الاعلامي فؤاد رمضان في حوار مع رئيس بلدية الخيام المهندس عدنان عليّان لمجلة كواليس
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم
من أولى البلديات في لبنان التي استبقت انتشار وباء الكورونا بإجراءات وقائية فعالّة
رئيس بلدية الخيام المهندس عدنان عليّان:
– الخيام مرتع طفولتنا وأرض الآباء والأجداد التي نحبها ونتعلق بها..
– أسعى لتحويل البلدية إلى مؤسسة وفق هيكلية تنظيمية فاعلة وتطوير إداري..
– نتشارك والمجتمع الأهلي والهيئات المدنية والصحية والاجتماعية في عملية إنماء الخيام ..
– على رئيس البلدية أن يتمتع بمواصفات علمية واختصاص وخبرات وطول بال..
– لم نبخل على أهالي البلدة بالخدمة وبالمساعدات المالية والعينية..
الخيام مدينة المقاومة الأبية والتصدي والصمود، مدينة النبلاء والمثقفين، وحارسة السهل والحدود، بوابة اندحار العدو الصهيوني بدءًا من معتقلها الشهير.. تفاخر بأبنائها البررة الذين احتلوا مساحات واسعة وتبوؤا مناصب رفيعة في الوطن، كما في دنيا الاغتراب.. تزدهر بعمرانها بفضل سواعد أبنائها وكدّهم وطموحهم وتعلّقهم بمدينتهم الأم، حيث يشدهم الحنين دائمًا للعودة إليها، لذا لا يتركون مناسبة أو إجازة، إلاّ ويتواجدون فيها بين الأهل والخلان حيث مرتع طفولتهم..
الخيام تسير اليوم قُدمًا في ركب الحضارة والإنماء على كافة المستويات، ذلك بفضل مجلسها البلدي ورئيسه المهندس الأستاذ عدنان عليّان، الساهر دومًا على إنمائها، حيث يبذل قصارى جهده لمدّها بالمشاريع الحيوية والإنمائية، والرعاية الصحية والاهتمام بمواطنيها عامة، وذلك بالتعاون مع المجتمع الأهلي وأبنائها الخيّرين.. ولا يترك مناسبة إلاّ ويكون فيها حاضرًا إلى جانبهم، يقوم بدوره الريادي على أكمل وجه، خاصة إبان الأزمة الصحيّة المستشرية جانحة الكورونا، وتدهور الحالة الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية فيها، فنجده بالمرصاد حاضرًا لمعالجة كافة الأمور..
معه في لقاء مع مجلة “كواليس” تطرقنا إلى العديد من الإنجازات والعقبات الموجودة في مدينة الخيام..
*ما الذي شدكم للعمل البلدي ودونه عقبات وألغام، سيما وأن الخيام أصبحت مدينة يلزمها الكثير من المشاريع الحيوية والإنمائية والرعاية على الصعد كافة، وما هي الخطط واستراتيجية العمل التي وضعتها في قائمة اهتماماتكم لدى تسلّمكم رئاسة المجلس البلدي، ومراقبتكم لمن سبقكم في العمل البلدي: أين أخطأ وأين أصاب، مع حمل شعار من لا يعمل لا يخطئ؟
أولًا نرحّب بكم وبمجلة “كواليس” التي تهتم بشؤون المواطنين.. ومدينة الخيام هي مدينتكم ومدينة كل الطيبين والمحبين. وللإجابة على سؤالكم، وكما تفضلّت، يجب أن يكون الرئيس نشيطًا، يعي واجباته وما له وما عليه، وشخصيًا لم يتسنَ لي العيش في بلدتي “الخيام”، بسبب التهجير منذ العام 1978، وكنا نتردد إليها من وقت الى آخر، حيث الحنين يشدنا دائمًا، فهي مرتع طفولتنا وأرض الآباء والأجداد التي نحبها ونتعلق بها وبكل حبة تراب فيها.
