مأساة في بيروت: معلمة ارادت اجراء تجربة كيميائية فتسببت بإنفجار احرق عدداً من الطلاب احدهم بحال الخطر الشديد

ببراءتهم جلسوا حول “المعلمة” يراقبون التجربة الكيميائية التي تجريها، وهي مشغولة بهاتفها، وإذ بها فجأة تضع السبيرتو فوق نار داخل قِدر، ليحصل الانفجار ويحترق الأطفال، ويكون للطفل عمر العلمي حصته الأكبر من الحريق، فاشتعل جسده الطري. ومنذ شهر ونصف الشهر وهو يقاوم الموت داخل مستشفى الجعيتاوي.

خطأ لا يغتفر

لم يتوقع والدا عمر أن اختيارهما مركزاً للفنون في منطقة مار الياس لتسجيل ولديهما لساعات للتسلية سيجلب لهما كارثة. وبحسب ما قاله الوالد ابرهيم لـ”النهار”: “الشهر الماضي سجّلت عمر في المركز بعد أن سبق وسجّلت شقيقته لتعلُّم الرسم. وفي ذلك اليوم المشؤوم في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، كان يُفترض وجود حصة للرسم وأخرى للطبخ، لا أعلم لماذا اختارت المعلمة سارة أن تجري تجربة black snake” حيث يتم وضع رمل، سكر، بيكربونات الصوديوم، سبيرتو في قدر ومن ثم يجري إشعال المواد، عند تعرض الكربونات الهيدروجينية للحرارة ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون، يتصاعد إلى الأعلى ويدفع معه السكر المحترق فيبدو كثعبان أسود. وبحسب ما ظهر في الفيديو المصوّر، فإن المعلمة قامت بإضافة السبيرتو إلى النار، الأمر الذي أدى إلى الانفجار، في حين أن التجربة تفرض أن يتم وضع السبيرتو أو الفيول مع المكونات وإشعالها”.

حروق بالغة

استقبل عمر عامه الخامس في المستشفى، وأشار ابرهيم (من بيروت) “هذه التجربة لا تناسب الأطفال، أولاً لأنها تضعهم في خطر، وثانياً قد يحاولون تجربتها في المنزل، ما يعني إمكانية إشعالهم حريقاً ووقوع ما لا تحمد عقباه”. وأضاف: “أصيب عمر بحروق بالغة التهمت القسم الأعلى من جسده، وقد خضع حتى اللحظة لعمليتين جراحيتين وهو بحاجة إلى المزيد”، لافتاً إلى أن” الحادث المأسوي كشف أن مركز الفنون من دون ترخيص، لذلك أغلقته القوى الأمنية، ومع ذلك تحاول مالكته أن تعاود فتح أبوابه. وبدلاً من وقوفها إلى جانبنا في علاج فلذة كبدي، طلبت هي والمعلمة مني تحديد مبلغ لإسقاط الدعوى، فأطفالنا بالنسبة لهما مجرد رقم”.

اللجوء إلى القضاء

منذ بداية التحقيق الأولي قال ابرهيم: “اتخذنا صفة الادّعاء الشخصي بجرم الإيذاء. وطلبنا إحالة وتوقيف كل المسؤولين عن الأضرار الحالية والمستقبلية المباشرة وغير المباشرة. خُتم التحقيق بإشارة النائب العام زياد بو حيدر وجرى الادّعاء منه على المدّعى عليها سارة ع. بموجب المادة ٥٦٥ عقوبات و٧٧٠ بجرم استثمار دون ترخيص للمدّعى عليها رولا ب. وعُيّن موعد جلسة بعد تاريخ إحالتها على الرئيس وائل صادق في 29/8/2019 وفيها اُبلغت المدعى عليها سارة بالشكوى وبادعاء النيابة العامة، وأُخلي سبيلها بسند إقامة بعد أخذ تعهد منها بتأمين وتغطية علاج الطفل عمر، كما صدر قرار ترك بحق المدعى عليها رولا جرى استئنافه أمام الهيئة الاتهامية التي بدورها أصدرت قراراً بتعيين جلسة في 9/9/2019 أوقفت فيها رولا بعد الاستماع إليها، ومن بعدها أخلي سبيلها بكفالة عشرين مليون ليرة تم استئنافه من جديد أمام الهيئة الاتهامية برئاسة الرئيس ماهر شعيتو الذي بدوره أخذ قراراً بفسخ قرار قاضي التحقيق وتوقيفها من جديد، وغداً ستعقد جلسة جديدة”.

كي لا يتكرر ما حصل مع عمر مع بقية الأولاد، أراد ابرهيم أن يوصل صوته الى كل أم وأب بضرورة التأكد من المراكز ودور الحضانة التي يضعون فيها أطفالهم، لناحية الترخيص أو لناحية خبرة المعلمات ومسؤوليتهنّ. فألمه اليوم على ابنه لا يضاهيه ألم، وقد بات يعيش على أمل وحيد وهو أن يشفى عمر ويعود إلى أحضانه سالماً معافى.

النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!