بالصور : الانتحار في لبنان بلغ درجة مخيفة

الجوع بات يستوطن بيوت اللبنانيين في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، وعائلات كثيرة بالكاد تجد ما يقيتها، وأطفال ينامون من دون عشاء بعد نهار بالكاد نالوا فيه بعض الفتات.

المشهد ليس من عالم الخيال والخرافات، بل هو حقيقة موجعة مرّة في لبنان اليوم، حيث بات أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر، وعائلات بكاملها تعيش بأقل من 3 دولارات في اليوم، والبطالة تخطت الـ 40%، عدا عن البطالة المقنعة.

 

هذا ما أوصلت إليه البلاد والعباد سلطة الفساد الحاكمة القابضة على مصائر الناس، والمتوغلة في فجورها وصفقاتها وسمسراتها، والتي تواصل عربدتها وكأن شيئاً لم يكن، فيما الوطن يموت. سلطة لا تزال تحاول إبقاء القديم على قدمه وإعادة إنتاج حكومة على نسق سابقاتها التي أوصلت البلاد إلى هذه الحال المأسوية المفجعة، وكأن لا ثورة انطلقت منذ نحو خمسين يوماً، ولا ثوار بالملايين في الشارع، ولا صرخات وجع وألم، وصولاً إلى عمليات الانتحار ومحاولات الانتحار المخيفة المفجعة التي تتوالى يأساً من سلطة الموت الحاكمة القابضة على أنفاس الناس بكل وقاحة وصلف وفجور.

المواطن ناجي الفليطي انتحر منذ أيام في عرسال يأساً من وضعه التعيس بعدما أصبح عاطلاً عن العمل قبل شهرين، ولعجزه عن تأمين ألف ليرة لبنانية لطفلته ثمن منقوشة تقتاتها في المدرسة، وبسبب ديون متراكمة عليه بالكاد تتجاوز النصف مليون ليرة لبنانية.

اليوم الأربعاء، انتحر المواطن داني أبي حيدر في منطقة النبعة بسبب أوضاعه الاقتصادية، وهو الذي كان يتقاضى نصف راتبه منذ شهرين، فيما الديون المترتبة عليه من أقساط مدارس وسندات للبنك تكسر الظهر.

كما عُثر، اليوم أيضاً، على العنصر الأمني (أ. ط.) جثة في حقل في خراج بلدة سفينة الدريب ـ عكار والى جانبه مسدسه الأميري، وكل الدلائل تشير إلى انتحاره.

وقبل أيام حاولت الطرابلسية فاطمة المصطفى إحراق نفسها للمرة الثانية، يأساً من أي بارقة أمل، وهي العجوز المريضة التي تفترش شوارع طرابلس وتلتحف سماءها مع حفيدها منذ 40 يوماً، من دون مأوى.

وقبلهم هدد المواطن (م. خ.م.) الملقب بـ”كاليمارو” باحراق نفسه أمام الناس، ما لم تستجب السلطة لمطالب شعبها الموجوع الجائع.

وتتم متابعة المعلومات الواردة عن حالتي انتحار، اليوم الأربعاء، إثر العثور على المواطن علي الحسين جثة هامدة مصاباً بطلق ناري في الرأس، وأنباء عن انتحار المواطن جلال أحمد الزمتر في بلده بطرماز.

وبعد، ليس مستبعداً أن نسمع في الأيام المقبلة عن حالات انتحار أخرى بسبب الجوع الساكن في معاجن الفقراء، بفعل سلطة باعت نفسها وضميرها للشيطان بأبخس الأثمان.

لكن مهلاً، دوام الحال من المحال، وسقوط سلطة الفساد والفجور آتٍ لا محالة، ولعنات الجائعين المقهورين المسحوقين المذلولين على أياديها ستطاردها إلى الجحيم.

الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى