جميلات، مثقفات، من كل لبنان، قلبن مفهوم: “كوني جميلة واصمتي”
تحقيق : زياد الشوفي – خاص صدى وادي التيم
جميلات، مثقفات، من كل لبنان، قلبن مفهوم: “كوني جميلة واصمتي”. متحدثات لبقات، محاورات، ناضلن وخضن عالم الصحافة والإعلام، فبرزت كل منهن في مجالها، وكانت لها بصمتها الخاصة ، والأهم أنهن استمرين لسنوات طويلة في هذا المجال رغم ازدحام الساحة بمن يسمين أنفسهن إعلاميات، ولكن تنقصهن الشهادات والثقافة والمضمون. إعلاميات من لبنان، تحدثن إلى موقع صدى وادي التيم عن خوضهن غمار هذا المجال.
مهى سابق
تعمل في مجال الاعلام منذ عام ٢٠٠٣، خريجة كلية الإعلام والتوثيق قسم الإذاعة والتلفزيون.
لها محطات عدة في مجال الصحافة المكتوبة، أبرزها إعداد نشرة محلية شهرية خاصة بمنطقة حاصبيا، وإعداد ملفاً كاملاً في مجلة المغترب خاص بالمغتربين اللبنانيين والعرب في فنزويلا، تحدثت فيه وقابلت أبرز الشخصيات التي بصمت في مجال السياسة والتجارة والذين شغلوا مناصب رفيعة المستوى هناك.
ثم أسست في صحيفة الإعمار والإقتصاد قسم الإغتراب، وأجرت حوارات مع ألمع رجالات الاغتراب في مختلف أنحاء العالم.
عن اختيارها مجال الإعلام تقول مهى أن خوضها هذا المجال كان صدفة، بعد تشجيع إحدى صديقاتها المقربات في وقت كانت تدرس فيه إدارة الاعمال، ولكن في الوقت نفسه كانت تحب كل ما يختص بالعمل الاجتماعي والتطوعي وتشارك في العديد من نشاطات الجمعيات وإقامة وتقديم المهرجانات على اختلاف أنواعها. فجاء خوضها لهذا المجال يشبه شخصيتها وهواياتها، خصوصاً وأن أبرز مهام الاعلامي هو تقديم رسالة سامية لخدمة المجتمع والمساهمة في توعيته ومساعدته وعرض مشاكله والحقائق بتجرد كما هي .
عام ٢٠٠٨ التحقت بتلفزيون الجرس وقدمت برنامجاً فنياً أجتماعياً مباشراً، ناقشت فيه مع الجمهور كل ما يثير اهتمام المجتمع والمواطن العربي، وفي الوقت نفسه عملت كصحفية في مجلة الجرس وأجرت العديد من المقابلات والتحقيقات الفنية والاجتماعية والطبية.
تقول سابق:” حتى دخولي إلى قناة ومجلة الجرس كان صدفة، حيث تربطني علاقة صداقة وعلاقة عائلية بالاعلامية نضال الاحمدية وأفراد عائلتها الذين شجعوني على الالتحاق بأسرة الجرس، ومنذ ذلك الوقت بدأت بتأسيس علاقاتي في عالم الفن والصحافة الفنية.
ومن ثم عرض علي أحد الاصدقاء عام ٢٠١١ تولي منصب مديرة مجلة روتانا في لبنان، حيث تسلمت مسؤولية كل ما يصدر في المجلة من بيروت، فيما يختص المواضيع والمقابلات والتحقيقات الفنية والإجتماعية، ومواضيع الموضة والجمال وغيرها، بالاضافة الى تدريب كل صحفي عمل في مكتب بيروت.
ولكني أذكر جيداُ انه لطالما كان لدي إحساس كبير بأنني يوماً ما سأكون من أسرة الجرس وأسرة روتانا،
وكانت تلك المرحلة من أبرز المحطات في مسيرتي، حاورتُ خلالها نجوم الصف الأول وشخصيات إجتماعية في لبنان والعالم العربي. وبالاضافة إلى إدارة شؤون المجلة، أسستُ مع عدد من العاملين في مجلة روتانا في الوطن العربي موقع مجلة روتانا ومواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بها.”
عام ٢٠١٤ ولغاية أواخر عام ٢٠١٥، وبالتوازي مع عملها في مجلة روتانا، استلمت إدارة راديو “أيام أف أم” في الاردن فكانت تتابع العمل اليومي من خلال سكايب مع العاملين في الراديو، بالاضافة إلى السفر مرة شهرياً إلى العاصمة الأردنية.
ومنذ عام 2016 قررت مهى تأسيس شركتها الخاصة في مجال التدريب الاعلامي والصحفي، وتقديم الاستشارات الاعلامية لنجوم وشركات وشخصيات عامة ومؤسسات على اختلاف أنواعها، بالاضافة إلى تنظيم حفلات ومهرجانات فنية وتكريمية.
وكانت عضو في لجنة مهرجان الزمن الجميل الذي يكرم نجوم الزمن الجميل من لبنان وسوريا ومصر وغيرها، وكان دورها تقديم الإستشارات الإعلامية، الإهتمام بالمكرمين والضيوف، إعداد مجلة خاصة بالمهرجان، وتنظيم كل ما يختص بحفل المهرجان.
وفي الوقت عينه أكملت دراساتها العليا ونالت شهادة الماجستير في الديبلوماسية والأمن الدولي من جامعة الروح القدس الكسليك، إيماناً منها أنه على كل شخص والاعلامي بالاخص، أن يعمل دائماً على إغناء ثقافته والتعرف إلى مجالات جديدة تفيده في مجاله، فالعمل الاعلامي شامل ولا حدود للمعرفه فيه…
حلت مهى ضيفة في برامج رمضانية فنية واجتماعية، على قنوات لبنانية وعربية، تحدثت فيها عن مسيرتها وعملها ونشاطاتها خلال مسيرتها، أما عن الصعوبات التي واجهتها تعتبر مهى أنه لا يمكن أن نسميها مصاعب، رغم أن الصحافة هي مهنة المصاعب، ولكنها أيضاً تتطلب شخصية قوية ومثابرة، فلا توجد مهنة من دون صعاب. لعل الصعوبات الوحيدة التي عانت منها، كانت تحمل مسؤوليات كبيرة في مجال عملها بالاخص في مجلة روتانا، وضرورة المتابعة على مدى 24 ساعة مع فريق العمل الذي كانت مسؤولة عنه في لبنان ومع باقي المكاتب في العالم العربي.
ولكن للشخصية الدور الابرز في هذا المجال، وأهم صفات الاعلامي برأيها أن يعرف كيف يثبت نفسه، وأن يحافظ على مصداقيته وموضوعيته إلى أبعد الحدود، عرض الحقائق من أجل المساعدة في إيجاد الحلول لمشاكل مجتمعه، وأن يعرف ما يجب نشره وما لا يجب نشره، والحفاظ على خصوصية كل شخص تحت الأضواء، وما يسمى ب “مجالس الامانات”، وهذا ما يكسب الاعلامي ثقة من حوله.
وتضيف مهى: “لا يجب أن ندع المنافسة تتحكم بنا، وأن تاخذ حيز من تفكيرنا، ولنكرس هذا الوقت في التفكير كيف نصل الى النجاح، والتركيز فقط على جودة عملنا وتقديمه بشكل يميزنا عن غيرنا. أما الجمال للفتاة فهو يسهل دخولها إلى عالم الإعلام ولكنه لا يضمن الاستمرارية ما لم تستطع التميز عن غيرها، وإثبات وجودها وتحدي العقبات”.
هبة نصر
هي مراسلة قناة سكاي نيوز عربية في واشنطن منذ ثلاث سنوات. وصلت إلى العاصمة الأميركية بعد مسيرة ثلاثة عشر عاماً في الاعلام، بدأتها في لبنان ثم عدد من الدول العربية.
عملت خلف الكواليس وفي غرف الأخبار وفي الميدان، في الصحافة المكتوبة والمرئية .
اختيارها لمهنة الإعلام، جاء بالدرجة من باب حب المعرفة، فالإعلامي برأيها هو الشاهد الأول على التاريخ وهو يكتب.
تقول عن تلك السنوات أنها صقلتها وعرفتها على نفسها وما تريده في الحياة، وتعتبر أن المحطة المفصلية كانت في العام الفين وأربعة عشر عندما اتخذت قرار مغادرة لبنان. وتعتبر ذلك القرار الأصعب في حياتها خصوصاً بالنظر إلى بيئتها المحافظة، وعلاقتها القوية بعائلتها
تقول الأحلام المهنية تتخطى الإطار المفروض أنه مرسوم لها، وتقول أنها قليلاً ما شاطرت تلك الاحلام مع أحد، لانها كانت ستبدو بعيدة عن الواقع. لكن من عرفها يعرف أنه كانت لديها تلك الحالة من عدم الاستكانة. في العام الفين وعشرة خطت سطراً من تلك الاحلام على قصاصة ورق في غرفتها في الرياض، كتبت عليها أنها ستكون مراسلة في واشنطن.
قامت بتغطية الكثير من الاحداث لكنها تعتبر أن من بين أهم التغطيات في حياتها كانت قمة سنغافورة بين رئيسي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عام ٢٠١٨.
