صينيون وكوريون وإيطاليون باليونيفل: الجنوب ساحة دولية لـ”كورونا”
أيقظ فريق طبي عند نقطة الأمن العام السوري في منطقة المصنع طفلاً لبنانيا كان في حضن والدته، لإجراء فحص الحرارة، تحسباً لأي إصابة بفيروس كورونا، كسائر ركاب الحافلتين اللبنانيتين اللتين كانتا في طريقهما إلى المقامات الدينية الشيعية.
المفارقة أن الركاب أنفسهم، وفي طريق عودتهم إلى لبنان بعد يوم واحد، عبر المعبر ذاته، لم يتم فحصهم أو سؤالهم من قبل الرقابة الصحية اللبنانية، فأكملوا طريقهم إلى بلداتهم وقراهم الجنوبية، التي توافد إليها أيضاً، منذ أربعة أيام وحتى الأمس، العشرات من الجنوبيين العائدين من إيران، حيث سُجل فيها عدد من الوفيات بسبب “كورونا”، منهم ثلاثة أشخاص من عداد ركاب الطائرة الأولى، وكانواعلى مقربة من السيدة المصابة، أُدخلوا إلى الحجر الصحي في مستشفى رفيق الحريري، وقد تبين أن نتائج فحوصاتهم سلبية.
الكوريون وأيامهم
وقدر الجنوبيين إلى جانب القلق من الوافدين من إيران، أن أفراداً من الدول التي سجل فيها الوباء، لا سيما الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا، يتواجدون معهم على مدار الساعة من خلال وحدات بلادهم المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية، “اليونيفيل”، التي تتخد من منطقة صور تحديداً مقرات لقياداتها.
يوم الإثنين 24 شباط الحالي، ألغت الكتيبة الكورية الجنوبية، التي تتخذ من منطقة شارنيه التابعة لبلدة البرج الشمالي مقراً لها ويضم نحو 280 عسكرياً، اليوم الطبي المجاني الأسبوعي في بلدة الشبريحا، كإجراء احترازي وإلى أجل غير مسمى، والذي يسري أيضاً على بلدات العباسية وطيردبا وبرج رحال والبرغلية، التي تستفيد كل منها بيوم طبي في الأسبوع.
وإلى جانب هذا الإجراء، قلصت الكتيبة الكورية الجنوبية من نشاطها بين السكان. وقامت بخطوات وتدابير وقائية شملت أفرادها والعاملين فيها، لدرء أي خطر، وذلك لجهة عدم استقدام أي جنود من بلادها أو مغادرة المتواجدين بالجنوب في الوقت الراهن.
الصينيون والإيطاليون
أما الكتيبة الصينية، التي تتمركز في ثلاثة أماكن: الحنية، 185 عسكرياً. وشمع، 200 عسكري. وإبل السقي 30 عسكرياً يعملون في المستشفى الميداني الصيني، فقد أوقفت أنشطتها بين سكان المنطقة، مع بداية ظهور وباء كورونا في الصين. وأوقفت المعاينة في مستوصفات عدد من بلدات المنطقة، مكتفية بدورها الميداني عند الخط الأزرق. أي أنها توقفت عن الاحتكاك بالسكان.
وذكرت مصادر مقربة من الكتيبة إن إجراءاتها تتركز على إجراء فحص الحرارة لكل الداخلين إلى مقراتها، من عاملين وموظفين. مشيرة إلى أن آخر دفعة من الجنود حضرت إلى لبنان قبل شهور.
وعلى مقربة من المقر الصيني في بلدة شمع، قرب الناقورة، تتمركز القوة الإيطالية. وهي واحدة من أكبر الوحدات المشاركة في اليونيفيل: 1078 عسكرياً. وهي أيضاً اتخذت تدابير مماثلة، خصوصاً وأن الوباء قد انتشر في إيطاليا.
الناطق الرسمي باسم اليونيفيل، أندريا تيناتي، أوضح أنه في ضوء حال الطوارىء العالمية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، في أعقاب انتشار وباء كورونا، اتخذت “اليونيفيل” جميع التدابير الوقائية اللازمة، بالتنسيق مع وحدتنا الطبية، من أجل منع أي إصابة بالفيروس في البعثة الدولية، التي يبلغ عديدها 11 ألف عنصر عسكري ومدني. وقد تم إرسال الإرشادات الصحية إلى جميع الأفراد، لضمان التزامهم جميعاً بتعليمات منظمة الصحة العالمية.
طبابة صور والأونروا
من جهة أخرى، تابعت طبابة قضاء صور، ممثلة بطبيب القضاء وسام غزال، ركاب الطائرة الإيرانية الأولى التي كانت على متنها أول حالة إصابة لبنانية، المتواجدين في المنطقة، وناهز عددهم الثلاثين.. وأعطتهم التوجيهات الخاصة. كما عقدت اجتماعاً مع اتحاد بلديات القضاء للتنسيق، ووضعت في حوزته أرقام الهواتف للحالات الطارئة.
كذلك دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، التي ترعى عشرات آلاف اللاجئين في الجنوب ولبنان، في بيان صادر عن مكتبها في بيروت، إلى عدم الهلع. وأعلنت أنها تتابع الأمور عن كثب مع كل الوزارات المعنية في لبنان ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الصحة في رئاسة الأونروا، مؤكدة أن الوكالة أنشأت غرفة طوارىء لمتابعة التطورات.
حسين سعد – المدن