فتيات غُدِرَ بهن..والطب يجيب:” يجب البوح.. وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة”.

صدى وادي التيم – متفرقات

الشرف والعذرية والعلاقات الحميمة السطحية جميعها عناوين لفتيات وقعن ضحايا الغدر والتغرر بهن وأصبحن فريسات ينهش لحومهن ثعالب تمرَّست في أساليب الإحتيال والتلاعب بمشاعر الفتيات وأعراضهن غير آبهين بما سيؤول اليه حالهن بعد أن يتركهن مكسورات الخواطر فاقدات لأغلى ما تملكن، مندوبات الحظوظ، مهنوكات الأعراض، ومنبوذات من الأهل والبيئة والمحيط الإجتماعي، ذنبهن أنهن تمَّ استغلالهن من باب البراءة والمشاعر الرقيقة ووهبن ثقتهن لمن ظنن انهم فوارس أحلامهن وشركاء حياتهن المستقبلية، فخابت آمالهن بعد أن وقعن بالمحظور، ومنهن من تحولن إلى بطلات عار على أنفسهن قبل أن يكن على أهاليهن ومجتمعهن، ومنهن من تعرضن للوحشية الذكورية بكل ما تحمله من معنى عارٍ عن الإنسانية، ومن هذا المنطلق التقينا بعضهن بعد أن أصبحن نادمات على ما فعلن بالإكراه أو بالرضى ونورد هذه الحالات لتكون عبرة وتوعية.
تحقيق: سلمى جابر نحلة
ساومها على شرفها
ناهد أقامت علاقة مع رجل لعوب أوهمها بحبه ورغبته بالزواج منها، صدّقته فانتهك عذريتها، ولما اكتشفت خيانته، تركها وتعرفت على حبيب مفترض آخر، وثقت به ولكن ما إن تمكن من مشاعرها..انقض عليها محاولاً الغوص في أعماق العلاقة لكنه فوجيء بأنها ثيباً، فانتابها الهلع، ولما فاتحته بالأمر اكتشفت أنه سجّل “فيديو” لعلاقتهما الحميمة وأخذ يساومها عليه لفترة طويلة.
سقطت ضحية الابتذال
راوية فتاة أجنبية من عائلة محافظة تعرفت على الإنترنت على شاب اوهمها بالزواج، لكنه صورها في لقطات مثيرة وتداول الصورعلى وسائل التواصل الإجتماعي مع أصحابه الذين أخذوا يتواصلون معها على أنها مومس، وهكذا سقطت الفتاة ضحية الابتذال.
تنصح الفتيات بعدم تصديق الوعود
فيكي سويدية الأصل من عائلة محترمة، تلاعب بمصيرها العديد من الشبان وأوهموها بالزواج للنيل منها، لذلك تنصح الفتيات من خلال تجاربها بعدم تصديق الوعود الكاذابة وعدم التساهل والتنازل الجنسي مع من يبدي إعجابه بهن أويوعدهن بالزواج لكي لا يندمن.
عائلتها نبذتها وزوجها طلقها
ريهام مذيعة مبتدأة أغراها العمل والراتب في بلد عربي، لكنها وقعت في يد مديرها منحط وسافل ساومها على شرفها لمساعدتها بالتدريب ونيل الوظيفة، فاستجابت لنزواته ثم اكتشفت أنه سجل لها فيديوهات على الجوال وصار يبتزها اكثر وعندما حاولت ردعه ارسل التسجيلات لعائلتها فنبذتها ولزوجها فطلقها.
بيعت بالجملة لشلة من المدمنين
سهام قصتها مختلفة فقد بيعت بالجملة لشلة من المدمنين بعد أن أوقعها شاب وسيم بحبه وأغراها بالزواج، لكنه كان محترفاً بالنصب ومدمناً على المخدرات، قام بتثبيت كاميرا بالصوت والصورة في غرفة النوم، وسجّل وقائع علاقة حميمة كاملة بينهما كانت برضاها لأنها وثقت بوعده، لكنها فوجئت ذات يوم أنه دعى مجموعة من أصدقائه المدمنــين وباعها لهم مقابل إعطائه المخدرات ولما رفضت الخضوع، هددها بشريط الفيديو فإصيبت بنوبة عصبية ولم تتمالك قواها حتى وصلت إلى الشرفة وانتحرت لغسل العار والفضيحة.
حولّها حبيبها إلى سحاقية
نرمين حلمت بيوم زفافها الموعود، ولكن.. كانت الصدمة كبيرة، فقد حولّها حبيبها إلى سحاقية بعدما أخلَّ بحضوره للعرس ليلة الزفاف، بينما كانت بانتظاره بفستانها الأبيض والصالة المزينة الحاشدة بالمعازيم، تركها تائهة بين الظن بأنه تعرض لأذى خلال مجيئه من السفر عريساً  أنيقاً جاهزاً كما وعدها أن يكون، وبين عدم معرفتها السبب!.. وهو من كان متيّم بها وأتفقا معاً وجهزا كل تفاصيل زواجهما ومستقبلهما، ووسط استغراب الحضور وتأخر الوقت تلقت مخابرة هاتفية منه يقول فيها بأنه لن يتزوجها لأنه مثليّ، فأصيبت بصدمة عصبية ونقلت إلى المستشفى ولما تماثلت للشفاء أصبحت تنفر من أي شاب يتقرّب اليها وأصيبت بعقدة نفسية وخوف من الرجال وتحولت إلى أخذ خليلات لها من النساء خفية عن أهلها ومعارفها، ولما افتضح أمرها سافرت إلى دولة أجنبية وتزوجت أمرأة بالسر.
انحرفت واحترفت وندمت..
شريهان كانت طالبة بمرحلة الثانوية، لاحقتها نظرات معلمتها بشغف والاخيرة كانت معروفة بالحزم والقسوة على الآخرين إلا أنها كانت بمنتهى الليونة وهي تحاول التقرب منها، إلى أن دعتها إلى منزلها، وقبلت الدعوة بالرغم من معرفتها بنوايا المعلمة المسبقة، زارتها واستقبلتها بالترحاب وكأنها صديقتها الحميمة، دارت الأحاديث المثيرة بينهما وساد الإرتياح النفسي ودخلا غرفة النوم المفعمة بالرومانسية، فطلبت منها أن تأخذ راحتها عارضة عليها ملابسها المثيرة، بالمقابل ارتدت المعلمة ملابس شفافة مثيرة وطلبت من تلميذتها تدليك أسفل ظهرها، فوافقت وانساقت فوراً لرغباتها، فتبادلا علاقة حارّة، لكن انحدرت بعد سنة وأصابها الفتور، فانسحبت التلميذة من العلاقة  لتستجيب لعروض غرامية أخرىلانها اصبحت محترفة، ولكن مالم يكن بالحسبان.. تقدم شاب بالمواصفات التي تتمناها كل فتاة لطلبها، وبعد تردد وتحت ضغط الأهل وافقت، وبعد مراسم الزفاف توجها إلى الفندق، و لم تستطيع تحمل الفضيحة التي ستنجم عن اللحظة الحاسمة وبعد محاولات عدة من جانب العريس لإقناعها أنها مخاوف العلاقة الاولى في حياتها.. نفذ صبره وهمَّ بكسر الحاجز بينهما، لكنه عاد مخذولاً يحمل خيبة حلم حياته بعد أن التمس بأنها ليست عذراء، إنهارت قواها وفقدت الوعي واستفاقت في علاج بالمستشفى استمر شهراً وزوجها لم يفارق سريرها ليلاً أو نهاراً يداوي جراحها ويسايرها ولم يتفوه بكلمة ضدها حتى اعتقد أهلها أن ما حصل معها طبيعي من تبعيات الليلة الأولى وأن زوجها يحبها، إلى أن غادرت إلى منزلها، فسافر ولم يعد يسأل عنها شهوراً وهي تتخبط بالحيرة المُرة واللوعة، إلى أن تلقت مكالمة منه يدعو لها بالسعادة بعيداً عنه، وبعد لحظات وصلتها ورقة الطلاق على زواج لم يتجاوز دقائق معدودة، وتجربة مريرة غيرت مجرى حياتها كانت بسبب تفريطها وانحرافها، وقضت أيامها ما بين الندم والألم واليأس .
الخوف من الزواج
فاطمة فتاة مهذبة ومتدينة، احتاجت إلى مدرِّس خصوصي في المنزل، وفي اليوم الأخير من الإتفاق حدث بينهما ما لم يكن بالحسبان وبعدها سافرت، لكنّه صارحها بحبه الحقيقي لها وبرغبته بالزواج منها، وتواصل معها ملياً لاقناعها لكنها فضلت الإبتعاد عنه خجلاً مما فعلته معه، وبعد مرور عامين من لقائهما وتواصلهما عن بعد، واصرار المدّرس على الزواج منها، وافقت عليه واتفقا أن يعمل بالبلد الذي تعيش فيه، وبالرغم من معاملته لها بكل احترام بقي الخوف يطاردها من أن يصبح شخصاً آخر بعد الزواج أو أن يفضح علاقتهما الأولى، أو ان لا يتفهم بأنه الانسان الأول الذي احببته وضعفت أمامه في حياتها.
لا يتزوج الاّ الشريفة
سامية في السابعة عشر من العمر، تعليمها بالصف المتوسط، توفي والديها وأقامت مع عمتها وزوجها أحببت شاباً وتواصلا بالهاتف، طلب منها مرافقته بنزهة فرفضت لكنّه أوهمها بصدق مشاعره ونواياه تجاهها فوثقت به، وأخبرت أهلها أنها عند زميلتها بالمدرسة، فقابلته في مكان عام، لكنّه أوهمها بأنه يغار عليها من نظرات الآخرين وانه سيصطحبها إلى شقته التي جهزَّها للزواج منها، فصدقته فقام باغتصابها، ووسط بكائها المرير استحلفته بأن يتزوجها، ففوجئت به يقول لها مستحيل!.. وبأنه لا يتزوج إلا من فتاة شريفة، عادت إلى المنزل وأخبرت عمتها التي نهرتها واتصلت به فلم يجيب ، فمنعتها من الخروج وأصبحت خادمة مذلولة في بيت عمتها.
سلعة بين أصدقاءه
ماريا كانت لا تبالي بالغزل والإطراء الذي ياتيها من شاب وسيم يقود سيارة فخمة، كان يتبعها يومياً عندما تخرج من الجامعة..إلى أن اقترب منها يوماً وقال لها انك خجوله لكنني في يوم من الأيام سأكون زوجك، صدقيني هذه الحقيقة اركبي معي وسوف نخرج لنرى الشقة التي سنسكنها قريباً، انصاعت اليه وصدقته وأخذها الى الشقة ولما دخلت لمشاهدة غرفة النوم ما هي الا دقائق حتى اصبحت فريستة، وأصبح يطلب منها مرافقته باستمرار لأنها ستكون زوجته، لكنها تنبهت بأنه يتلاعب بمصيرها ورفضت مقابلته فأتى اليها حاملاً كاميرات دقيقه جداً سجلت ما قاما به وهددها بنشره فاستسلمت له حتى أصبحت ملهاة في يده واخذ يؤجرها لأصدقائه.
ابن زوجها أم ابن الجريمة؟..
مريم سيدة ناضجة اضطرت عند الغروب ان تستقل سيارة التاكسي بعد زيارة والدتها المريضة بناءً على طلب زوجها الذي تأخر لاصطحابها بنفسه، ولكن السائق انحرف بها إلى طريق فرعية، وأخذ يشم مادة مخدرة وأرغمها على تناول حبة ما، ثم هجم عليها بوحشية واغتصبها بالرغم من مقاومتها وإسترحامها وتوسلاتها إليه، فراحت بغيبوبة استيقظت منها لم تدري ماذا فعل بها وما ستفعل؟؟.. زحفت إلى الطريق العام وهي خائفة من أن تسقط في كمين آخر، استوقفت سيارة وعادت الى أمها وأخبرتها، ولما اتصل زوجها اخبرته امها بأنها متوعكة صحياً، فوافاها مسرعاً ليجدها في حالة مأساوية فأخبرته الحقيقة، فاصطحبها لتقديم محضراً، وبعد مضي ثلاثة شهور من العذاب ومحاولة الزوج لملمة جراحهما النفسية، اكتشفت بأنها حاملاً بالشهرالثالث، فزادت معاناتها وحيرتها تجاه هذا الجنين، هل هوابن زوجها الذي يستطيع الإنجاب؟..، أم ابن الجريمة التي اغتالت كل شيء جميل في حياتها؟..
البروفسور حسن رضا:  يجب البوح.. وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة
وفي ظل هذه الأحداث التي تكاثرت في الآونة الأخيرة، توجهنا إلى البروفسور حسن رضا أستاذ علم النفس في الجامعة اللبنانية بالسؤال عن تأثير الوعود الكاذبة والإغتصاب على حياة المرأة ونفسيتها، وهل تلتئم جراحها مع الأيام وتنسى؟..، فأفادنا أن الوعود الكاذبة تشكل ظاهرة يلوذ بها الجنسان على حد سواء، وذلك في سياق مداراة الآخر أواستمالته أوالتعرف عليه وكسب قلبه، وهي تدل على الضعف وفقدان الوسائل التي من شأنها أن تجتذب الجنس الآخر، حيث تعتمد كآليات سريعة وأوراق أخيرة من أجل تحقيق هذه الأغراض. ولعل من جملة تلك الوعود الكاذبة ما يلجا إليه الشاب عادة من إعلان الرغبة بالخطوبة اوالزواج من فتاة، فيدفعها إلى أن تقصر علاقاتها عليه، وتبني أحلامها على أساس وجوده في حياتها، ليصل إلى استغلال عاطفتها من أجل إقامة علاقة جنسية معها، ويضمن بذلك سكوتها على تحرشاته، ورضاها بهذه العلاقة التي لم يأت وقتها، خوفا على الأقل من نفوره أو جرح مشاعره، وقد تصل إلى مرحلة يفقدها عذريتها، ثم يتركها متحولا إلى فتاة أخرى في الوقت الذي يكون فيه مستقبل هذه المرأة قد تحطم نتيجة تلك الوعود الكاذبة، فإما أن تتجه إلى المسالك المنحرفة، وإما أن تجهد نفسها من جديد لتقليص الآثار السلبية التي ألمت بها، وإما أن تعيش محاولات أخرى لا تنفك عن تلك الصدمة النفسية العالقة في مخيلتها… ولو أن هذه الفتاة كانت ملتفتة إلى احتمال فشل العلاقة، ولو بنسبة ضئيلة، لكانت المخاطرة أقل حضورا في حياتها، كما لو أن الشاب راعى القيم الأخلاقية، وقاس ذلك على نفسه وأسرته، لما أقدم على هذا السلوك الذي يتنافى مع منطق السلوك الأخلاقي  السليم. وينسحب هذا الكلام نفسه على وعود بعض الفتيات للشباب بالزواج، وبأنها تنتظرهم ريثما يتمكنون من الإقدام على هذه الخطوة، في الوقت الذي تعد فيه غيرهم بما وعدتهم فيه، أو تأخذ قرار الإرتباط بأول من يتقدم لخطبتها، وهذا ما يترك تأثيرا سلبيا بدوره على حياة الشاب المخدوع، ويدفعه إلى الإنطواء، أو فقدان الثقة بنفسه وبالجنس الآخر، أو الإقدام على الإنتقام…، وعليه ينبغي على الجنسين أن يكونا ملتفتين إلى جميع الخيارات، وألا ينقادا للوعود التي تخضع للتقلب وفق الظروف والمتغيرات، حتى عندما تكون العلاقات متينة، فإن ذلك لا يتنافى مع مبظأ تعميق هذه العلاقات، وخصوصا أن ثمن الفشل ليس رخيصا من اجل ان لا يؤخذ بعين الإعتبار. وتبقى القيم الأخلاقية بمنزلة الأساس الذي لا يستغنى عنه في العلاقة بين الجنسين، وإلا خرجت طبيعة تلك العلاقة عن قداستها وأهميتها، وتحولت إلى نمط من السلوك الذي لا يأخذ نسقا واضح المسار في الحاضر، ولا في المستقبل، وبالتالي فإن القلق سيبقى قائما في صلب العلاقة التي ينبغي ان تتسم بالطمأنينة والإستقرار.
كما يعدُّ الإغتصاب جريمة بحق المرأة، وتنعكس خطورة آثاره على جسدها وروحها وكيانها، ولا حدود للأضرار التي يتسبب بها…،فهو يؤدي على المستوى السيكولوجي الى اضطراب ما بعد  الصدمة(Post-traumatic stress disorder)، أي: عندما تتعرض الفتاة لفاجعة أوصدمة قوية أولخطر ما، أو شاهدت أمراً خطيراً، فتصاب بالهلع إثر ذلك، وتبقى تحت تأثير الذكرى الأليمة وتلاحقها باستمر، كلما مرت بالمكان نفسه الذي تعرضت فيه للاغتصاب، أو رأت شخصاً يشبه الشخص الذي ألحق بها الأذى، أو اذا ذُكر اسمه او اسم شخص مشابه له أمامها، أو حتى اذا كان الصوت يشبه صوت الآخر. وينعكس ذلك على صعيد البنية النفسية للمغتصبة، فتضعف ثقتها بذاتها، وبالناس، وينتابها شعوراً بالقلق من المستقبل، فإذا كانت الفتاة عازبة، فإنها تخشى من الارتباط، وتنفر من مشروع تكوين الأسرة، وكأن حياتها تنتهي منذ يوم الفاجعة. وعادة تنتابها هذه العوارض لمدة شهر، أو ثلاثة أشهر، وربما أكثر، وقد لا تظهر هذه العوارض الا بعد مرور ستة أشهر من وقوع الفاجعة. كما أن المرأة التي تتعرض للاغتصاب تنتقل من المكان الذي وقعت فيه الحادثة. فإذا كانت متزوجة فهي تعاني من مشاكل جنسية مع زوجها، وتواجه صعوبة كلما اقترب منها، واذا لم تكن متزوجة، فإنها تشعر بالخوف اذا وجدت مع رجل في مكان ما، وتعاودها الذكرى المؤلمة باستمرار وتراودها أفكار ذهنية داخلية. وقد يستمر هذا الشعور مدى الحياة اذا لم تتلق العلاج النفسي، وقد تُصاب بحالة هلع اذا كان المغتصب يقيم في المنزل أو مكان العمل نفسه، وتستمر هذه الحالة إذا بقيت في المكان ذاته الذي تعرضت فيه للاغتصاب، وتكون الصدمة شديدة لمن  تعرضت للاغتصاب من قبل شخص واحد اكثر من الاغتصاب الجماعي، ولكنً للاغتصاب الجماعي تأثيرا شديدا على وضع المرأة الجسدي والنفسي، بمعنى أنه اذا اغتصبها شخص، فذلك ليس أقل قسوة عليها مما لواغتصبها أشخاص عديدون. وأثناء الاغتصاب الجماعي، تتعرض المرأة للإهانات والاذلال والكلمات الساخرة والبذيئة، اذ ستكون لعبة بين أيديهم، يتقاذفونها، ويصعب عليها الهروب أو الإفلات منهم، وخصوصاً انهم قد يكبلونها، ليتمكنوا من القيام بفعلتهم، ويزيد الأمر خطورة في حالة الاغتصاب الجماعي، حيث تصبح المسؤولية أكبرعلى المغتصبين الذين يخشون من أن يُفضح أمر أحدهم، فيُلقى بهم جميعاً في السجن، لهذا يقدمون في كثير من الأحيان على قتل المرأة المغتصبة، للتخلص من الجريمة الشنيعة التي ارتكبوها بحقها، بخلاف ما إذا تعرصت المرأة للاغتصاب من قبل رجل واحد، فإذا أظهرت أنها غير مبالية، فإن المغتصب يشعر عندئذٍ بأنه لا يتمتع بالقوة الكافية لاشعارها بالخوف منه، أوالرضوخ له، وفي هذه الحالة اذا لم يشعر المغتصب بأنه يمتلك السلطة ليشعرالضحية بالخوف، فقد لا يتمكن من القيام بفعلته. وبعدها تضطر المرأة المغتصبة إلى استعمال أدوية الاكتئاب والقلق، لأنها تكون في حالة من القلق والهلع، ولا شك في أنها تحتاج إلى العلاج النفسي، لتتخطى الفاجعة التي ألمت بها، والأهم من ذلك انها يجب ان تبلغ السلطات ليقوموا بالاجراءات اللازمة، والكشف عليها، لأن المرأة تقوم عادة بإخفاء الأمر، وتستحم بعد تعرضها للاغتصاب، وتحاول ان تستمر بحياتها، ولكن العوارض والمشاكل النفسية قد لا تبرز مباشرة إلا بعد مرور أشهر، وبذلك يصعب العلاج، بينما يتسنى لها في البداية أن تبدأ بالعلاج النفسي، للتخلص من مخاوفها وما شابه، لأنه من الممكن أن تلجأ المراة المغتصبة في بعض الحالات الى المخدرات او الانتحار او تنعزل عن الناس. ولهذا نرى في أميركا أن هناك خطوطاً ساخنة، لكي تبلغ النساء عن حالات الاغتصاب، ولكن الأمر في لبنان يصل إلى حد لوم الضحية، ويسندون الذنب إليها، كأن يقولوا: كانت ترتدي لباساً فاضحاً، ففي مجتمعنا يُنظر الى المرأة المغتصبة على أنها مذنبة، ويتناسون انها الضحية، فأحياناً يقدم الشريك على اغتصاب حبيبته أو صديقته أو زوجته، ولكن الأمر يبقى طي الكتمان، لأن الجميع سيلومونها، بينما لو كانت المرأة  في المجتمع الغربي تمارس الدعارة، إذا طلبت من الرجل الا يقوم بممارسة الجنس معها، ولم يمتثل لها، فعندئذٍ تستطيع أن تقصد مركز الشرطة، وأن تبلغ عنه، لإنزال العقوبة به. وإذا لم تتلق المرأة المغتصبة العلاج النفسي، فسوف يكون الأمر صعباً عليها، فمثلاً: اذا كانت عزباء، لن تفكر بالزواج، وستكون خائفة، وستتغير شخصيتها تماماً، فأحياناً تكون الشابة قوية وشجاعة، فتتغير حياتها بعد تعرضها للاغتصاب، كما ان طريقة لباسها تتغير، وتمتنع عن الخروج من المنزل في الليل، بمعنى آخر تصبح امرأة أخرى. ومن شأن العلاج النفسي أن يساهم في تحسين حالتها مع الوقت، ولكن اذا لم تتلق العلاج في الوقت المناسب، فسوف يحتاج أمر العلاج إلى مدة أطول، وحتى لو أنها تلقت العلاج، فإنها تظل تحت تأثير الصدمة التي تعرضت لها أثناء عملية الاغتصاب.
أما من الناحية الجسدية يؤدي الإغتصاب الى أضرار في الصحتين: العامة والانجابية، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أودائم، وبصورة ظاهرة أومستترة، أما فهناك آثار الكدمات والخدوش والعض التي عادة ما تظهرعلى الوجه والعنق وسائر مواضع الجسد، وقد يترافق ذلك مع علامات جروح مندملة او ملتهبة أو غير ذلك.وقد يكشف التقصي الطبي المتقدم رضوضاً أو كسوراً في أنحاء جسم المغتصبة، أو نزفاً داخلياً، إن في الرأس، أو في أعضاء حيوية أخرى. أما بالنسبة للصحة الانجابية فالاغتصاب يزيد مخاطر الإصابة بالالتهابات المتناقلة جنسياً، مثل: السيلان، الهربس، السيدا وغيرها، فضلا عن مخاطر الحمل غير المرغوب فيه، واللجوء أحياناً الى إجهاض غير آمن يزيد من خطر المرض أو يؤدي إلى الموت… وتضاف إلى ذلك تمزقات في الأعضاء الجنسية عموما، وبروز أوجاع مهبلية شديدة، واضطرابات في الدورة الشهرية، وما يترتب على ذلك من عوارض صحية. وربما تعاني المغتصبة على الأمد البعيد من تدني الخصوبة، وصعوبة الحمل، إضافة الى التهابات دائمة في الحوض، والاصابة بسرطانات الجهاز التناسلي…وفي حال تكرار جريمة الاغتصاب، فإن هذه العواقب أوالاصابات تكون أكثر حدة وانتشارا، وتزيد من فداحة العوارض وسرعتها.

المصدر: مجلة الهديل اللبنانية العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى