دعوني أخبركم قصة حديقة فيليب عطالله في جديدة مرجعيون
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم
كتبت أنجي عطالله
صدق المثل القائل ” سبحان يللي بغير وما بيتغير ” … هذا المثل ينطبق هذه الايام على كثير من الناس
، فرضته ظروف لم تكن بالحسبان وفرضته أزمة لم نكن يوماً نعلم بأنها قد تصل ألينا .
حديقة فيليب عطالله في جديدة مرجعيون ليست بتلك الحديقة الكبيرة ، كانت مهملة لزمن طويل ، فيليب ليس ملماً بالزراعة ولا اتقنها يوماً ، ولم يفكر يوماً بزراعتها ، وكل ما يتقنه من الزراعة ليس سوى ري بضع وردات تفترش زوايا شرفة منزله . لكن هذا العام وبسبب الازمة الاقتصادية وإرتفاع أسعار الخضار و هجمة كل المواطنين على الزراعة بهدف توفير شراء الخضار يومياً …
للمرة الاولى رأيت فيليب ” أبي ” ينظف حديقتنا الصغيرة من الاعشاب اليابسة ويثّلمها ويزرعها أصناف عديدة من الخضار ، الفكرة افرحتنا كثيراً في المنزل ، فالحديقة أصبحت أرتب واجمل ، وأهتمام ابي بها يومياً لفت أنظارنا في المنزل ، فهو يتفقدها كل يوم وينزع الاعشاب الغريبة من بين الشتول ويتابع نموها ويروي عطشها متى توفرت الماء .
واليوم بدأت حديقتنا ترد جميل أبي وتعبه ، ها هي خضار حديقتنا كبرت وبدأت تعطينا يومياُ بعض من إنتاجها البلدي الصحي ،
حديقتنا اليوم تشغل أبي معظم الايام ، فهو يتابعها نموها ساعة بساعة ويوم بيوم ويفرح حين يقطف إنتاجها صباحاً ومساء .
هذا الخير كله كان أمام عيوننا ولم نراه يوماً .. خضار صحية غير مغشوشة ، لكن كنا لا نهتم بهذه التفاصيل المهمة .
الازمة التي يمر بها لبنان هذه الايام ، أعادتنا الى الاصول وأعادتنا الى الطبيعة أمنا الصادقة والحنونة .