في الكورونا والأزمات اختاروا هذه المهن… والدفع بالدولار
صدى وادي التيم – متفرقات
كنّا نعيش حياتنا على منوالٍ واحدٍ قبل كورونا، الذي، وإن كان قاسيًا، يعتبر “كفّ الصحوة”. الكثير من العادات والمعتقدات تغيّرت وتتغيّر تباعًا. أثّر كورونا على تفاصيل حياتنا بمعظمها حتى أنه قادر على التأثير على خياراتنا. ولكن لم يكن الوحيد، فالأزمتان الإقتصادية والمالية أثرتا أيضًا وفرضتا تغييرات.
فاقمت كل هذه الأزمات الوضع المتردّي في لبنان فارتفعت البطالة وأصبح التعلّم مع وقف التنفيذ. وأضحى مصير الطلاب والخريجين على حدّ سواء، معلّقًا ومرتبطًا بالتكيّف مع متطلبات سوق العمل في ظلّ هذه الأزمات.
يشرح المتخصص في تصميم البرامج التعليمية وتنمية المواهب جوزيف متّى، في حديث لموقع mtv، أنّ “القطاع الطبي ازدهر بعد جائحة كورونا، وهذا دليل على أنّنا أهملنا القطاع الصّحي، مثلاً. ولا أتحدّث عن لبنان، فالوضع هنا مزرٍ منذ سنوات”.
ويوضح متّى: “ازداد الطلب بشكل كبير على الممرّضات والممرّضين وعلى الباحثين في هذا المجال لأن العالم لم يتمكّن بعد من إيجاد علاج لـ”كورونا” فقد أصبح الباحثون في القطاع الطبي اليوم أهم من الأطباء”.
ويضيف: “بسبب هذه الأزمات ووجود اللاجئين أصبحنا بحاجة الى الكثير من العاملين والأخصائيين الاجتماعيين، فالمنظمات غير الحكومية تحتاج الى هؤلاء”، مشجّعًا “يدفعون بالدولار”. ويبدو أنّ ذلك أصبح حافزًا كافيًا لأن الليرة “ما بقى تحكي”.
ويعتبر متّى أنّه من المهمّ التخصّص في علم الإجتماع والأنثروبولوجيا لأنّ الكثير من فرص العمل ستظهر في هذا المجال، ويقول: “لأن قطاع البناء والهندسة تضرّر كثيرًا أنصح بالتوجّه نحو اختصاص البرمجة، فنحن متّجهون الى التحوّل الرقمي ومعظم الأشياء ستكون عبر الإنترنت. ذلك لأن أزمة كورونا ستطول قليلاً ولن يختفي الوباء في المدى المنظور، ما يخلق سلوكًا جديدًا للمستهلك”.
التسويق الرقمي يزدهر أيضًا في هذه الفترة تحديدًا. ولأن معظم العمليات ستتمّ عبر الـ”online”، يشرح متّى الحاجة المتزايدة للأمن الإلكتروني أو الـ”cyber security”. وينصح باختيار كل ما يتعلّق بمجال الصحة العقلية والنفسية لأن “الناس “منهارة” وهكذا وظائف لا تموت”.
في ظلّ التغيّرات التي تطال لبنان والعالم، من الأفضل أن نتكيّف وأن نبدأ بتوجيه بعض خياراتنا وتغييرها كي لا تبقى الشهادات حبرًا على ورق و”معلّقة على الحيط”.
المصدر: mtv