إسرائيل تستعيد تكتيكات 1967: اغتيال نصرالله
إسرائيل تستعيد تكتيكات 1967: اغتيال نصرالله
سامي خليفة – المدن
رغم التوازن الموجود حالياً بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت ترى في تحليل نشرته أن الحرب آتية في القريب العاجل. وعندما تبدأ، ستذكر إسرائيل جيداً دروس حرب الأيام الستة، في العام 1967، وليس حرب تموز 2006.
في العام 1967، خاضت إسرائيل حرباً خاطفة، واحتلت أكبر مساحة من الأرض، ثم استهدفت معاقل عدوها عندما كان معزولاً وضعيفاً. لذلك، ستحتاج إسرائيل وفق يديعوت أحرونوت إلى خوض حرب كهذه مرة أخرى، إذا أرادت أن تكون منتصرة في حربها المقبلة مع حزب الله.
في كل عام تقريباً في فصل الربيع تبدأ الأحاديث عن أن حرباً في الصيف ستندلع بين إسرائيل وحزب الله. ولا يختلف هذا العام عن المعتاد، باستثناء أن تورط حزب الله في سوريا ينحسر، وأن التوترات والتحضيرات والتحذيرات في أعلى مستوياتها. بعبارة أخرى، على الأقل على الورق، كما ترى الصحيفة، حان وقت الحرب.
لدى حزب الله اليوم وفرة من الأسلحة المتطورة من إيران وسوريا والصين وروسيا. وكما هو واضح في وسائل الإعلام، فإن الحزب لديه صواريخ أكثر من جميع دول الناتو تقريباً. وعند فهم قيمة الدعاية، فإن أي صراع مستقبلي سيشهد محاولة حزب الله للمرة الأولى السيطرة على بلدة أو قرية إسرائيلية، حتى ولو بشكل مؤقت. وسيحاول استهداف مواقع إسرائيلية استراتيجية مثل مطار بن غوريون (والطائرات المتوجهة إلى إسرائيل)، ومنصات النفط والغاز في البر والبحر، ومحطات الكهرباء والمياه، والمقر العسكري للجيش الإسرائيلي في قلب تل أبيب، والمصانع الكيماوية في حيفا، والموقع النووي الرئيسي لإسرائيل في ديمونا، ناهيك بالمواقع الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
ستبدأ إسرائيل، وفق الصحيفة، أي صراع جديد بدعم مفتوح من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالإضافة إلى الدعم الضمني لمعظم العالم العربي. وكي تبدو إسرائيل منتصرة، خصوصاً لدى مواطنيها، عليها القيام بأكثر مما فعلت في الاشتباكات السابقة في كل من لبنان وغزة. فلن يحتاج الأمر إلى النجاح العسكري فحسب، بل احتلال مساحات شاسعة من الأراضي اللبنانية لخلق تصور واضح للنصر النفسي والاستراتيجي.
وعلى عكس حرب تموز، يعني هذا أن على إسرائيل، وفق الصحيفة، أن تحتل أكبر مساحة في الشمال مع ضمان أن تستطيع السيطرة على خطوط الإمداد. ويجب أن تتبع استراتيجية الحرب الخاطفة التي استخدمتها بنجاح في العام 1967. فالاستباق هو أيضاً مفتاح النجاح. لذلك، ستحتاج إسرائيل إلى خلق حجة لبدء الحرب، وهذا أمر ينبغي أن لا يكون صعباً مع المتاعب السياسية التي يمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
سوف تضمن الحرب الخاطفة لإسرائيل، وفق الصحيفة، التحكم بشكل أفضل في وتيرة الحرب منذ بدايتها، مع السماح لقواتها الجوية بتدمير مزيد من الصواريخ والقذائف ذات الدقة العالية والأكثر دقة الموجهة قبل إطلاقها. وبفضل تغييرات إدارة ترامب، التي تضمنت جون بولتون ومايكل بومبيو، ربما يكون لدى إسرائيل أفضل حلفائها لتنفيذ مثل هذه الضربة.
بالإضافة إلى ما ذُكر، ترى يديعوت أحرونوت أنه يجب على إسرائيل أن تتجنب خلق أهداف غير واقعية لا يمكن أن تضمنها. لذلك، عليها أن تخفف من التصريحات عن اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وغيره من القادة والتوجه إلى الفعل. فمن الأفضل أن تظل القيادة الإسرائيلية هادئة وأن تنال الثناء عندما يتحقق شيئاً ملموساً فحسب.