من «يهمس» لجنبلاط بعدما بات يتيمًا؟ 

صدى وادي التيم – لبنانيات

 

بصمت رحل “أبو خالد” محسن إبراهيم، ومعه كنز من أسرار الحرب التي امتدّت من العام 1975 حتى توقيع إتفاق الطائف عام 1990، ليختار بعدها أبو خالد الصّمت الذي استمر حتى عام 2005، ليكسره مؤقّتًا بعبارة حملت الكثير الكثير في ذكرى 40 رفيق دربه في وشريكه في تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جورج حاوي “أبو أنيس”…ليعود ويستأنف الصّمت بعد لحظات قليلة…

كثر هم أحبابه الذين فقدهم “أبو خالد”، من حاوي وسمير قصير وأبو عمّار، ورغم المراحل إستمرّ الرّجل بصمت مُطبق حتّى وقف عام 2005، بنقد ذاتي اعتبره الكثيرون شجاعة لا تُخفى عن محسن إبراهيم، حيث اعتبر يومها أن الحركة الوطنية ارتكبت اخطاءً بعضها كان قاتلاً، مشدداً على خطأين إثنين: الأول “أننا في معرض دعم نضال الشعب الفلسطيني ذهبنا بعيداً في تحميل لبنان من الأعباء المسلحة للقضية الفلسطينية فوق ما يحتمل، طاقة وعدالة وإنصافاً”، والخطأ الثاني “أننا استسهلنا ركوب سفينة الحرب الأهلية تحت وهم اختصار الطريق إلى التغيير الديمقراطي”.

المفارقة تكمن في الغياب الكبير لمحسن إبراهيم عن الساحة السياسية والإعلامية، بل وحتى “الأرشيفية”، إذ إنّ الباحث عن مقاطع فيديو على موقع يوتيوب لـ”أبو خالد” لا يحالفه الحظ بالبحث عن اسم الرّجل، بل جلّ ما قد يجده هو مقاطع فيديو لفنّان إيراني يحمل الإسم ذاته… وبالرّغم من أن هذا الإبتعاد والصّمت، إلا أنّ محسن إبراهيم لم يفقد الهمس، والذي استمرّ به طيلة الأعوام الـ30 الماضية لشخص واحد هو رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والذي لا شكّ أنّه فقد في هذه المرحلة ما كان يعتبره “أبًا” وأنيسًا، ليجد نفسه يتيمًا في الأيّام العجاف…

رحل أبو خالد، والذي عصرته “فلسطين” في كلّ ما مرّ من عمره، ولعلّ من يعرفونه يحمدون الله على أنّه رحل ولم يشهد على تمزيق ما تبقّى منها بعد أن مُزّق العالم العربي من بواباته الشّرقية، حيث أنّ كثيرًا ممن يعرفهم أبو خالد ذًبِحوا بالنّصال “الشقيقة” على “طريق فلسطين”.. ليترك وليد جنبلاط وربّما كثر غيره يتامى…

المصدر : الهديل  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى