تطويع متدرّج لمنتفضي الجنوب واستدعاء مئة مشاغب

صباح الإثنين تم فتح الطريق عند دوار كفرمان، وسلكت باصات المدارس الخاصة التي فتحت أبوابها، رغم قرار وزير التربية المعلن بعدم فتح أي مدرسة من دون إعلان منه. وعادت الحركة نسبياً إلى سوق النبطية. وهو أكبر سوق شعبي يعقد كل إثنين. وفي هذا اليوم أيضاً، أعلن عضو مجلس بلدية النبطية محمد صباح (حركة أمل) عودته عن الاستقالة، التي أعقبت اعتداء شرطة بلدية النبطية على المتظاهرين، واصفاً في بيان مكتوب استقالته أنها “جاءت في لحظة انفعال”.. في حين تمسك العضوان الآخران الدكتور أحمد ضاهر والدكتور عباس وهبي باستقالتهما. وهما عضوان مستقلان، لكنهما كان من ضمن “حصة” الحزب في المجلس.

كل ذلك أوحى بأن الأمور ستعود تدريجياً إلى طبيعتها في مناطق الثنائي الشيعي. خصوصاً، في ظل التوجهات الحاسمة بعدم إقفال الطرق جنوباً، والتسليم بأحقية “المطالب” المرفوعة على قاعدة “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”.

سوق النبطية وطريق كفرمان
اعتصام دوار كفرمان الذي يغلب عليه الطابع الشيوعي، وينتمي حكماً إلى بيئته الأهلية كان “متفهماً” لفتح الطريق، الذي استمر مقفلاً لأحد عشر يوماً. يؤكد يوسف سلامي، وهو أحد الناشطين، الاستمرار في الاعتصام حتى تحقيق المطالب. و”هناك استراتيجية جديدة سيتم وضعها، خصوصاً بعد مناشدة أهلنا لفتح الطريق، والتزامنا بعدم التسبب بأي إشكال مع الأهالي”. وقال: إن حراك كفرمان ومنطقتها هو حراك عفوي وغير مسيس. لذلك، سيبقى الاعتصام. ولن يستطيع أحد إزالتنا من الشارع حتى نيل المطالب، مشيراً إلى بقاء الشبان في خيمهم عند الدوار ليلاً ونهاراً.

وفي النبطية، التي حافظت على حراكها بأعداد أقل من الأيام السابقة، أكد رئيس بلديتها الدكتور أحمد كحيل لـ”المدن” أن “مطالب المحتجين هي مطالبنا، وأمس الإثنين كان المتظاهرون يحتجون، فيما سارت أمور الناس بشكل طبيعي”، وشدد على منع إقفال أي طريق في النبطية، وأيضاً منع نصب أي خيمة، سواء في ساحة عامة أو رصيف.

خيم دوار العلم واستدعاءات للمشاغبين
في مدينة صور حافظ الاعتصام على بعض زخمه خصوصاً في ساعات الليل، حيث عقدت حلقات غنائية “هادفة”. وشدد رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق على عدم المس بالمتظاهرين السلميين “الذين نشاركهم مطالبهم”، وأكد عدم وجود أي توجه لدى البلدية لإزالة خيم المعتصمين من دوار العلم، مشدداً بالمقابل على رفض أي مسّ أو إخلال بالأمن كإقفال الطرق والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة.. و”كيل السباب والشتائم التي يجب أن تكون بعيدة عن بيئتنا. وهي تتناقض مع السعي لنيل المطالب الاجتماعية المشروعة”.

أحد ناشطي حراك صور، سعيد زعتر، يلفت إلى مواصلة الحراك الصوري في ساحة العلم، “التي ترتبط بأجندات مطلبية لعموم الناس الذين يعانون من قهر اجتماعي ومعيشي وصل إلى حد لا يطاق”. مضيفاً: “إن تحركنا ومنذ بدايته كان سلمياً. ونحن ضد أي أعمال تخريب، لأن ما نبتغيه هو الوصول إلى أهدافنا في رفع الظلم عن الناس”.

في صور أيضاً، عُلِم أن مخافر قوى الأمن الداخلي في منطقة صور استدعت الإثنين حوالى مئة شاب، من بينهم قاصرين، على خلفية أعمال التخريب والحرق الذي طال استراحة صور السياحية، وظهروا في تسجيلات فيديو وصور.

حسين سعد – المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!