سهول ابو قمحة متنفس ربيعي للسكان ( تحقيق خاص : صدى وادي التيم )
سهول ابو قمحة متنفس ربيعي للسكان
تحقيق : صدى وادي التيم 2-4-2018
ان تبحث في الخريطة اللبنانية ستجد ان ابو قمحة ليست سوى قرية من أصغر قرى لبنان ، تقع على هضبة شرق جنوب نهر الحاصباني ، بيوتها قليلة كذلك سكانها ، فالشباب وجدوا ان بيروت ملاذهم في الدراسة والعمل ولم يبق فيها سوى قلة من الكبار يعتاش معظمهم من الزراعة ، وتزين باحة البلدة كنيسة اثرية ومزار للقديس مار جاورجيوس بقربها صخرة فيها حفرّ صغيرة يؤمن أهل البلدة والجوار بأنها دعسات حوافر حصان مار جرجس والكثير يأتون من حاصبيا وقراها لايفاء النذور والصلاة قرب الصخرة والمزار .
أما كلمة أبو قمحة لأهالي المنطقة تعني منطقة استجمام طبيعية تغزوها العائلات في فصل الربيع من كل عام ، السهول أسفل ابو قمحة بمعظمها مغروسة بالزيتون او السنديان وفيها منبسطات خضراء ، تصبح في الربيع من كل عام متنفس لسكان الجوار لقضاء النهار في احضان الطبيعة ، عدد السيارات المركونة بجانب الطرقات يدلك على العدد الكبير للعائلات التي قررت قضاء نهار الاحد في الطبيعة قبل أن يهجم حرّ الصيف ويحول العشب الى اللون الاصفر ، أخضر يحيطك من جميع الجهات، عائلات تفترش العشب واخرى فضّلت أن تأخذ طاولاتها وكراسيها معها ، مناقل الشواء تنتشر قرب كل عائلة والمتي خير جليس في نهاية الغداء ، الاطفال يجدونها جنة للهو بالطبيعة بالقرب من أهاليهم ، شباب عقدوا جلسات تزينها الاراجيل ، وآخرين قرروا ان يكون لعب ” الورق ” طريقة لتمضية الوقت وبعضهم أخذ عوده ورنمّ أغاني ومواويل أطربته وأطربت الاقربين له .
ابو قمحة متنزه طبيعي مجاني ، تقدمة من الطبيعة للجميع في فصل الربيع ، لكن المهم أن يقدّر زواره هذه الهبة ويحافظوا عليها بالمحافظةعلى النصوب والاشجار الصغيرة ، عدم ترك نفاياتهم خلفهم بل جمعها في أكياس ورميها في الحاويات ، والانتباه جيداً لمواقد النار وأطفاءها قبل الرحيل ، وأحترام الاملاك الخاصة .