جوهرة شاهين
الاعلامية جوهرة شاهين إبنة الجنوب من منطقة حاصبيا تحديداً، إختارت مهنة الصحافة من بين المهن الاخرى إيماناً منها أن هذه المهنة تتطلب الشفافية والصدق والموضوعية إلى حد بعيد، عدا عن أنها السلطة الرابعة كون مهمتها تكمن في تقديم الحقائق للرأي العام من باب التوعية والارشاد من جهة، وتسليط الضوء على الحياة التي يعيشها الناس وطرحها لايجاد حلول لمشاكلهم اليومية من جهة أخرى.
وتقول شاهين في هذا الشأن:” الصحافة هي مهنة الأقوياء الذين لا يخافون شيئاً وكما نسميها “مهنة المتاعب”، لانها صلة الوصل بين الشعب والسلطة فتعطي الطرف الاول (الشعب) الوعي الكامل بحقوقه وواجباته وتضع الطرف الآخر (السلطة) تحت المجهر لرؤية ما يقدمه للشعب من خدمات هو ملزم بها”.
شاهين التي درست الاعلام في الجامعة اللبنانية وحصلت على الاجازة في مجال الاعلام المرئي والمسموع كرّست سنين عملها في مجال الصحافة المكتوبة في مجلة “المغترب” والتي تشغل اليوم منصب مديرها العام، وكشفت عن مسيرة عملها بقولها: ” بدأت عملي الصحافي في الكتابة لايماني بان الكتابة هي أهم سلاح للانسان، فقدمت مواضيع عدة في عدد من المجلات، إلى أن استقريت في مجلة “المغترب” وبقيت فيها حتى اليوم. وتناولت فيها المواضيع الاغترابية والاقتصادية والسياحية بعيداً عن السياسة ومشاكلها.. واحببت عملي كثيرا حتى انني رفضت فرصاً عدة في مجال التلفزيون خوفاً من ان اقصّر في عملي بالمجلة.. خصوصاً وأنني لم اشعر قط بالروتين كون عملي يتضمن السفر ومتابعة شؤون الاغتراب اللبناني، ففي كل يوم قصص جديدة ووجوه وشخصيات جديدة جعلتني أعشق عملي وأن أستمر به لمدة ثلاثة عشرة سنة وما زلت الى يومنا هذا أمارسه بحب وشغف وفرح”.
وأضافت شاهين أنه كان لها إطلالات عدة على شاشات التلفزة كضيفة للتحدث في مجال الاغتراب، الى جانب برنامج قدمته على شاشة” ال بي سي” الفضائية اسمه “عربيّات”، تم تصويره في أبو ظبي وتناولت فيه قضايا لمجموعة من النساء العربيات اللواتي واجهن صعوبات وعقبات في حياتهن واستطعن تجاوزها بفضل التحدي والامل والصبر.
وفي ختام حديثها تمنّت شاهين أن تمرّ الاوضاع التي يمر بها لبنان والعالم على خير وأن يعود الازدهار والحركة الى بلاد العالم أجمع، معتبرة أننا في مرحلة “جمود” وعجلة الحياة شبه متوقفة بسبب فيروس الكورونا، متمنية لجميع المرضى الشفاء القريب.
أريج خطار
إبنة باتر الشوف تستهل حديثها لنا قائلة: “ترعرعت في هذه البلدة الجميلة و الاحب على قلبي…
منذ الطفولة كنت أحلم بدراسة الإعلام كما كنت أقدم الحفلات في المدرسة و ألقى تشجيعاً من المعلمين الذين لطالما نصحوني بضرورة دراسة الاعلام. و بعد انتهاء دراستي الثانوية، لم استطع اللحاق بمهلة تقديم طلبات الانتساب وامتحان الدخول إلى كلية الإعلام، فدخلت كلية العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية واكتشفت أنها أشمل من الإعلام، كونها تعتمد على مواد اقتصادية وجغرافية وسياسية وثقافة موسعة…أحببت كثيراً هذا الاختصاص و قررت التوجه إلى الاعلام السياسي ..لكن للاسف السياسة في الكتب مختلفة كثيراً عن أرض الواقع خصوصاً في لبنان”. ..
أول خطوة لأريج في مجال الصحافة، كانت الكتابة في مجلة اقتصادية لبنانية عربية فكانت تجربة وجيزة جداً لكنها مفيدة ومميزة، فاستفادت منها في كتابة التقارير الاقتصادية، إلى أن قررت إجراء فترة تدريب غير مدفوعة الأجر في “تلفزيون لبنان”، وبقيت سنة كاملة تتدرب من دون مقابل مادي، لإصرارها الشديد على دخول هذه المحطة وسلوك مجال التقديم”. وبعد مثابرة حثيثة وجدية، حصلت على وظيفة في “القناة الأم” التي لها الفضل الكبير على كثير من المشاهير والفنانين والإعلاميين، وليت هؤلاء يذكرون فضل هذه المحطة العريقة عليها .
بدأت خطار عملها كمراسلة أخبار بالاضافة إلى إعداد تقارير إجتماعية ألقت الضوء على الفئات المهمشة بالمجتمع وعلى وجع الناس و همومهم، وبرأيها هنا تكمن الرسالة الإعلامية.
وتقول أريج: ” اليوم عملي مذيعة اخبار (منذ سبع سنوات) إلى جانب عملي كمراسلة.
الاعلامي يواجه الكثير من التحديات في طريقه و خصوصاً الانثى و لكن دائماً أقول لا أحد يمكنه أن يحرفك عن طريقك الصائب إذا أنت لم ترد ذلك “…
وتنصح أريج كل من يريد أن يدخل هذا المجال صقل شخصيته وتكوين ثقافة متنوعة باستمرار والمحافظة على الرأي الموضوعي و تقبل الرأي الاخر و عليه بالتواضع ثم التواضع …
وعلى الانثى تحديداً ألا تنسى أن الجمال ليس أكثر من باسبور أو جواز عبور و الاولوية للمضمون ولاسلوب التعاطي مع فئات المجتمع كافة لان في ذلك سر النجاح والا تؤخذ بالشهرة و توظف شهرتها في خدمة مجتمعها ..
وختمت كلامها لنا قائلة: “أمنيتي دوماً أن أبقى أنا وعائلتي في صحة جيدة والحفاظ على سلامي الداخلي وسط الكثير من الضوضاء المحيطة وأن يتحسن وضع البلد والمنطقة وأن نكبر ويكبر أبناؤنا فيه معززين مكرمين دون أن نضطر للهجرة…
شكرا لاختياري ضيفة في موقعكم الكريم كل التوفيق لك أستاذ زياد وشكراً لمن قرأ هذه المقابلة وأتمنى لكم كل التوفيق مع محبتي”.
عُبادة حسن كسر
حائزة على دكتوراه في علم الاجتماع، منذ الصغر كان يراودها حلم العمل في الحقل الاعلامي.
التحقت بالعمل الصحافي عن طريق صديق. بدأت العمل في جريدة الاخبار ومن ثم انتقلت الى تلفزيون المستقبل، ومن ثم عادت الى جريدة الاخبار للعمل free lancer.
بعد تخرجها من الجامعة ونيلها إجازة علم الإجتماع السياسي، بدأت التفكير بالتحضير للدراسات العليا في حقل الاعلام والمجتمع. فالتحقت بصفوف تدريب في الجامعة الاميركية في بيروت، في مجال التربية الاعلامية والرقمية، وتحول اهتمامها من العمل الصحافي إلى العمل البحثي الاكاديمي، وعلى هذا الاساس قامت باعداد اطروحة الدكتوراه في موضوع البرامج الحوارية السياسية في التلفزيونات اللبنانية ودورها في إعادة انتاج الانتظام الطائفي من خلال تغطيتها لاحداث من الازمة السورية.
تقول عبادة: ” أهم عائق كنت أواجهه هو النظرة الذكورية للعمل الصحافي، إذ أن عدداً كبيراً من السياسيين، والاحزاب ومعهم المجتمع المحلي الريفي يعتقدون ان الرجل يمكنه ان يخوض غمار العمل الصحافي ومخاطره اكثر من الفتاة”.
وتضيف: “منعتُ في كثير من المواقع الدخول امام منصات كان يخطب فيها رجل دين سياسي، فقط لانني انثى. وتعامل معي احد الوزراء واحد البارزين في احدى البلديات بذكورية، عندما لم اذكرهم في تحقيق ولم أُشِد بجهودهم (مع العلم ان التحقيق ليس لهم فيه اي شأن) .
وتستطرد كسر:
” أذكر جيداً يوم كتبت عن سجن بعلبك بعد أن دخلت اليه وعشت مع المساجين ساعات، ووثقت يومياتهم ومعاناتهم، فتمت معاقبة الموظفين المدنيين والعسكريين، وتعرض اهلي في بعلبك لمضايقات.
وأذكر أن أحد الاحزاب ارسل الي زميل تمنى علي أن أرسل أي مادة قبل نشرها للمسؤول الاعلامي في الحزب (وما بكون الا مبسوطة)، جاء ذلك بعد إعدادي تقرير طال سلوك هذا الحزب في احدى البلديات”.
وتنهي عبادة حديثها: “أكتفي بعرض نماذج قليلة مما واجهت، لان أهم عائق للعمل الصحافي في لبنان هو “حرية الصحافي واستقلاليته السياسية حتى عن المؤسسة الاعلامية التي يعمل فيها” ناهيك عن الواقع الاجتماعي والثقافي”.