كلّ سنتيمتر من الـ “Bûche”بـ دولار… أسعار لا تصدق هذا العام

صدى وادي التيم – لبنانيات/

 

150 ألف، 200 ألف، 250 ألف، 275 ألف، 300ألف…”

هذه الأرقام ليست فاتورة سوبرماركت إنها وبكلّ بساطة أسعار الـ “Bûche De Noël” لهذه السنة في معظم المحال.

لا هدايا هذه السنة وقلّة ستتمكن من تأمينها في ظلّ هرج ومرج التسعير في “الأسواق السوداء” على أنواعها، وبات واضحا أنّ تجديد شجرة الميلاد وشراء الزينة بات صعبا، الأمر نفسه ينطبق على كلّ مظاهر الاحتفال المادية لكنه وصل أيضا إلى الأطعمة التي اعتدنا عليها في هذه الفترة.

حرمت الدولة المواطنين من مظاهر الحياة والآن وصلت إلى مائدتهم بكلّ وضوح.

كثر سيعجزون عن شراء الـ Bûche هذه السنة. قد يجد البعض في الحديث عن الموضوع مبالغة في ظلّ أزمة اقتصادية خانقة لكن، أليس قالب الحلوى هذا أبسط ما قد يجلبه أبوان عجزا عن تأمين لائحة هدايا أولادهما؟ حتى ذلك ممنوع.

في جولة سريعة على المحال التي تبيع قوالب الحلوى، لاحظنا أنّ الوضع يتلخّص كما يلي:

– محال حددت أسعارها بغض النظر عن قدرة الناس الشرائية، فأعلنت أرقامها الخيالية صراحة متسلّحة بسعر صرف الدولار في السوق السوداء.

– محال حددت أسعارها وأرباحها لكنها فضلت تحضير Bûche بحجم صغير (10cm) وبسعر 35 ألف حتى يكون الجميع قادرا على إدخال وإن “عينة” منه إلى المنازل.

أمّا اللافت فيكمن في ما تعانيه بعض المحال. إذ لاحظنا أنّ محالا “صغيرة” قررت تـأمين الـ Bûche “على الطلب” أي أنها لن تعرضه جاهزا في براداتها بل سيطلبه المشتري قبل أيام لأن لا قدرة مادية لها على تحضير كميات كبيرة في ظلّ قدرة شرائية معدومة. في المقابل، لم تسعّر محال أخرى منتجها إلى الآن وقد علّق أحدهم بالقول “ناطرين للسبت نشوف كيف بدنا انحط أسعار لأن بين سعر القالب والعلبة والمواد الأولية بالإضافة للربح وتأمين رواتب العاملين ما منعرف كيف معقول الناس تقدر تشتري”.

وقد يكون من المفيد أنّ يلجأ المواطن الآن بات شراء الـ Bûche من أشخاص حوّلوا منازلهم بفعل الأزمة العاصفة إلى محال للتصنيع المنزلي. فقد لاحظنا أنّ الأسعار عند معظمهم تبدأ بالـ 100 ألف ليرة لبنانية.

لماذا؟

يقول هؤلاء أنهم لا يلتزمون بدفع رواتب للموظفين ولا أجار وكهرباء… هذه الأمور تخفف عنهم الأعباء لكن لا مفر من رفع الأسعار قليلا في ظلّ الارتفاع الرهيب في أسعار المواد الأولية.

ترتبط أسعار مكونات قوالب الحلوى بالدولار، السعر بالدولار لم يختلف، أمّا “ع اللبناني” ففرقت الأسعار جدا وعليه بات الارتفاع مبررا.

كبّل الدولار حياة الجميع وإلى الآن لا تطورات في الملف الحكومي ما يعني أنّ “القصاص” هذا مستمر لأنّ من يجلسون على كراسي الحكم ينعمون عليهم برفاهية الوقت والانتظار ويتقاسمون قالب حلوى الحصص في ما بينهم: بلا شبع.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى