“مفاجأة” الشارع… مطلع السنة؟!
تركة ثقيلة تحملها ثورة ١٧ تشرين الأول من الصعب أن تفرّط بها بعد أن قال الشارع كلمته واستلّ سيفه في وجه الطبقة الحاكمة في معركته ضد الفساد ودفاعاً عن لقمة عيشه. الشارع اليوم في «عطلة العيد» يعدّ العدة للمرحلة المقبلة الحبلى بالاستحقاقات، وينتظر الساعة صفر لينطلق مجدداً، خصوصاً أنّ التراجع خطوة الى الوراء يعني ترك الساحة للسلطة السياسية التي تعوّل على تراجعه وتعمل على إحباطه.
من وجهة نظر «الثوار» فإنّ التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على «القطاع المصرفي» وقد كانت له «بروفة» أمس.
يشير الناشط السياسي مارك ضو الى أنه يتم التحضير لتحرّك في اتجاه القطاع المصرفي في ضوء الصعوبات التي تحصل مع المواطنين لجهة الحصول على رواتبهم، على أن تكون هناك تجمعات أمام مصرف لبنان وامام جمعية مصارف لبنان وعدد من المصارف، لأنه من الواضح انّ تشكيل الحكومة صعب وفيه مماطلة، لذا يجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مداخيل الناس لكي يتمكّنوا من الاستمرار في هذه الظروف الصعبة.
وأوضح ضو انّ العدّ العكسي لمهمة الرئيس المكلف تأليف حكومته قد بدأ ويبدو انّ الأمور لا تبشّر بالخير، لافتاً الى أنه في حال عجز عن تشكيل الحكومة وطال الامر، سيزداد غضب الناس ويسحبون الثقة التي منحوه إيّاها لتشكيل الحكومة، وعندها سيقتنعون بما طرحته الثورة وبأنّ الحل يبدأ بالمجيء بشخص إصلاحي الى رئاسة الحكومة».
«لا شرعية لهذه السلطة، في رأي الثوار، بل نحن نعيش اليوم في مرحلة انتقالية». وفي ضوء هذا الواقع، يشير ضو الى «انّ أحزاب السلطة تحاول بكل قوتها العمل لتكوين سلطتها لكنها ستفشل، وسيرى الجميع انّ الثورة كانت بمكانها، وإن تأخرت قليلاً، لكنها ستتمكن من الوصول الى إنتاج سلطة سياسية جديدة. امّا الحلول المطروحة فلا تصلح لإصلاح ما أُفسد بل تزيد الامور سوءاً، بحسب ضو، الذي يؤكد انّ المسار الاصلاحي انطلق ولا يمكن لأحد ان يقف في وجهه»، مُعرباً عن اعتقاده «انّ كل الاحزاب ستتبنّى في النهاية حكومة تكنوقراط، لكن المسألة هي مسألة وقت».
وعلى الموجة نفسها يسير المحامي والناشط السياسي واصف حركة الذي يرفض مفهوم «خفض منسوب الإنتفاضة»، «لأنّ الثورة هي تغيير في المفاهيم الاقتصادية والسياسية والنظرة الى النظام عموماً وليست فقط عددية».
وعمّا يعدّه الشارع بعد فرصة العيد، لفتَ حركة الى أنّ «هناك سياق عمل جديد سيعتمد هدفه تحقيق مطالب الثورة، ويرتكز على عنصر المفاجأة».
واعتبر أنّ «وسائل المواجهة كثيرة وسنصل الى أهدافنا، والأهم أنها ستفاجئ قوى السلطة».
وأوضح حركة «انّ الناس في الشارع للمطالبة بتفعيل عمل المؤسسات والقضاء المستقل.. وهي تريد بناء لبنان لكنّ السلطة لا تريد ذلك، وبالتالي لا تراجع عن اقتناعنا مهما حصل».
ولعروسة الثورة «عدّتها»، فبعد العيد لن يكون كما قبله، يؤكد الإعلامي والناشط عمر السيد، ويشير الى أنّ القرار «الهدنة» إتّخذ في طرابلس «لمنح الناس فرصة تمضية عيدي الميلاد ورأس السنة على خير، وهناك أمور كثيرة قيد الإعداد للأيّام المقبلة وأخرى اتفق عليها من تظاهرات واعتصامات ومشاركات في بقية المناطق، وتفعيل الساحة مجدداً». ويقول: «هناك خطط قيد الإعداد، والتكتّم عنها ضروري، وهناك عناصر جديدة ستدخل على الخط، كإقفال بعض المدارس والجامعات التي لم تعد قادرة على تغطية تكاليفها، وبعض المؤسسات التي تمرّ في ظروف اقتصادية صعبة وستتوجه كلها الى الشارع». ويضيف: «الانطلاقة بعد رأس السنة ستكون قويّة، وقد تكون الإنطلاقة من ليلة رأس السنة بعد الحفلة المركزية في بيروت».
المشهد نفسه في جلّ الديب، حيث بدأت الاستعدادات جدياً، فيلفت الناشط في حراك جل الديب شربل قاعي الى أنّ «الصورة هنا تتبلور بين اليوم والغدّ، فالاستراتيجية واضحة. وبعد الأعياد، سنتّخذ قرارات صارمة لأنّ الشعب هو أساس الثورة وهو من يقرر».
لن ينتظر «الثوار» طويلاً وصول «هدية العيد» المنتظرة، فهم على موعد مع «ثورة رأس السنة» تحت شعار «العد العكسي ليسقط النظام»، عسى أن يسبقهم الرئيس المكلّف بخطوة جريئة تلبّي تطلعاتهم.