إنشاء قاعدة عسكرية بلبنان: واشنطن حسمت قرارها.. وهذا جديد تأهيل مطار رياق!

إنشاء قاعدة عسكرية بلبنان: واشنطن حسمت قرارها.. وهذا جديد تأهيل مطار رياق!

كتبت صحيفة “الديار”: “فيما يتحضر لبنان للذهاب الى مؤتمر “سيدر” مطلع الشهر المقبل، على وقع “صخب” انتخابي استعدادا لاجراء الانتخابات التشريعية في السادس من ايار، يبدو ان النقاش حول مرحلة ما بعد هذا الاستحقاق قد فتح على مصراعيه مع وجود مؤشرات اميركية مقلقة حيال الالتزامات المطلوبة من الحكومة المقبلة في اطار توجه اميركي واضح للتشدد مع ملف حزب الله ماليا، وكذلك محاولة محاصرته داخليا كمقدمة “لنزع” سلاحه… وهي مطالب ستنعكس على ارض الواقع مزيدا من الضغوط لاحراج حكومة ما بعد الانتخابات ومحاصرتها بمطالب ستثير الكثير من الازمات الداخلية….فماذا تريد واشنطن؟ وماذا عن التحذيرات الامنية الاوروبية لبيروت؟

قبل ايام جاء نائب قائد القوات البرية في القيادة الوسطى الأميركية اللواء ترينس ماكنريك على رأس وفد عسكري رفيع المستوى وناقش مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في حضور السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد، والملحق الدفاعي العقيد دانيال موتون، مجالات التعاون العسكري بين الجانبين اللبناني والاميركي، وبخاصة في مجال تدريب الوحدات البرية، هذه الزيارة “البروتوكولية”، وفقا لاوساط وزارية بارزة، لم تحمل هذه الزيارة معها جديدا لجهة البرنامج العسكري الاميركي المقرر للجيش اللبناني، لان الموفد الاميركي غير مخول اصلا في مناقشة اي تعديلات مفترضة او تغييرات مرتقبة، وكانت القيادة العسكرية مرتاحة لغاية لهذا اللقاء خصوصا مع تجديد السفيرة الاميركية التأكيد على استمرار برنامج المساعدات العسكرية المقدر بـ340 مليون دولار أميركي لتحسين قدرات الجيش اللبناني في الجو ولبناء قدراته على المناورة الآلية الحديثة على الأرض.

تحذيرات ريتشارد؟

لكن ما لم تقله ريتشارد للقيادة العسكرية في اليرزة صارحت فيه بعض الشخصيات المقربة التي زارت عوكر مؤخرا، فباعتقاد السفيرة الاميركية قد لا تستمر هذه الالتزامات الاميركية وفقا للانسيابية الراهنة في الاشهر القليلة المقبلة مع استلام وزير الخارجية الجديد مايك بوبيو، ومديرة الاستخبارات الجديدة جينا هاسبل، ومستشار الامن القومي جون بولتون زمام الامور في البيت الابيض، فالمناخ في واشنطن بدأ يتغير ويتجه نحو مزيد من التشدد وعلامات الخلاف مع وزير الدفاع الاميركي الحالي جيم ماتيس، المرشح ليكون الضحية المقبلة في ادارة ترامب، بدأت بالظهور خصوصا حيال كيفية التعامل مع الجيوش الحليفة في المنطقة، فبولتون صاحب نظرية عدم جدوى الاستثمار العسكري والامني مع المؤسسة العسكرية اللبنانية دون خطوات مقابلة تؤدي بشكل واضح الى تأمين المصالح الاميركية اولا على طريق “نزع” سلاح حزب الله، وهو يعتقد ان تجريد حزب الله من سلاحه “مفتاح لأي علاقة استراتيجية بين لبنان والولايات المتحدة”.

المطالب الاميركية؟

وفي اطار البحث عن الاثمان المتوخاة اميركيا من الدعم المستمر للجيش اللبناني، تشير اجواء السفارة الاميركية في بيروت ان “البنتاغون” حسم مؤخرا الجدل حيال الطروحات المتعلقة بجدوى انشاء قاعدة عسكرية اميركية في لبنان، وجاءت التوصية بصرف النظر عن الامر لاسباب عديدة اهمها غياب المناخ السياسي والامني المؤاتي للقيام بهذه الخطوة في ظل “بيئة” معادية لا تسمح بتكرار اخطاء العام 1983 التي ادت الى خسائر اميركية لا داعي لتكرارها راهنا.. فالولايات المتحدة لم تعد بحاجة لوجستيا لقواعد مماثلة في ظل الانتشار العسكري الواسع في شرق سوريا، وفي قاعدة التنف على الحدود مع الاردن، اضافة الى القواعد الموجودة في العراق وخصوصا في كردستان، اضافة الى قاعدة العديد في قطر، وانجرليك في تركيا…وبالمفهوم العسكري تعتبر الجغرافيا اللبنانية الضيقة تحت السيطرة العسكرية بحكم الوجود الاميركي في الاردن والعلاقة الاستراتيجية مع اسرائيل.

تأهيل المطارات العسكرية

في المقابل، ترى “واشنطن الجديدة” في لبنان قاعدة انطلاق، وعقدة “مواصلات” في المنطقة، ولذلك سينتقل الاهتمام العسكري والامني الاميركي الى خطوة متقدمة تتمثل في طلب المساهمة في تأهيل المطارات العسكرية اللبنانية، وتحت عنوان استمرار الدعم العسكري الاميركي للجيش اللبناني، يرى الاميركيون ان تأهيل مطار رياق اولوية لاستخدامات عسكرية مرتقبة في المنطقة، فموقعه “استراتيجي” في البقاع الأوسط على مقربة من الحدود اللبنانية -السّورية، وثمة دراسة جاهزة اعدت من قبل دائرة الابحاث والتخطيط في وزارة الدفاع الاميركية ارسلت نسخة منها الى السفارة الأميركيّة في بيروت تحت عنوان تطوير مطاري القليعات ورياق العسكريين، وتهدف واشنطن من خلالهما الى تأمين موطىء قدم عسكري للاستعمال عند الضرورة دون الحاجة الى وجود جنود على الارض، مع العلم ان وجود ضباط وعناصر تدريب اميركيين في لبنان لم ينقطع منذ فترة طويلة؟

توقيع “بروتوكول” عسكري

ووفقا لزوار عوكر، لن تستمر لبنانيا، فترة السماح طويلا مع “ادارة الحرب” الجديدة ولن يكون هناك اي شيء مجاني في الفترة المقبلة، واولى الخطوات التي ستكون على جدول الاعمال مطالبة لبنان بتوقيع تفاهم عسكري يسمح للقوات الاميركية باستخدام مطاراته العسكرية بما يتناسب مع الحاجات اللوجستية الاميركية، والحديث هنا عن استخدام القواعد العسكرية كمنطقة عمليات لوجستية خلفية ضمن ما تفرضه الحاجة لخدمة الحاجات الامنية الاميركية.

اهتمام اميركي بملف الجرود؟

يضاف الى ما تقدم، ارسلت القيادة الاميركية الوسطى اشارات حاسمة تبرز اهتمامها بشكل خاص بالجرود الفاصلة بين لبنان وسوريا، وستكون الخطوة المقبلة الضغط لتأمين اخلاء كامل لـ “حزب الله من المواقع التي انتزعها من تنظيم جبهة النصرة، وهي منطقة ذات ابعاد استراتيجية تهدد امن اسرائيل التي ترى في تلك المنطقة عمقا جغرافيا مهم للغاية بالنسبة للحزب، وهي تشتبه في انه اقام فيها قواعد عسكرية محصنة جاهزة للاستخدام في الحرب المقبلة وهي مثالية لاطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى، ولذلك فان المتابعة الاميركية الحثيثة لهذا الملف ستشهد تزخيما في الاشهر المقبلة ويلح الاميركيون على قيام لبنان بتنفيذ التزاماته في هذا السياق، وهو ما سيطرح على بساط البحث رسميا بعد تشكيل الحكومة المقب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى