“الوطني الحر” يخاطر… والشارع اللبناني يتصدّى!
ووفق مصادر سياسية مطّلعة، فإن “التيار الوطني الحر” لجأ الى أسلوبين أساسيّين بهدف استقطاب ما يمكن من الرأي العام ولملمة ما تناثر من هيكله على وقع ما سمّي بالثورة الشعبية، وذلك من خلال الابتعاد شكلياً عن المشهد السياسي، اذ عمل على إظهار نفسه غير ممثل بشكل مباشر في الحكومة الحالية، مدعوما بماكيناته الاعلامية التي تنفي باستمرار ارتباط اي من الوزراء في المجلس به، وتتنصّل من مسؤوليتها عن اطلالاتهم وتصريحاتهم وتوزيع بياناتهم، وذلك بالتوازي مع إبعاد الوزير السابق جبران باسيل نفسه عن المواضيع الاشكالية، مختصراً ظهوره الاعلامي في هذه المرحلة.
وتضيف المصادر بأن “التيار الوطني الحر” يركّز جهوده اليوم في التنظيم الداخلي، ويناقش تعيينات جديدة بهدف اعادة كودرة تياره في العديد من المناطق اللبنانية، حيث تكشّفت بعض نقاط الضعف والتي برزت بشكل كبير في الأشهر الماضية، لكن الاخطر هو اصرار التيار على الخطاب المذهبي والطائفي الذي يبدو أنه يشكّل دعامة اساسية لجمهوره.
ولعلّ ما حصل خلال اليومين الماضيين من قِبل النائب زياد أسود يؤكد هذا التوجّه المقيت، إذ أن التيار سعى الى تسويق أداء أسود على أنه محاولات لحماية بعض المناطق المسيحية وردّ الاعتداءات التي طاولت التيار، الأمر الذي بات يشكّل قلقاً على الساحة اللبنانية ويذكّر بأسلوب الأحزاب ما قبل الحرب الاهلية، والتي ارتكزت آنذاك على التجييش الطائفي بغية شد العصب الشعبي.
ولفتت المصادر الى ان “التيار الوطني الحر” يخاطر كثيراً في طرحه لهذه العناوين، اذ يبدو أنه لم يعتبر من الحقبة السابقة حين دأب رئيسه على “استعراض عضلاته” عبر المطالبة بحقوق المسيحيين، الأمر الذي قلب السحر على الساحر وبات الهجوم السياسي والاعلامي عليه كثيفاً، لكنّ التيار لم يتعلّم شيئاً من تلك المرحلة، وما زال يسير في خط المواجهة الطائفية على رغم تصدّي بنية الشارع اللبناني مؤخراً لهذا النوع من الخطابات.
وختمت المصادر بأن “التيار الوطني الحر” بعد انهيار “التسوية الرئاسية” وخسارة حلفه مع احد المكونات البارزة في الطائفة السنية، اي “تيار المستقبل”، بات مرتاحاً اكثر في ممارسة تعصّبه وتطرّفه من دون إحراج، بعدما كان مضطرا آنذاك لفرملة هذا الأداء.