بعد السرقة والتجويع… بشرى للبنانيين خلال أسبوعين…

صدى وادي التيم – إقتصاد

 

تحقيق:

“العلف المدعوم”، مسألة تحولت من بارقة أمل إلى مصدر قلق لكل مزارع لبناني. الأعلاف التي تحتل رأس قائمة اهتمامات ومصاريف المزارعين كسرت ظهورهم كما “جوّعت” مواشيهم ودواجنهم بعدما أصبحت أسعارها وفقاً لسوق الدولار السوداء. تنفس هؤلاء الصعداء بعد قرار وزير الاقتصاد راوول نعمة بدعم الأعلاف، لكن “العلف المدعوم انسرق”، هكذا يعلق المزارعون على عدم لمسهم نتائج الدعم ويَردون على من يتهمهم بالاستمرار برفع أسعار منتجاتهم من دون وجه حق. إذاً، أين الأعلاف؟

مزارعون مظلمون

“مش عم بعرف عنو شي”، يقول أحد كبار المزارعين، مستطرداً “نسأل عن الدعم والأجوبة ملتبسة ولا نتمكن من فهم شيء، المسألة مبهمة، وإذا انخفض سعر نوع معين ارتفع سعر الآخر”.

“صحيح”، بهذه الكلمة يرد المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر على اتهام التجار بسرقة الأعلاف، ويعقّب، “وزارة الاقتصاد والأمن العام قاموا بالمداهمات والمراقبة لكن طبعاً لم تستطع تغطية كافة المخالفات، لكن المهمة باتت أسهل بعد الـTracking System”.

الأعلاف التي كانت في طريقها إلى لبنان عبر بواخر الشحن كما الكميات المخزنة، قبل إقرار الدعم، استغلها التجار بعد قرار الدعم كما استغلوا المزارع، وفقاً لرئيس نقابة الدواجن موسى فريجة.

“وسيط يدخل على الخط بين المستورد والمزارع يشتري كميات كبيرة من الأعلاف المدعومة، وفي ظلّ رفض التجار غير الحاصلين على الدعم، للخسارة، يقع اللغط”، يشرح فريجة، مؤكداً أن “عدداً كبيراً من المزارعين ظلموا ولم يحصلوا على مرادهم”، مشيراً إلى أن هذه مرحلة انتقالية “إلى حين نضوب الكميات الموجودة المسببة لهذا اللغط، ووصول الأعلاف المستوردة التي تستغرق وقتاً عبر البحر، إذ تتضح المسألة حينها ويلمس المزارع نتائج الدعم”.

“ناس كانت عم تبيع عالدولار، ناس عم تبيع نص العلف عالسعر المدعوم ونص عالسعر العالي، كما تبين أن هناك كميات محتكرة من العلف في بعض الأماكن”، عبارات وصف من خلالها أبو حيدر الوضع، وكأنه يدافع عن صرخة المزارع الذي قال لموقع القوات اللبنانية، “لا نستطيع معرفة مقدار الدعم، ولا كيفية توزعه، ولا من يحصل عليه، المسألة غامضة جداً”.

“أكيد صار في لعب”

“انسرق العلف المدعوم انسرق، ما شفنا شي، بعدنا عم نشتري ع أسعار غالية ونحنا مجبورين نغلي أسعار منتجاتنا تنطعمي المواشي يلي عنا وبلا ربح كمان”، موقف يتردد بين أوساط المزارعين.

استغلال بعض التجار للعلف المدعوم واقع، إذ لا ينفي فريجة الامر، موضحاً أنه “بسبب اللغط الحاصل والجمع والدمج بين الكميات المستوردة بعد الدعم والكميات الموجودة أساساً، أكيد صار في لعب، بس ما فينا نقول سرقة”.

من ناحيته، يشرح أبو حيدر، أن “الأعلاف المدعومة في بادئ الأمر كانت تتوفر لتجار معينين وآخرون يوزعونها، ولم يكن هنالك أي traceability system، لمراقبة توزيع الأعلاف ومعرفة ما إذا كان جميع المزارعين يستفيدون من الدعم”، موضحاً أنه “على التاجر اليوم إيداع وزارة الاقتصاد قائمة بأسماء الأشخاص الذي يوزع لهم، كما أن على هؤلاء الإفادة بمعلومات البيع بالإضافة لإبراز الفواتير، وبهذه الطريقة نستطيع سد الفجوات في النظام وتسهيل المراقبة.

أما فريجة يطمئن، من جهته، المزارعين الذين لم يستفيدوا بعد من الدعم، بأن وضعهم على هذا المنحى لن يطول، إذ إن قسماً كبيراً منهم استطاع شراء الأعلاف على السعر المدعوم، ومن لم يستطع حتى اللحظة، فإن البواخر المحملة في طريقها إلى لبنان، وعلى متنها أعلافاً مدعومة سترسو، مع نضوب الأعلاف القديمة، ما يقطع الطريق أمام أي لغط ويفسح المجال أمام السعر المدعوم فقط”.

التجار لن يأكلوا الأعلاف

“مش رح يكون في بالسوق إلا السعر المدعوم”، يقول ويشدد فريجة، واضعاً الأمر في إطار زمني لا يتجاوز الأسبوعين، إفساحاً في المجال لتفريغ الحمولات ورسو البواخر المنتظرة إذ إن “التجار يريدون بيع الأعلاف لا أكلها”.

هذا الإطار الزمني تتوافق معه “الاقتصاد”، إذ يعتبر مدير عام وزارة الاقتصاد أننا “بحاجة لأسبوعين كي يلمس المزارع اللبناني نتائج دعم الأعلاف، لأن التجار بدأوا الأسبوع الماضي بتقديم طلبات للدعم، وقد نفدت الكميات الموجودة سابقاً، كما لدينا Stocks Opening جديد على الأسعار المدعومة، بالتالي تصبح الأمور أوضح وتصل الكميات الكافية للجميع على ضوء الأسعار المدعومة”.

متنفس للمواطنين

وفي السياق، يذكر فريجة أن أسعار الأعلاف لا تزال نفسها بالدولار، لكن بدل احتساب سعر صرف الدولار بحسب السوق السوداء واشتراط التجار الدفع بالعملة الخضراء، أتاح الدعم احتساب الدولار على الـ3900 كما الدفع بالليرة اللبنانية. في حين، يؤكد أبو حيدر، أن “مصرف لبنان متعاون جداً إن من ناحية فتح الاعتمادات، أو معاملات التجار، إذ لا تتخطى فترة المعاملة الـ4 أيام ويحصل التاجر على مبتغاه”.

وفي حال تم تحرير العلف، فإن أسعار السلع المرتبطة بالمواشي والدواجن، إن كانت لحوم أو أجبان وألبان وحتى بيض إلى انخفاض، والمواطن سيلمس هذا التطور خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كحدّ أقصى، إذ يؤكد أبو حيدر، أننا “عملنا على تجزئة الكلفة، واليوم بعد دعم الأعلاف، لا يجوز استمرار ارتفاع الأسعار وهو أمر غير واقعي، فدعمنا الـcost المدولر في عملية تصنيع هذه المنتجات لذا مبيع هذه السلع سينخفض بالتوازي مع استمرار المراقبة”.

كما كشف رئيس نقابة الدواجن عن اجتماع جمع عدداً من المزارعين في وزارة الاقتصاد، أمس الإثنين، موضحاً أن “وزير الاقتصاد راوول نعمة يسعى لوضع سعر أقصى للمستهلك، وتقدم المزارعون بدراسة تبيّن كلفة الإنتاج بعد دعم الأعلاف، كما أسعار المنتجات على الأساس نفسه، وسيتم الاتفاق على أسعار المبيع للمستهلك في الأيام القليلة المقبلة”، مؤكداً أن “المواطن سيشهد انخفاضاً في أسعار لحوم الدواجن”.

المصدر:موقع القوات اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى