مستشفيات الجنوب والنبطية: خطط كثيرة وتجهيزات قليلة

ما ينقص المستشفيات الحكومية في محافظتي الجنوب والنبطية هو الاستعدادات اللوجستية الخاصة بالعزل، وكذلك بعض التجهيزات الطبية كجهاز PCR، لكي تصبح مستعدة لفحص المحتمل إصابتهم بفيروس كورونا، والعناية بهم.

المستشفيات بمعظمها حديثة البناء، ابتداء من صيدا والنبطية ومرجعيون وحاصبيا وصولاً إلى جزين وتبنين وميس الجبل وبنت جبيل، باسثناء مستشفى صور التي هي قيد الإنشاء لتحل مكان المستشفى القديمة الواقعة داخل مخيم البص للاجئين الفلسطينيين. 

وهي جميعها تنتظر توجيهات وزارة الصحة، والمراحل المتعلقة بانتشار وباء الكورونا.

صيدا
وعلى غرار المستشفيات الخاصة، التي يبلغ عددها ضعفي المستشفيات الحكومية في المنطقة، وُضعت في حالة طوارىء دائمة، وإجراءات داخلية، وفي مقدمها تأجيل العمليات “الباردة” للمرضى، ومنع الزيارات وتدابير أخرى تقي عدوى فيروس كورونا. 

مستشفى صيدا الحكومي وضعتها وزارة الصحة على لائحة المستشفيات المعتمدة لاستقبال المصابين بكورونا عند الحاجة. ويؤكد مديرها الدكتور أحمد الصمد أنها ستكون معتمدة في المرحلة الثانية، بعد مستشفى رفيق الحريري الجامعي. وهي اتخذت سلسلة من التدابير والإجراءات. فتم تجهيز طابق خاص معزول لحالات كورونا يضم 11 سريراً. وبدءاً من الثالث من آذار الحالي، كان كل المرضى الوافدين إلى المستشفى والمشتبه بإصابتهم بالفيروس يحوَّلون إلى مستشفى بيروت الحكومي، بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني، بعدما يكون الطاقم الطبي أجرى الفحوصات الاولية للمريض وصورة الصدر، وذلك في قسم خاص معزول عن باقي أجنحة المرضى العاديين، مؤكداً أن المستشفى موعود بجهاز فحص الكوروناPCR  من وزارة الصحة.

25 سريراً في بنت جبيل
جهزت مستشفى بنت جبيل الحكومي 25 سريراً لمصابين محتملين بكورنا، من أصل 140 سريراً، هو العدد الإجمالي للأسرة في المستشفى. 

ووفق مدير المستشفى، الدكتور توفيق فرج، فإن المستشفى أنجزت إلى الآن قسم خاص معزول عن سائر المستشفى، سيكون مخصصاً لمرضى كورونا عند الحاجة. ولهذا القسم مدخل خاص ومصعد وغرفة جاهزة خارج المبنى، يتم فيها فحص الحالات الوافدة المشتبه بإصابتها، حيث يصار فيها إجراء الفحوص الأولية، قبل اتخاذ القرار الصحي بتحويل الحالة المشتبه بها إلى مستشفى بيروت الحكومي.

ويشدد فرج على حاجة المستشفى إلى جهاز PCR وجهاز أشعة غير مثبت لانتظام عمل قسم كورونا، وليكون بعيداً عن الحالات المرضية العادية. مشيراً إلى وجود تسعة أجهزة تنفس في المستشفى، وطاقم طبي وتمريضي جاهز للقيام بدوره على أكمل وجه. وشدد بالمقابل على الحاجة إلى أجهزة تنفس إضافية تم طلبها من الوزارة، خصوصاً وأن منطقة بنت جبيل كبيرة والمستشفى تستقطب العدد الأكبر من المرضى، ويقتصر عملها حالياً على استقبال الحالات المرضية الطارئة.

حاصبيا غير جاهزة
تحتوي مستشفى حاصبيا الحكومي على 67 سريراً، من بينها أسرة عناية فائقة وطوارىء.

ويلفت مدير المستشفى، الدكتور ضياء معلاوي، إلى أن المستشفى لم تجهز حتى الآن بأي قسم للمصابين بوباء كورونا، لأنها تحتاج إلى امكانات وتجهيزات خاصة غير متوفرة في المستشفى. ويضيف: ولكننا حاليا نقوم بدورنا، ونستقبل المرضى المصابين بعوارض كورونا في غرفة خاصة معزولة عن المبنى، حيث نجري الفحوصات الأولية التقليدية. وعلى أساسها، نقوم بتحويل المشتبه به إلى مستشفى بيروت الحكومي، فيما اتخذنا إجراءً يقضي بوقف العمليات “الباردة” غير الملحة، ووقف زيارات عوائل المرضى العاديين، كاجراء احترازي لحماية المرضى والوافدين على السواء.

مستشفى برّي منذ اللحظة الأولى
مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية هي المستشفى الجامعي الحكومي الوحيد في الجنوب، تم تحضيرها منذ البداية لاستقبال المصابين بوباء كورونا منذ اللحظة الأولى لانتشار الوباء في لبنان.

خصصت المستشفى حتى الآن، بحسب مديرها الدكتور حسن وزني، 22 سريراً للمصابين بكورونا من أصل 164 سريراً تحتويه المستشفى. ويؤكد الدكتور وزني أنه جرى تخصيص قسم معزول، مزود بأجهزة عناية فائقة داخل المبنى، وله مدخل خاص، مع كل ترتيبات العزل والحماية. وقال: حتى الآن هناك احتواء، ومستشفى بيروت الحكومي قادرة في الوقت الحاضر على الاستيعاب. ونحن جاهزون في أي لحظة للقيام بدورنا الوطني والإنساني تجاه أهلنا. وراهناً، نقوم بتحويل الحالات المشتبه بها إلى مستشفى بيروت الحكومي، وكلنا أمل بتلبية مطلب وحاجة المستشفى لتزويدها بجهاز PCR الخاص بفحص كورونا.

ويوضح وزني أنه تم تدريب فريق عمل بشكل كامل، يضم أكثر من 30 طبيباً وممرضاً.

مراكز عزل ومستشفيات خاصة
يشدد رئيس طبابة قضاء صور، الدكتور وسام غزال، أنه في سياق خطة مجلس الوزراء، مطلوب تأمين أماكن عزل لاستقبال مصابين بكورونا وحالتهم مستقرة، ولا يحتاجون إلى مستشفى، وغير قادرين على العزل بمنازلهم. وقال: إننا نسعى إلى تأمين مراكز تحت إشراف أطباء وفريق صحي. وهناك عدد من الأمكنة، ومن بينها مستشفى قانا الحكومي شبه شاغر، وباستطاعتنا تجهيزها خلال 15 يوماً، إذا ما حصلنا على موافقة وزارة الصحة لناحية أهلية المكان.

هذا وتضطلع المستشفيات الخاصة في الجنوب بدور مؤازر وكبير للمستشفيات الحكومية. في صيدا أعلن مستشفى حمود عن استعداده لمواجهة كورونا. وهو مستشفى جامعي وله مكانته في الجنوب وسيخصص أقساماً لهذه الغاية. أما مستشفى راغب حرب في النبطية فلديها إمكانيات ومجهزة بآلة فحص الـPCR، لكن يوجد بعض الخلافات لعدم اعتماده من قبل وزارة الصحة. 

مشكلة مستشفيات الجنوب هي بعدم وجود آلات فحص كورونا، ما يجعلها ترسل العينات لفحصها في بيروت، خصوصاً أن سعر الجهاز يفوق المائتي ألف دولار، عدا عن مستلزمات الفحص الباهظة الثمن. لكن المستشفيات بدأت بوضع خطط لمواجهة مرحلة انتشار الوباء. وفي هذا السياق يشير المدير الطبي في مستشفى الشهيد حكمت الأمين، التابع للنجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، الدكتور أحمد مرمر إلى أنهم عقدوا اجتماعات بهذا الخصوص، ورغم أن المستشفى الحكومي هو الوحيد المعتمد لاستقبال مرضى كورونا للعلاج حالياً، إلا أنهم اتخدوا سلسلة من الاجراءات المواكبة التطورات. فقد خصص المستشفى ثلاث غرف طوارىء معزولة عن باقي الأقسام ومجهزة بالضغط السالب، وذلك لإجراء الفحوصات المشتبه بها، وتحويلها إلى مستشفى بيروت الحكومي، إذا ما استدعت الحاجة. كما قاموا بتدريب كادر طبي للتعاطي مع هذا الوباء. ووضعوا خطة لتحويل الطابق الأول كله لاستقبال مرضى كورونا. وهو منفصل عن باقي أقسام المستشفى، وله مدخل خاص أيضاً. كما يوجد فيه عشرون سريراً وغرف للعناية الفائقة، ينقصها بعض التجهيزات البسيطة لتصبح مستعدة لحالات كورونا. لكن هذا رهن تطور الوباء وتوسع انتشاره، فالمستشفى منذ نشأتها عام 1985 واجهت كل التحديات، وتتحضر لمواجهة أي سيناريو سيئ قد يحصل.

“النجدة الشعبية”
إلى ذلك أعلنت “النجدة الشعبية” عن تقديم مستشفى مركز المعلم رفلة أبو جمرة المؤلف من خمسة طوابق، في منطقة جل البحر العباسية في صور، ومبنى مستشفى النجدة الشعبية القائم في بلدة المروج- المتن الشمالي، والمؤلف من خمسة طوابق، وكذلك مبنى المستوصف القائم في صوفر والمؤلف من ثلاثة طوابق، ووضعها بتصرف وزارة الصحة وقيادة الجيش واتحاد بلديات المناطق التي تقع في نطاقها هذه المباني، لاستخدامها كمراكز للحجر الصحي، من دون أي مقابل مادي، لحين الانتهاء من هذه الأزمة، وذلك نظراً للأوضاع الصحية الحالية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، وفي ظل النقص في الجهوزية الصحية في المناطق اللبنانية، والحاجة الماسة لتجهيز أبنية لاستيعاب الحالات التي يمكن ان تصاب بهذا الفيروس. 

حسين سعد – المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!