غريبٌ هذا اللبناني الذي يعشق الرفاهية والتباهي بممتلكاته ومقتنياته حتى في أحلك الظروف الإقتصادية والإنكماش المالي والنقدي. فبالرغم من الأزمة الخانقة التي يمر بها لبنان منذ أشهر وتشتد يوماً بعد يوم، إلا أنّه اليوم شهد مظاهرة ولكن من نوعٍ آخر. فبعدما كانت المظاهرات أمام هيئة إدارة السير والآليات والمركبات في الدكوانة للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، كانت طوابير المواطنين اليوم منظمة والكل ينتظر دوره للحصول على الرقم المميز الذي يرغب بشرائه بعدما فتحت وزارة الداخلية باب شراء الأرقام المميزة لقاء بدل لصالح وزارة المالية، مما يجعل المساواة بين المواطنين المبدأ الأساسي من هذه الخطوة، إضافةً الى إنعاش خزينة الدولة اللبنانية.
وفي تفاصيل هذه العملية، صدر عن رئيس مصلحة تسجيل السيارات أيمن عبد الغفور تعميم يرمي إلى ضرورة دفع ثمن الرقم المميز في اليوم ذاته الذي يُقطع فيه أمر القبض منعاً لوقوع المواطنين ضحية بازار بعض السماسرة الذين عمدوا في اليوم الأول لهذه العملية الى حجز عدد من الأرقام المميزة بهدف المتاجرة بها لاحقاً مع الزبائن والمواطنين.
وفي حديث خاص لموقع “لبنان 24” أكّد رئيس مصلحة تسجيل السيارات أيمن عبد الغفور أنّ اليوم الأول لهذا الطرح كان مميزاً من ناحية المدخول المادي للخزينة حيث تمّ بيع أكثر من ثلاثمائة رقم مميز ودخل الى الخزينة حوالي ثلاثة مليارات ليرة لبنانية، وهذا رقم مرتفع بالنسبة الى الأزمة الإقتصادية واليوم الأول من البيع.
هيئة إدارة السير أعلنت أن وزارة الداخلية سوف تعلن مع مطلع العام القادم المزاد العلني للأرقام الذهبية التي تنتهي بأصفار أو أرقام متشابهة، وهذا سوف يزيد من إيرادات هيئة إدارة السير لصالح خزينة الدولة اللبنانية.