نور يمين.. طالبة جامعية تحول سيارتها الى “تاكسي بنات”!
الجواب يبدو نعم، فرغم كل المآسي التي يعانيها هذا البلد “المندور” للازمات والاضطرابات وعدم الاستقرار لا يزال المواطن في لبنان، ربما بحكم الفطرة او بفعل الظروف التي مرت عليه او ربما لانه يحمل في جيناته شطارة الفينيقين، يعرف كيف يستفيد من الظروف المحيطة به وتحويلها الى فرص تمكنه من تأمين اقله الحد الادنى من متطلباته والامثلة على ذلك وفيرة.
نور طالبة جامعية تمتهن الصحافة انما لتدبير امور يومياتها، رأت ان افضل السبل هو العمل كسائقة “تاكسي بنات” من والى الجامعة حيث تتابع دراستها الى جانب عملها كمتمرنة في احدى الوزارات.
تقول نور لـ”سفير الشمال” انها بطبيعتها تحب القيام بالاشياء المختلفة، لافتة الى انها لطالما عشقت مهنة قيادة التاكسي قبل ان تتوجه الى الاعلام، وانها عندما وجدت ان فرص العمل باتت ضئيلة في لبنان اتجهت نحو مشروع يشكل حلم حياتها، اذ انها ترغب ان تمتلك، الى جانب بحثها عن المتاعب في مهنة تتخصص لتكريس نفسها من اجلها، شركة نقل محلية اذ انها تعلم في قرارة نفسها ان مهنة الاعلام، التي هي قبل اي شيء آخر رسالة، لن تطعمها خبزاً، لذا بدأت خطوة الالف ميل نحو تحقيق حلمها بامتلاك شركة نقليات ضمن نطاق الشمال او بيروت بالعمل كسائقة “تاكسي بنات”، كاشفة ان اول يوم عمل لها كان بمثابة نزهة جميلة حيث لم تشعر انها غريبة عن من تُقلهن من والى الجامعة “فهن زميلات ونتشارك نفس الهواجس والتطلعات، كما لدينا الظروف ذاتها ونعاني من الضائقة الاقتصادية نفسها”، مضيفة ان اسعارها تراعي اوضاع الطالبات فهي لا تبغي الربح السريع بل تأمين مصروفها الشخصي وتخفيف بعض الاعباء عن كاهل اهلها.
وتضيف نور انها خلال شهر ورغم اسعارها المقبولة جدا والتي تغطي مصروف البنزين وهامش من الربح تمكنت من توفير مئة دولار، كما تمكنت من حصد ثقة رفيقاتها اللواتي يتواصلن معها عبر تطبيق خاص بها من اجل تنقلاتهن من والى الجامعة او ضمن نطاق ييروت والشمال، لافتة الى ان الفكرة خطرت لها عندما علمت انه في العديد من الجامعات خارج لبنان هناك طلاب يقلون زملاءهم معهم مقابل مبالغ مالية بسيطة نسبيا تجاه ما يتقاضاه سائقو سيارات الاجرة، مشيرة الى انها طرحت الفكرة على اهلها فرحبوا انما بشرط الا تقل غير فتيات الجامعة التي تدرس فيها خوفا عليها وتجنبا لما قد تتعرض له من مضايقات في بلد لا يزال يميز بين الشاب والفتاة ويصنف بعض المهن بانها ذكورية.
تشير نور الى ان عملها ممتع الا انها تأسف للوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به وطننا، مؤكدة انه “لمن المحزن ان جيلنا لن يتمكن من العمل بشهادته، ولكن لن نستسلم ونقف مكتوفي الايدي امام البطالة المتفشية بل علينا التفتيش عن اي عمل له مردود مادي لتمرير هذه الفترة الصعبة”.
هي مهنة لا يزال يعتبرها البعض ذكورية انما بامكان البنات اثبات وجودهن فيها بسهولة تختم نور، مؤكدة انها ستستمر في البحث عن عمل في اختصاصها ولكنها بالمقابل ستسعى لتأسيس شركتها الخاصة حيث سيكون معظم السائقين فيها سائقات.