كتاب مفتوح إلى معالي الوزيرة ريّا الحسن – بقلم زياد الشوفي

معالي الوزيرة :

أنا لست رجل قانون ولا مُجازاً بالحقوق ولست ضليعاً بقانون السير، وما أعرفه منه هو ما يعلمه باقي المواطنين، إلا أنني بحكم عملي الصحفي ومتابعتي للحوادث المحزنة التي تحدث على الطرقات اللبنانية يومياً، كان لا بد لي أن أكتب عن ما أراه ويجول في خاطري، آملاً أن يصل إلى مسامعكم وتأخذونه على محمل الجد.
موضوعي هو حوادث الدرجات النارية المتعددة التي تحدث بشكل يومي والتي أرى فيها القانون يُنفذ معكوساً فيحاكم البريء ويُبرّأ المذنب الفعلي…
أتفهم أنّ سائقي الدراجات قد لا يملكون ثمن سيارة فاضطرتهم الظروف لاقتناء نعش على دراجات.
وللأسف الشديد أنّ التلفزيونات في وطننا لا تُسلّط الضوء على الحوادث الصغيرة، فالسياسة شغلهم الشاغل وقليل ما نُشاهد تغطيتهم لحادث وكل الفضل يعود للمواقع الاخبارية التي تتابع هذه الحوادث وتنشرها أخباراً وصوراً،
فنحن نشهد يومياً عدة حوادث صدم لدرجات نارية تسرح وتمرح بين السيارات من دون حسيب أو رقيب، وانا لا يهمني إن كانت مرخصة أم لا …
ما يهمني هو الطريقة القانونية التي تُعالج بها هذه الحوادث، فالذي يقود دراجته كالمجنون بين السيارات بدون خوذة “إجبارية في القانون” تحميه من شر سقطة حين يرتطم بسيارة بسبب تهوره وقيادته المخالفة للقانون، وإذ تأتي القوى الامنية وتعتقل سائق السيارة، الذي يكون في معظم الأحيان رب منزل عائد الى عائلته بعد يوم عمل طويل، وهنا تفتح نار الجحيم بحق السائق أولها التوقيف، ثانيها التكفل بتكاليف العلاج وثالثها مُرّها إن توفى سائق الدراجة فتأتيه المصيبة مضاعفة ” السجن والدية ؟؟؟ ” وكله بسبب متهور زاهد بالحياة وغير مبال يمارس الالعاب البهلوانية على دراجته بين السيارات، وحين تقع الواقعة يصبح هو المظلوم والبريء…
سيدتي الوزيرة .. ألا يجب أن تنظروا في تعديل هذا القانون ليُنصف البريء ويحاكم المخالف، فيحكم رجل الامن بأنّ الحق على سائق الدراجة فيُبرّأ سائق السيارة إن ثبتت براءته، ويُحكم على سائق الدراجة أن يعالج نفسه ويتكفل بتكاليف الحادث الذي هو حتماً المتسبب به. ألا يُلزم القانون في أنحاء العالم المتسبب بالحادث بالمصاريف الطبية للجهتين ما عدا تكاليف تصليح السيارات؟ إلى متى سنبقى نحكم بعكس ما تحكمه القوانين العالمية والدول المتقدمة؟
سيدتي الوزيرة … هذا رأي مواطن متابع للحوادث اليومية ولكنه يستحق من سعادتكم التحقق لربما وجدتم فيه رأياً سديداً فتجدون بحنكتكم وحكمتكم “ونحن نعوّل على ذلك كثيراً ” حلاً لمعضلة لا يتطرق إليها أحد قبل أن تقع الواقعة حتى بتنا كل يوم قبيل انطلاقنا في سيارتنا نُباشر بالدعاء “يا رب إحمنا من دراجة هوجاء رعناء تزجنا بالسجن وتسلبنا حريتنا وأموالنا وتلطخ سجلنا العدلي  ”

بكل احترام : زياد الشوفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى