحة على إيران الذي ينتهي في تشرين الأول القادم، أكثر من واضحة، فيما تصحو المنطقة وتغفو كل يوم على حدث يُمكنه أن يؤجّج فتيل الإنفجار، في ما لو خرجت الأمور عن السيطرة، في أي لحظة.

دقيقة وصعبة

تبدو المنطقة أمام مرحلة شديدة الدقّة والصّعوبة، لا تنحصر فقط بموعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني القادم. وهي تزداد تعقيداً على ضوء الحديث عن تعاون عسكري إيراني – صيني، نفت إيران الكثير ممّا نُشِر عنه، دون أن تسحب مفاعيله بعيدة المدى، لأنه يمدّد بكين الى منطقة الشرق الأوسط بأسلحتها غير التقليدية. فالى أين يُمكن للأمور أن تصل؟

توتّر متدرّج

علّق العميد المتقاعد، وقائد عملية “فجر الجرود”، فادي داوود، على تدرّج مستوى التوتّر في الشرق الأوسط، فلفت الى أن “شهر آب القادم يتضمّن إستحقاقات محلّية مهمّة، هي صدور حكم “المحكمة الدولية”، الذي يُمكنه أن يشكّل فتيل انفجار، والتجديد لقوات “يونيفيل” في الجنوب، وهو أمر حسّاس جدّاً، لأن الضغط يحصل لتعديل وسائل عملها، واعتماد التقنية منها أكثر من البشرية، تحت طائلة وقف تمويل عملها. وهذه مشكلة لأن وقف التمويل يعني عملياً إنهاء مهام تلك القوات”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “مؤشّرات التوتّر ترتفع بموازاة تأكيد مرشد “الجمهورية الإسلامية” علي خامنئي أن إيران قرّرت الردّ على مقتل قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” قاسم سليماني، على وقع قصف إسرائيلي تمّ في سوريا قبل أيام لقاعدة صواريخ أرض – جوّ، يُمكنها اعتراض الطيران الإسرائيلي وإلزامه بالتحليق على علوّ معيّن، والهجوم على منشأة “نطنز” النووية، وهو ما يعني أن أسباب حصول ردّ إيراني تزداد”.

وأوضح أن “الأمور تبقى مضبوطة طالما أن إيران لم تدخل بَعْد نادي القوة العسكرية غير التقليدية، أي النووية والكيميائية والجرثومية. ولكن يبدو أن إسرائيل تسعى الى صدام، فهل بدأت الولايات المتحدة تسعى الى ذلك معها أيضاً، وهو ما أدى الى اعتراض واشنطن الطائرة المدنية الإيرانية أمس؟”.

force projection

وأكد داوود أن “المشكلة الأميركية مع الصين بدأت بالظهور جلياً منذ نحو عامَيْن، أي عندما قرّرت بكين بزيادة وتيرة بناء حاملات الطائرات، وتركيز صناعتها العسكرية عليها. وهنا لا بدّ من معرفة أنه لا يمكن للجيوش القيام بـ force projection، أي  فرض القوة والهيمنة عبر نشر القوات والآليات العسكرية خارج الحدود، إلا عبر البحر. وبالتالي، بدء الصين بالتركيز على بناء حاملات الطائرات، يعني وجود قرار صيني بتفعيل الـ force projection الخاصّة بجيشها. وهذا ما تسبّب باشتداد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وصولاً الى اتّهام أميركي للصين بنشر فيروس “كوفيد – 19 في العالم”.

وشدّد على أن “واشنطن وبكين ستتقاسمان الكرة الأرضية مستقبلاً، وليس واشنطن وموسكو. فالصراع الأساسي سيكون أميركياً – صينياً، عنوانه التمدّد الإقتصادي. فبلا عسكر لا يمكن حماية الإقتصاد، وبلا اقتصاد لا يمكن بناء عسكر”.

وختم:”قدوم الصين الى إيران، بأسلحتها، هو تمدّد الى منطقة أوراسيا، أي الى قلب العالم، حيث تتركّز الثروات العالمية. ولكن تُحيط بذلك صعوبات كبيرة، إذ الى أي مدى ستسمح واشنطن بحصول ذلك؟ فهذا الأمر يُمكنه أن يتسبّب بمواجهة حتميّة، ولكنّها غير واضحة المعالم بالكامل، حتى الساعة”.

المصدر: وكالة أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!