قطر ستساعد لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية

كشف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حوار خاص أجرته معه جريدتا “المدن” و”العربي الجديد”، أن قطر تدرس عدداً من الأفكار والمشروعات البعيدة المدى لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية الراهنة، وهي لا تزال تثق بأن النظام المالي اللبناني ما زال صلباً وقوياً وقادراً على العودة الى مساره الطبيعي.

وأشار في حديث مع ناشر جريدة المدن الإلكترونية الصحافي ساطع نور الدين الى أن “بلاده تتوقع من القوى السياسية اللبنانية أن تستجيب لنداء الحراك الشعبي الحضاري الذي يشهده لبنان، ويعادل ثورة فكرية في المعايير السياسية والاجتماعية اللبنانية، تطرح مطالب “مشروعة ومنطقية”.

وأوضح الشيخ محمد في الحوار الذي ينشر كاملا بالتزامن في “المدن” و”العربي الجديد”، أن لدى بلاده تقارير تفيد بأن النظام المالي اللبناني سيعتمد اعتبارا من الثامن من الشهر الحالي إجراءاتٍ ستسهم في إستقرار العملة، وشدّد على أن قطر لا تريد للبنان أن يسقط، وهي لن تقدم إلا ما يلبي حاجات الشعب اللبناني، وليس لديها خطط للتوسط السياسي في الأزمة، كما ليس لديها معلومات عن إستعداد دول أخرى لمثل هذا التدخل.

وشدد على أن “دولة قطر كانت دائما ملتزمة بدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل التحديات الجمة التي يواجهونها وهناك مشكلة يمكن أن تتسبب بانهيار الاقتصاد الوطني أو في أزمة خدمات للشعب اللبناني وفي الصياغ هناك أفكار عديدة قيد الدراسة والبحث مع الدولة اللبنانية، بشـأن كيفية مساعدة الشعب اللبناني، باعتباره المتضرّر من الأزمة الحالية”.

ولفت الى أن “الآن هناك إجراءات (لبنانية) ستسهل إستقرار العملة، وهي ستبدأ في الثامن من شهر كانون الثاني الحالي، حسب علمي، وكما جاء في آخر التقارير التي قرأتها ومن جانبنا، نحن لا نزال ندرس ما يمكن أن نقدّمه ولا شك أن عدم وجود حكومة في لبنان يعقّد مسألة التواصل لإيجاد حلول مناسبة لكن المهم الآن أننا لا نريد للبنان أن يسقط وينبغي أن يتم التجاوب مع المطالب الشعبية، لأن القصور في الأداء يؤثر بشكل مباشر على الناس، ومن جهتنا لن نقدّم إلا ما يلبي حاجات الناس بشكل مباشر، ونحن نتحدث الآن مع الجانب اللبناني حول أفكارنا للمساعدة”.

وفي شأن أن أي مساعدة ستقدّمها قطر الآن إلى لبنان ستكون بمثابة دعم سياسي للسلطة اللبنانية، اعتبر أن “المساعدات لا ترى النور إلا بشقّ الأنفس وفي الأصل، عندما تقدّم مساعدة تلامس حاجات الناس، لا يعني ذلك أنك تدعم هذا التوجه، أو هذا التحرّك السياسي أو ذاك، لأن البديل في هذه الحالة هو انسداد الأفق السياسي وعدم الخروج من عنق الزجاجة مما يمكن أن يزيد من فرص الانهيار وأنت أيضا محاط بدول غير مستقرّة، ونحن لا نريد أن يدخل لبنان في هذا التصنيف مرة أخرى، لأنه عانى الكثير في فترة عدم الاستقرار، وخلفيات الصراعات الأهلية الداخلية ما زالت موجودة ولم تنته، وهذا يعني أنك يجب أن تعدّ خطة متوازنة، وبعيدة المدى”.

وفي شأن إن كان هناك من وساطة قطرية في لبنان لحل الأزمة، أوضح أن ” في الوقت الحالي لا وليس لدينا معلومات عن استعداد دولٍ أخرى للتدخل والتقريب بين القوى السياسية. وعلاقتنا مع لبنان تاريخية، ولها امتداد زمني طويل ويمكن أن تمرّ هذه العلاقات في ظروفٍ جيدة، أو غير جيدة، لكن القاعدة الأساسية أن قطر معنيةٌ بلبنان واستقراره”.

وأشار الى أن” القوى السياسية التي تحكُم لبنان هذا نتاج قرار الشعب اللبناني، وهو الذي يحدّد المسار ونحن في دولة قطر لا نحكم على الدولة بناءً على من يحكمها، بل بناءً على علاقتنا بها، وعلى علاقتنا مع شعبها ونحن ننظر دائما إلى العلاقة اللبنانية القطرية من زاوية إيجابية، ونحرص أن يظل مستوى هذه العلاقة قوياً وإذا اختلفنا اليوم مع القوى السياسية الموجودة اليوم في السلطة، أو اتفقنا معها، فهذا لا يعني أن يكون ذلك على حساب العلاقة اللبنانية القطرية، السياسية والشعبية”.

وتمنى أن “يتمكّن لبنان من الخروج من الأزمة التي يمرّ بها، والتي جرى توصيفها بأنها أزمة داخلية، بشكلٍ يرضي الأطراف ويرضي الشارع بشكل رئيسي، وبالأساس يرضي الحراك، وأن يكون هناك تغيير في لبنان نحو الأحسن ونحن نتمنّى أن يعود لبنان إلى الاستقرار، لأن عدم الاستقرار لن يخدم مصلحة لبنان، ولا مصلحة محيطه الذي هو في الأصل غير مستقر وهذا توجهنا في الوقت الحالي”.

ساطع نور الدين – المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى