تحذير من موجة ثانية أقوى من “كورونا” وبأعداد مفاجئة !
صدى وادي التيم – طب وصحة
في ظلّ التسابق العلمي العالمي لإيجاد لقاح أو حتى علاج لمحاربة فيروس “كورونا” والحماية من عدواه، في حين أنه لا يزال يفرض شللاً ترزح تحت عبئه مختلف أصقاع الأرض، كون التباعد الاجتماعي الحلّ الأنجع في انتظار الإعلان عن العلاج، ماذا عن تطورات دواء “هيدروكسي كلوروكين” الذي أثار ضجة في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد ان أقدم الرئيس الأميركي على ذكر فعاليته؟
نقيب الأطباء شرف أبو شرف أوضح لـ “المركزية” أن “ما تبين بوضوح حتى اللحظة أن من يحمل الفيروس ولا يعاني من العوارض أو تكون خفيفة لديه يمكن للكلوروكين ان يخفف من مدّة المرض، أي يبني الجسم مناعة بسرعة أكبر، من بعدها يتخلّص المصاب من الفيروس. اما من يعاني عوارض حادّة فلم يثبت الدواء فعاليته في مساعدته على الشفاء. هذه المعطيات التي باتت متوافرة شبه أكيدة وليس 100% نظراً إلى الحاجة إلى إجراء تجارب سريرية إضافية وبأعداد أكبر ضمن قواعد واضحة علمياً”.
وأضاف “بشكل عام ما من علاج مؤكّد بعد في ظلّ الحديث عن أكثر من دواء أو لقاح يمكن أن تكون نتائجه فعّالة. وعادةً عند إجراء أبحاث ودراسات من هذا القبيل يجب أن يتوفر عدد من الشروط وتُطبَّق العديد من الطرق العلمية كي تأتي النتائج دقيقة ومؤكّدة، لكن في الظرف الراهن وسط الانتشار السريع للمرض ومعدلات الإصابات المرتفعة لم يتسن الوقت اللازم لذلك، ونحن بحاجة إلى ما بين ستة أشهر وسنة للتوصل إلى نتيجة واضحة بشأن العلاج أو العقار. لذك نكرر أن العلاج الفعال الوحيد راهناً هو الالتزام بإجراءات الوقاية”.
أما عن المنحى الوبائي محلّياً وانخفاض عدد الإصابات في الأيام الأخيرة، فاعتبر أبو شرف أن “هذه الأخبار جيدة من جهة لأنها تظهر أن الإصابات ليست كثيرة، لكنها غير جيدة من جهة أنها قد تدفع إلى تخفيف التدابير الوقائية، في حين أن المناعة المكوّنة ضد الفيروس لا تزال غير كافية، الأمر الذي يمكن أن يتسبب بموجة ثانية أقوى مما كان منتظراً، وبأعداد كبيرة مفاجئة، مع مردود سلبي لأن لا إمكانيات لاستيعابها ومعالجتها كما يجب، وهذا ما نتخوّف منه ويتم اتخاذ الإجراءت اللازمة لتفادي الوصول إلى مفاجأة غير مستحبّة، لذلك ما زلنا بحاجة إلى الكثير من الوقاية وعلينا الاستمرار بها حتى لو تم تخفيف الإجراءات فذلك لا يعني أن الحياة ستعود إلى طبيعتها، لأن من شُفي ولم يكوّن مناعة كافية يمكن أن يصاب مرّة جديدة ويعدي الآخرين. إلى ذلك، نحن بحاجة إلى إجراء الفحوصات السريعة (rapid test) التي تظهر درجة المناعة ومن المفترض البدء بها قريباً إلى جانب الـ PCR لإعطاء أجوبة أكثر ضمانة، ووزارة الصحة تطلب الانتظار حتى بداية الشهر الخامس للبدء بإجرائها”.
وفي ما خصّ مستحقات المستشفيات، أمل “دفعها مع مستحقات الأطباء، لأن 20 في المئة من الفاتورة تدفع لهم، ولا مداخيل لهم في الظروف الراهنة، لذلك من المهم مكافأتهم والتعويض عليهم بتسديد بدل الأعمال التي قاموا بها من سنتين أو ثلاث ما يحفّزهم على الاستمرار بمهامهم “.
المصدر : المركزية