بسبب كورونا.. أسهم شركات ‘الحشيشة’ تُحلِّق في السماء

وسط موجة عنيفة من التراجعات التي ضربت أسواق الأسهم خلال الآونة الأخيرة مع انتشار جائحة كورونا كانت هناك بعض القطاعات والأسهم تخالف الاتجاه الهبوطي للسوق وهي الشركات التي يتزايد الإقبال على خدماتها في تلك الفترة العصيبة من زمن الاقتصاد العالمي والذي يشهد تراجعا عبر كافة مؤشراته مع جلوس الملايين من البشر في منازلهم.

ومن بين تلك الشركات التي خالفت الاتجاه الهبوطي للأسواق والتي لم يستطع الفيروس التاجي أن ينال منها شركات الماريوانا (المخدرة) أو القنب الهندي أو ما يصطلح على تسميته في عالمنا العربي بمخدر الحشيش، ففي الوقت الذي كان به اللون الأحمر يلف شاشات التداول في أسواق المال كانت أسهم تلك الشركات تغرد خارج السرب وحيدة مع ارتفاع قياسي على منتجاتها بالآونة الأخيرة.

وتظهر صورا نشرتها مجلة “Politico” الأميركية الشهيرة مجموعة من المواطنين الأميركيين في ولاية سان فرانسيسكو وهم يمارسون إجراءات التباعد الاجتماعي ويصطفون في طابور طويل في انتظار الدخول إلى أحد منافذ بيع الماريوانا التي يصرح بيعها داخل الولاية.

وبحسب التقرير فإن مبيعات الماريوانا قد ارتفعت بنحو 20٪ في بعض الولايات الأميركية مع تدافع آلاف الأميركيين عليها في وقت يقبع به الملايين داخل منازلهم مع إجراءات الإغلاق التي اتخذتها عديد الولايات بالبلاد لوقف انتشار الوباء.

وفي الولايات المتحدة، تسمح نحو 33 ولاية بيع الماريوانا لأغراض طبية بالأساس ولكن الإقبال عليها لا يقتصر عليها من قبل المرضى فقط مع قيود مخففة وأسواق شرعية في داخل البلاد.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن القفزة الهائلة التي شهدتها مبيعات تلك الشركات يعود بالأساس إلى استثناء منافذ البيع من إجراءات الحظر مع معاملات المحلات التي تبيع تلك الأعشاب نفس معاملة الصيدليات المتخصصة في بيع الأدوية في تلك الولايات.

وفي مواجهة غضب شعبي، تراجعت بعض الولايات عن قرار بإغلاق تلك المنافذ في أوقات الحظر ما يعكس تغييرا جذريا في سياسة السماح بتناول تلك الأعشاب لأغراض غير صحية وهو الأمر الذي استمر على مدار السنوات العشر الماضية حينما جرى تقنين مبيعات الماريوانا لأغراض صحية ولكن دخول كورونا غير المشهد جملة وتفصيلا.

وتقدر حجم مبيعات الماريوانا والقنب الشرعية بالولايات المتحدة بنحو 13.6 مليار دولار العام الماضي مقارنة مع نحو 10.8 مليار دولار في 2018، في وقت يتوقع أن يبلغ به حجم تلك المبيعات نحو 30 مليار دولار بحلول العام 2025، بحسب بيانات New Frontier data.

فيما تشير التقديرات إلى بلوغ حجم المبيعات غير القانونية للماريوانا بالولايات المتحدة لنحو 64 مليار دولار مع توقعات بتراجع تلك المبيعات خلال الفترة المقبلة في ظل تقنينها بصورة رسمية من قبل الحكومة.

وفي وقت تسرح به مئات الشركات عمالها مع توقف تام لأنشطتها كان لشركات الماريوانا في الولايات المتحدة رأي آخر، فارتفاع الطلب على منتجات تلك الشركات حدا بالكثير منها نحو فتح أبوابها أمام مئات العمال الذين تم تسريحهم من أعمالهم.

ويقول كيم ريفرز الرئيس التنفيذي لشركة Trulieve، المتخصصة في التجارة بأعشاب الماريوانا والقنب والتي تبلغ قيمتها السوقية نحو مليار دولار،”نبحث عن المزيد من العمال لمواجهة الطلب الخرافي على منتجاتنا… نبحث عن موظفين عبر كافة قطاعات الشركة من التخزين إلى مبيعات التجزئة”.

ويتابع ريفرز،” كان للرأي العام دور في ما يحدث الآن بسوق الماريوانا… العديد من تلك الشركات ستوظف المزيد والمزيد خلال الفترة المقبلة لمواجهة الطلب المرتفع على منتجاتها”.

وفي تلك الأثناء لم يفوت المستثمرون الفرصة لركوب الموجة، فالهبوط الذي شهدته كافة فئات الأسهم على مدار الفترة الماضية، إذ ارتفعت أسهم بعض تلك الشركات بنحو 65٪ منذ بدء أزمة كورونا في علامة على إقبال هائل من قبل المستثمرين.

المصدر: CH23

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!