هاذا ما يحصل إذا اندلعت الحرب…
المنطقة تغلي على أكثر من مستوى. وما حصل قبل أيام في العراق، من مداهمات وتوقيفات طالت مقرّات وعناصر تابعة لـ “ح ز ب ا ل ل ه” العراقي، ليس “قطعة طريق”. والهجمات الإسرائيلية المكثّفة على سوريا في أقلّ من أسبوع، وضمن مناطق جغرافية واسعة ومتعدّدة، والتي كان آخرها على منطقة البوكمال بعد الإعلان عن زيارة قام بها قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” إسماعيل قاآني، كلّها مؤشّرات واضحة تدلّ على متغيّرات جوهرية تعصف بالصّراع الأميركي – الدولي مع محور “المُمانعة”، على مستويات عدّة، وأهمّ ما فيها هو استكمال تدمير “البنى التحتية” الإيرانية في أكثر من مكان.
هذا كلّه لن يتأخّر في الوصول الى لبنان، بحسب بعض المراقبين. وما الإعلان عن تعثُّر صفقة الإفراج عن رجل الأعمال قاسم تاج الدّين، ومصادقة الحكومة الإسرائيلية على التنقيب عن الغاز في المنطقة البحرية المتنازع عليها مع لبنان، إلا حلقة من ضمن تلك السلسلة نفسها.
ولكن كلفة أي تصعيد عسكري هذه المرّة ستكون باهظة جدّاً، وسترسم مساراً جديداً للبنان، حتى ولو انتهت بحلّ عام على مستوى المنطقة.
فعلى سبيل المثال، لا يوجد من يُصلِح الخسائر التي ستطال شبكة الكهرباء والمياه في لبنان، إذا استُهدِفَت منشآت الطاقة فيه، في أي حرب. ولا يوجد اليوم من سيُنفق ماله، إذا تمّ تدمير آلاف الوحدات السكنية. واللّبنانيون سيكونون أمام مرحلة من التشرّد والظلام والعطَش، الى جانب الجوع، الى ما شاء الدّهر، بعد انتهاء تلك الحرب، الى أن يتمّ تسوية الأوضاع “المُمانِعَة” على مستوى لبنان وسوريا والعراق، وهو ما لن يكون سريعاً بالضّرورة.
رأى مصدر مُطَّلِع أن “الأمور سوداوية إذا رأيناها من منطلق واحد. ولكن الحرب لن تندلع بانزلاق سريع وغير متدرّج، وبلا وجود مشروع سياسي واضح خلفها”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أنه “حصل في وقت سابق ما هو أخطر ممّا يحصل حالياً، مثل إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة في مياه الخليج، واغتيال قائد “ف ي ل ق ا ل ق د س” في “ا ل ح ر س ا ل ث و ر ي” الإيراني ق ا س م س ل ي م ا ن ي، ولم تندلع أي حرب، لأن لا قرار بإشعالها. وهذا “الستاتيكو” لا يزال على حاله حتى الساعة”.
وأشار الى أن “التركيز يتمحور على التوتير، انسجاماً مع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بأنه محشور قُبَيْل الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وهو يحتاج الى أوراق تمكّنه من الرّبح، ولا سيّما على صعيد الورقة الإيرانية شديدة الأهميّة. ولكن الإيرانيين يفضّلون المراهنة على فوز إدارة ديموقراطية”.
وشدّد المصدر على أن “أهميّة استهداف البوكمال في سوريا تتركّز حول أنها منطقة تشكّل معبراً حدودياً مع العراق، ومنه الى إيران. كما أن ما يجري في لبنان، على خلفية كلام السفيرة الأميركية دوروثي شيا ضدّ “ح ز ب ا ل ل ه” يتمحور حول الإيحاء بعَدَم الرغبة الأميركية بوجود “ا ل ح ز ب” في أي حكومة لبنانية مستقبلاً. والأميركيون وصلوا الى مرحلة من عدم الاهتمام بالوضع الإقتصادي للدولة اللبنانية، لأنهم يريدون النَّيْل من البيئة الحاضنة لـ “ا ل ح ز ب”.
وأكد أن “الأوروبيّين يريدون الضّغط على “ا ل ح ز ب ”، ولكن دون أن تنهار الوضعية اللبنانية الداخلية برمّتها. وفرنسا من أكثر المهتمّين بعَدَم الانهيار اللّبناني الكامل، ولكن عدم سير الحكومة اللّبنانية بالإصلاحات، ولا سيّما في ملف الكهرباء، يمنع النّجاح الفرنسي والأوروبي في تحييد الدولة اللّبنانية عن الضّغوط الأميركية على “ا ل ح ز ب ”. وهو ما يتسبّب بمآخذ فرنسية كبيرة على رئيس (“التيار الوطني الحر”) النائب جبران باسيل، و”ا ل ح ز ب” معاً”.
ورأى المصدر أن “ما تعرّض له “ا ل ح ز ب ” العراقي هو رسالة ميدانية أميركية كبيرة جدّاً لإيران، في وقت أن طهران غير قادرة على التعاطي معها أو الردّ عليها”.
وختم:”الإسرائيليون لن يتلاعبوا بالتوازن الموجود بينهم وبين الإيرانيّين على الساحة اللّبنانية. ولذلك، من المستبعد أن يقوموا بضربات في لبنان كما يحصل في سوريا”.
المصدر: أخبار اليوم