عن ليلة الشويفات الغاضبة… هذا هو وليد جنبلاط في المحطات الصعبة

فوق الألم، وفوق الجراح، نحن مع الحوار. مقولة وليد جنبلاط التي ترافقه دوماً في المحطات الصعبة، وفي محطات تغليب لغة العقل على أي لغة أخرى، أو فورة غضب.

عند الامتحان يُكرم المرء أو يهان. ودائماً ينجح وليد جنبلاط بالامتحانات الوطنية، وهو المخوّل إعطاء الدروس في الوطنية. ليست المعمودية الأولى التي يمرّ بها الحزب التقدمي الاشتراكي ووليد جنبلاط. إن الحزب هو حزب الشهداء، وشهيده الأول سقط في احتجاجات وتظاهرات مطلبية، تماماً كما هو حال الشهيد علاء أبو فخر. من حسان بو اسماعيل إلى علاء أبو فخر المسيرة واحدة والمشعل واحد. وراية وليد جنبلاط مرفوعة دوماً، هي راية العلم اللبناني.

بجرأته المعهودة، وفي تخطّيه لكل المحظورات، ركب وليد جنبلاط سيارته وتوجّه سريعاً إلى شويفات، ومنها إلى مستشفى كمال جنبلاط للوقوف إلى جانب أهل الفقيد، ولتهدئة الشبان الغاضبين بنتيجة ما حصل. ليس هذا التصرّف هو الأول من نوعه بالنسبة إلى وليد جنبلاط، وإلى بيئةٍ اعتادت العضّ على الجروح تلو الجروح في سبيل البلد، ووحدته وأمنه واستقراره.

في الوقت الذي يلجأ زعيمٌ إلى استخدام عبارت تستفز الناس وتخرجهم عن أطوارهم، وتدفع بهم إلى الشوارع احتجاجاً بسبب تجاهل مطالبهم وأوجاعهم، يبرز زعيمٌ ينزل إلى الناس على قدميه، ويقف إلى جانبهم، يشدّ على أيديهم بكامل حرصه على الاستقرار، بينما آخرون يطالبونهم بالخروج من البلاد، وكأنه يطرح معادلة تغيير الشعب بدلاً من تغيير السلطة.

من دون الدخول في تفاصيل حادثة خلدة، ولكن الأكيد أن كثراً يريدون الاصطياد في الماء العكر، ويريدون تخريب التحركات باستهدافاتٍ أمنية من هنا وهناك تستفز بيئاتٍ اجتماعية ومذهبية لعلّ ذلك يؤدي إلى توترات فتنتهي الحالات المطلبية.

الدماء في خلدة تواءمت مع الدماء التي سالت قبل يومين في طرابلس، والتي سالت قبلها في البداوي والعبدة، وكلها دماء لبنانية نزفتها أجساد عزّل عراة، هؤلاء الذين وصفهم كمال جنبلاط بأنهم الذين ليس على صدرهم قميص وسيحرّرون العالم.

يبقى الأساس هو الالتزام بتوجيهات جنبلاط، والركون إلى العقل والهدوء على الرغم من كل المصاعب، لتخطي كل محاولات الاستهداف والاستدراج، خصوصاً وأن محاولات كثيرة تحصل لتصفية الحسابات والانتقام، من الإعتداء على تمثال الشهداء في بعقلين، إلى اغتيال الشهيد علاء أبو فخر وما بينهما اغتيال الشهيد علاء أبو فرج، وفخ قبرشمون. يريدون استهداف جنبلاط، والبلد بكل تكاوينه، ويريدون الاستثمار بحالات الاحتجاج لتنفيذ مآربهم، ويجب قطع الطريق عليهم، والصمود على المطالب. صبراً على الغضب وتحكيماً للعقل.

ربيع سرجون – الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!