في الانتخابات البلدية عام 2016 طُرح اسمي كعضو، وكنت أشارك مع باقي الأعضاء في لجان لمعالجة بعض الملفات الخاصة بنا، سيما وأنا بطبعي ميّال بحماسة نحو خدمة المواطنين، ومكتبي واختصاصي مكرّس معنويًا ومهنيًا وتدريبيًا للاستشارات الهندسية، وبالرغم من ضغوطات العمل الملقاة على عاتقي، ما بخلت يوماً على الطلاب بالتدريب الهندسي، أو بتقديم الاستشارات لأي مهندس صاعد.. وبعد انتخابي عضوًا في المجلس البلدي، صار ترددي أكثر إلى الخيام، للتعرف على أهلها والاحتكاك بهم أكثر، والوقوف على حاجاتهم ومطالبهم.
وبعد وفاة الرئيس السابق، العزيز الدكتور علي عبدالله، رحمه الله، تمّ اختياري رئيسًا للمجلس، دون أن أسعى لذلك، شاكرًا ثقة أعضاء المجلس البلدي الذين منحوني إياها بالتزكية، وكذلك الأهالي الذين هم كما أهلي بمحبتهم لي.
منذ استلامي لمهام البلدية بتاريخ 23 كانون الثاني 2020، كانت أولى أهدافي أن أحوّل البلدية إلى مؤسسة فاعلة، وفق صلاحيات إدارية وتنفيذية، ووفق هيكيلية تنظيمية. وقد بدأت أولًا بعملية التطوير الإداري، وتحديد مهام كل موظف وصلاحياته، مع مبدأ الثواب والعقاب، ليعي كل منهم واجباته والقيام بالعمل المنوط به على أكمل وجه، إذ كان بعض الموظفين يملكون طاقات علمية وثقافية واختصاصات لم توظف في مكانها الفاعل، ولم يتم إعطاؤها الفرصة العملية المناسبة، فتم تكليفهم ببعض المهام وباشروا أعمالهم على الوجه الصحيح، وبنجاح. كذلك سعينا إلى تطوير برامج الكمبيوتر ومكننة العمل البلدي ومعاملات المواطنين والمحاسبة.. وما أودّ ذكره في هذا السياق أيضاً، أنني شكّلت خلية إعلامية من أصحاب الاختصاص لنشر أخبار ونشاطات البلدية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعميم بعض المراسلات إلى أهالي البلدة، وتمّ تفعيل صفحة البلدية، ولدينا أكثر من عشرة آلاف مشاهد ومتابع، ويُحفظ ذلك في أرشيف خاص تمهيدًا لإصدار مجلة ورقية فصلية.
*هل تشارك المجتمع الأهلي وأصحاب الاختصاص في عملكم البلدي؟
أولي هذه الناحية الاهتمام الكبير والمساواة بين المواطنين، وأسعى دائمًا لمشاركة معظم أطياف المجتمع الخيامي، سواء من الأحزاب أو الهيئات المدنية والصحية والاجتماعية، فالكل سواسية في تحمّل المسؤولية والمشورة، والمكتب مفتوح لاستقبال أي شكوى أو نقد شرط أن يكون بناءً وليس افتراءً أو تجنيًا، وقلم البلدية يستقبل أية شكوى ويسجلها ويعطيها رقمًا، ونلاحقها حتى النهاية، وعلى ضوء التحقيقات أو الإجراءات بهذا الخصوص، يُبنى على الشيء مقتضاه في المعالجة، ونعطي صاحب الشكوى الجواب المناسب.
وأودّ الإشارة هنا الى أنه لم تمضِ مدة الشهر على وجودي في منصب رئاسة البلدية حتى كانت جانحة فيروس كورونا قد أعلنت حالة الطوارئ في البلد، وقلبت أولويات العمل البلدي.. إذ كان في أجندتنا عدة مشاريع حيوية وإنمائية، وتحضير مشاريع ودراسات وفق حاجة البلدة الأساسية والضرورية الملحَّة، كنا نعمل على إعداد ملفاتها وتجهيزها، ومن أبرزها، على سبيل المثال لا الحصر، إزالة كافة المزارع من الأبقار والماعز والأغنام المجاورة للمنازل، واستحداث أماكن بعيدة لها.. كذلك استحداث مدينة صناعية يتم نقل كافة المحال الصناعية إليها.. وتأمين تمديدات وشبكة مياه الشفة لبعض المنازل المستحدثة البعيدة عن الشبكة الرئيسية.. وكل ذلك مرهون بتأمين الموارد اللازمة لهذه المشاريع، ومن ثم السعي لتنفيذها.. كما نحن بصدد مشروع إصدار كتاب يؤرخ الأماكن السياحية في الخيام، وذلك على همة أهل الاختصاص وأصحاب الخبرة في هذا المجال.
*إذاً لا بد من الانتقال بالحديث الى الأهم وهو بيت القصيد، جانحة كورونا المستشرية في كافة أرجاء الوطن، فهل لنا من تنوير القارئ والمواطنين بالإجراءات المتخذة على صعيد الوضع الصحي في الخيام والمراقبة لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في المحال التجارية؟
نحن من أولى البلديات في لبنان، وليس في الجنوب فحسب، وضعنا الكادر البلدي في حالة استنفار وإعلان حالة طوارئ محلية استباقية، واجتمعنا مع كافة الجمعيات والهيئات الصحية والمدنية والاجتماعية والثقافية العاملة في الخيام، ووضعنا خطة عملية لكافة لجان البلدية، من الصحية والأشغال والبيئة و… ، التي باشرت عملها على أكمل وجه، بدءًا من تعقيم الأماكن العامة وساحات البلدة وشوارعها ومحال السوبر ماركت وأماكن العبادة من كنائس وجوامع. وألغينا تجمعات سوق الخميس وكل المناسبات الدينية والأنشطة الرياضية..
لقد قسمنا خلية الأزمة إلى لجان ومسؤولين، إضافة لعناصر الشرطة والدفاع المدني والهيئات الصحية والكشاف وعدد كبير من المتطوعين من أبناء الخيام، بحدود الـ 300 متطوع، لإقامة حواجز صحية على مداخل المدينة للتحقق من الأشخاص الوافدين إليها وأخذ حرارتهم وتعقيم الآليات من الخارج.. والحراسة ليلًا نهارًا، والتناوب على أبواب المحلات والسوبر ماركت وداخلها للتوعية والإرشاد للوقاية من كورونا بارتداء القفازات والتباعد ووضع الكمامة.. مما يرتّب علينا ضغط عمل ومصاريف لهؤلاء المتطوعين، من مأكل ومشرب وتنقلات وهواتف، إضافة لوجود سيارة إسعاف جاهزة على مدخل المدينة لتلبية الحالات الطارئة إذا وجدت، واستدعاء طبيب عند الضرورة، للمعالجة واتخاذ القرار اللازم.
كما التزمنا بتطبيق كافة المقررات والتعميمات والإجراءات الصحية والأمنية المتخذة من قبل الوزارات المعنية على كافة المؤسسات والمحال التجارية والأفران والملاحم وغير ذلك.. وذلك بإشراف ومراقبة مسؤولي البلدية والمؤسسات الصحية في المدينة.. والحمد لله لم تحصل سوى حالة واحدة لوافدين من دولة الكويت، وضعت في العزل مع عائلتها ضمن مركز خاص، هو منتجع سياحي مجهز تجهيزًا كاملًا، مع تأمين المياه والكهرباء والأنترنت، وضمن الضوابط الصحية ومتطلبات العزل المعمول بها، والذي كان جاهزاً منذ الأسبوع الأول لإنشاء خلية الأزمة، وكل ذلك على عاتق البلدية..
كما قامت البلدية بدور إنساني تحسسًا مع أبناء البلدة الذين توقفت أعمالهم بسبب إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وقامت بإنشاء صندوق “عطاء الخير” الذي ساهمت هي فيه، بالإضافة الى مساهمات الأيادي الخيامية السخية الخيّرة، وأصحاب القلوب المحبة للخيام وأهلها.. وتمّ توزيع مبالغ مالية ومساعدات عينية على المستحقين من أبناء المدينة..
وبالرغم من كل هذه الظروف، كان اهتمامنا بالبيئة والأشجار يوازي اهتمامنا بالمواطنين.. وفي المدينة عدة لجان مختصة للأشغال، دراسات هندسية، صحية ثقافية وغيرها، والكل يقوم بدوره على أكمل وجه.. وكان في أجندتنا لهذه السنة، إقامة حفل تكريم للطلاب المتفوقين، مع منحهم جوائز تقديرية.. إضافة الى خطط أخرى على عدة صعد، إنما جُمدت كلها بسبب الأوضاع الراهنة.
إضافةً الى كل هذه المهام، كان النزوح السوري، والذين يقدّر عددهم ب 3500 نازح، يشكلون عبئًا لا يستهان به على المدينة، وجب تأمين المياه والكهرباء والعلاجات الطبية لهم، وجمع النفايات، وخلافه.. ونحن على تواصل دائم مع السلطات الرسمية من القائمقام والأجهزة الأمنية كافة، لمتابعة أي حدث قد يحصل معهم أو بينهم، كذلك نتواصل مع الجمعيات والهيئات المدنية والمنظمات الدولية التي تساعدهم.
*أين دور البلدية في ما يخص وسائل الإطفاء والتدخل عند حصول حرائق؟
يوجد في الخيام مركز رسمي للدفاع المدني، ونحن على تنسيق تام معه لجهة تعبئة خزانات الآليات الخاصة الموجودة في البلدية، وتدريب عناصر الشرطة ومتدربين متطوعين من أبناء المدينة على مهام الدفاع المدني.. إضافة الى وجود دفاع مدني آخر تابع للهيئة الصحية الإسلامية الذي يتدخل عند أي طلب للنجدة.
*في ختام هذا اللقاء كيف تقيّم العمل البلدي ومواصفات رئيسه؟
سؤال وجيه وهناك عدة صفات ومؤهلات يجب أن يتمتع بها ويحملها الرئيس منها:
أن يكون ذا صدر رحب طويل البال، رقبته كرقبة عنق الزرافة، أن يدير أذنيه أحيانًا عن بعض الأصوات النشاز، وأن يتلقى الانتقادات الهادفة برحابة.. ولأن العمل البلدي أشغال ومشاريع إنمائية وحيوية، فمن الأفضل أن يكون الرئيس من ذوي الاختصاص، وله تجربة على الأرض تساعده كثيرًا في عمله.. هذا لا يعني انتقاصًا من رؤساء بلديات، فالكل ينجح، إنما بمقدار خبرته وثقافته.. وأنا شخصيًا أُطبق قول النبي (ص): “نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم”. والتعاطي مع كل أهل البلدة بالمساواة دون محسوبيات، مع بعض الاستثناءات حسب الضرورة، ولمصلحة المواطن، والعمل البلدي هو تكليف وليس تشريفًا، ويجب الوقوف إلى جانب الناس ومساعدتهم.
في النهاية، شكرًا لمجلة “كواليس” التي تسعى إلى الإضاءة على الأمور الاجتماعية والخدماتية التي تهم كل مواطن، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي نأمل أن تنتهي في أقرب وقت وتعود حياة الناس والبلد الى طبيعتها وعجلتها الحياتية والاقتصادية كما كانت وأفضل إن شاء الله.
فؤاد رمضان
رئيس بلدية الخيام المهندس عدنان عليان في سطور..
*مهندس ميكانيكي، خريج الجامعة اللبنانية..
*لديه مكتب هندسة استشاري كهرباء وميكانيك في بيروت مع فريق عمل من المهندسين..
*عضو مجلس في نقابة المهندسين في بيروت، وعضو مجلس إدارة معهد البحوث الصناعية، الذي يرأسه وزير الصناعة، ومهامه إجراء الفحوصات لكل المواد المستوردة من الخارج وتحديد مدى ملاءمتها للشروط المطلوبة من أجل السماح لها بدخول لبنان.