عندما ” يَبقّها ” جوزاف عون

 


صدى وادي التيم – أمن وقضاء

 

 

مِن جرودِ السلسلة الشرقية، ورمزيّتها السيّادية، مع انتشارِ الجيش لأول مرة على طول الحدود السورية منذ انتصار “فجر الجرود”، أراد رئيس الحكومة حسان دياب ايصال رسالته الى العالم محاطاً بنائبته وزيرة الدفاع وقائد الجيش العماد جوزاف عون بعد جولته الجنوبية.

زيارة دياب للسلسلة الشرقية ومنطقة القصر تحديداً، حيث كانت معاينة “حية” لأحد نماذج تداخل الحدود و”تشابكها” ، حملت الكثير من الدلالات شكلاً ومضموناً،خصوصاً بعد زيارته “التاريخية” لليرزة وإشادته بقائدها غير المعهودة من قبل رئيس للحكومة، وسط الحملة التي يتعرض لها والانتقادات المبطنة الموجهة له على خلفية الملف الحدودي وارتباطه بمصير سوريا الموضوعة على طاولة التشريح، مع دخول قانون “قيصر” الاميركي حيز التنفيذ، تزامناً مع مفاوضات الدولة اللبنانية وصندوق النقد الدولي، ومن بنودها وقف التهريب، من وجهة نظر اقتصادية.

فَمن قيادة فوج الحدود البري الثاني في ثكنة الياس الخوري – راس بعلبك، التي كانت من مهبط طوافاتها البداية والنهاية، وبعد كلمة لرئيس الحكومة، توجه العماد قائد الجيش بكلمة للحاضرين بعيداً عن عيون الكاميرات وآذان الميكروفونات، واضعاً بعض النقاط على الحروف، بلغة “مرقطة” مموهة خلفها مطالب لطالما جاهرت بها قيادة الجيش في الغرف المغلقة وفي العلن، “أعطونا الامكانات وخذوا منا ما يطلب العالم”.

“إذا قالت اللوجستية لا، على القائد أن يراجعَ خطّته، ليس هناك من جيشٍ قوي أو جيش ضعيف، إنّما هناك جيش فقير وجيش غني… أعطونا الامكانات ومن بعدها حاسبونا… ولكن أن تحاسبونا بلا إمكانات فأمر غير معقول”. عبارات اختصرت الرحلة كلها من بيروت الى عواصم العالم موصفةً الواقع عارضة المطلوب”دون لتّ أو عجن” أو كلامٍ منمق لا يفيد في هكذا ظروف.

عملياً ووفقاً للمعايير العسكرية، تحتاج الحدود اللبنانية في تلك المنطقة الممتدة على مساحة 73 كلم لحوالي 7000 جندي مزودين بالعتاد ومدربين لتأمينها، في الوقت الذي تسمح امكانات الجيش بنشر 1000 جندي فقط، نظراً للظروف التي تمر بها البلاد على الصعيدين الامني والاقتصادي.

ففي منطقة الهرمل – المشرفة – القصر – حوش السيد علي، ينتشر على الجانب السوري 45 مركزاً عسكرياً لحرس الحدود والجيش، في مقابل ثلاثة مراكز ثابتة من الجهة اللبنانية فقط. يُضاف الى كل ذلك عوامل الطبيعة والجغرافيا التي تعقد من المهمة وتزيد من كلفة الضبط والمراقبة.

من المؤكد أن كلام قائد الجيش، بدوره حمل رسالة بين سطوره، قد يكون أراد ايصالها بطريقة دبلوماسية، في الوقت الذي تتعرض فيها الحكومة ورئيسها لسيل من الهجمات.

فالزيارة التي وصفتها مصادر مواكبة بـ “الممتازة”، واضعة إياها في اطار التعاون المستمر والوثيق مع المؤسسة العسكرية وما تمثله من تضحية ووطنية والبعد عن منطق الطائفية والمناطقية، لم تُسقط المطلب الدائم لقيادة الجيش، المبني على اساس المهام الموكلة للمؤسسة، بضرورة إعادة النظر بمسألتي التطويع وتخفيض الموازنة، في ظل النقاش الدائر حول التعويضات والمخصّصات للعسكريين.

“ليبانون ديبايت”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!